طرابلس ـ المغرب اليوم
ناشد إمام مسجد السلام في طرابلس الشيخ بلال بارودي المسؤولين أن «يعيشوا روح الترميم وإعادة البناء وان يكفوا عن إلتفاتة الى الوراء».
واضاف على هامش افتتاح مسجد السلام بعد تأهيله: «إن تفجير مسجدي التقوى والسلام لن يمنعنا من إكمال مسيرتنا في الدلالة على الخير والدعوى الى الحق... تسعة أشهر هو وقت مكوث الجنين داخل رحم أمه، ونحن اليوم ولدنا من جديد وإنتهت فترة الدمار ولن نلتفت الى الوراء وليس لنا روح الإنتقام، ولكن نطالب بتحقيق العدالة لأننا لن ننسى ما حصل»، موضحاً أن كلفة الترميم فاقت المليون دولار، بحيث يبقى ترميم المركز والقاعة لتصبح الكلفة الإجمالية مليون دولار ونصف المليون.
وشكّل افتتاح المسجد الذي ساهم في ترميمه الرئيسان سعد الحريري ونجيب ميقاتي وجمعية قطر الخيرية والهيئة العاليا للمساجد في الرياض، مناسبة لتأكيد العزم على إحياء طرابلس.
وقد رعى الحفل مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار في حضور الرئيس نجيب ميقاتي ووزير العدل اللواء أشرف ريفي ممثلاً الرئيسين تمام سلام وسعد الحريري، ومستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون الشمال عبد الغني كبارة والشيخ بارودي وحشد من رجال الدين والفاعليات.
واستذكر ميقاتي في كلمته مؤسسي مسجد السلام وكل من ساهم في بنائه، وأرواح الشهداء والجرحى «الذين لا زالت جراحهم تنزف». وقال: «انتم أمانة في رقابنا ونتابع الموضوع... وبعد صدور القرار الظني الخيوط كلها باتت معروفة»، وطالب بملاحقة الفاعلين وإنزال أشد العقوبة التي ينص عليها القانون. ووجّه التحية الى كل من ساهم في إعادة بناء المسجد، وخصوصاً الرئيس سعد الحريري.
بدوره، رأى ريفي أن الإغتيال كان لجرّ طرابلس الى أكبر جريمة إرهابية في تاريخ الصراعات في كل العالم. ولفت الى أن «بعض المجرمين الذين كشفوا بجهود شعبة المعلومات باتوا وراء القضبان، والباقون لدينا أسماؤهم وسنتابع القضية حتى خواتيمها». وتابع كما وعَدنا طرابلس بعد توقيع 70 ألف شخص على عريضة احالة القضية الى المجلس العدلي، عرض الأمر على مجلس الوزراء وتمت إحالة الجريمة وستأخذ المحاكم مجراها».
أضاف: كنا من البدء نصر على رفض الأمن الذاتي، كان يوماً أسود حين تعرّض أهلنا في الضاحية الى تفجيرات كما في مدينة طرابلس، لكن المجرمون سيعاقبون ونحن سنقيم العدالة لأي جهة أو طائفة إنتمى إليها الضحايا لأننا كدولة معنيون بأمنهم وحمايتهم.
وتوجه برسالة شكر وتحية الى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي «الذي أتى شخصياً الى مدينة طرابلس ليعزّي بشهدائنا وأوفد ثلاثة مطارنة الى ورشة العمل في المسجدين لتكون صورة جامعة للوحدة الإسلامية - المسيحية».
وتوجّه «بتحية خاصة الى الرئيس الحريري الذي قدّم أكبر تبرّع لإعادة بناء المسجد ... والى جميع من ساهم». أضاف: «رسالتنا للجميع أن من يعتدي على المدينة سيدفع الثمن، واليوم اليد باليد خارج إطار خلافاتنا السياسية أو الإنتخابية».
ودعا المعنيين الى ضرورة المساهمة في تحريك الإقتصاد في مدينة طرابلس «لأننا إذا لم نؤمّن فرص العمل للشباب، سندخل في صراعات طبقية يحكمها الجوع».
من جهته، شكر المفتي الشعار كل من ساهم في البناء، وأكّد بأننا سنمضي قدماً في الرد على خطوات الإرهاب التي أضرت بمدينتنا». وحيّا شعبة المعلومات «التي استطاعت أن تكشف اليد الأثيمة الفاعلة لتدمير المسجدين».
ورداً على سؤال عن داعش قال: قضية داعش وملحقاتها هي قضية تآمرية صدرت في العراق وبدعم خارجي مذهبي وهي ترسل الى بلادنا من أجل تفجير الأوضاع السنية والوطنية. لكن القيم التي نتمتع بها ستجعلنا قادرين على الإنتصار على مثل هذه الظواهر وسينقلب السحر على الساحر.
وأمل المفتي الشعار خلال مأدبة غداء أقامها على شرف المشاركين في الإفتتاح من المسيحيين والموارنة خصوصاً أن يتفقوا على رئيس للجمهورية، يكون ضمير اللبنانيين، ويطبقوا الدستور ويحدّوا من إنتقال السلاح بين منطقة وأُخرى. واكّد أنه آن الأوان ليكون السلاح في يد الدولة وأن تحتفظ المقاومة بسلاحها في الجنوب ويُحرّم أن يبقى سلاح في غير وجه إسرائيل».