تلمسان - واج
نظمت جمعية "الموحدية" للمحافظة على التراث التاريخي والثقافي لمدينة ندرومة (ولاية تلمسان)، يوم السبت بدار التراث لنفس المدينة ندوة فكرية حول موضوع "الحايك و الجلابة كألبسة تقليدية من ضروري الحفاظ عليها" .
و تهدف هذه الندوة التي نشطها أساتذة جامعيون في إطار التظاهرات الثقافية المتنوعة التي تنظمها الجمعية المذكورة لإحياء شهر التراث إلى التعريف بالحايك كظاهرة اجتماعية و تاريخ استعماله محليا من طرف النسوة من أجل السترة و الزينة في آن و احد.
و حسب المتدخلين في هذا اللقاء الذي جمع محبي التراث فإن الحايك كحجاب تقليدي "استعملته المرأة للسترة و استكمال زينتها بحيث أن هذه الأخيرة التي كانت تملك تشكيلة " متنوعة من "الحياك" تحرص على استعمال كل نوع في المناسبة التي يتماشى معها سواء كانت زيارة عادية للأحباب أو في مواسم الأفراح وغيرها .
كما اولى المشاركون في هذا اللقاء اهتمام ب "الجلابة " التي يرتديها الرجل للاتقاء من البرد معددين فوائدها و طرق صناعتها تقليديا قبل البحث عن السبل العملية المناسبة للمحافظة على هذه الأزياء التقليدية النابعة من صميم المجتمع الجزائري و المتجهة حاليا نحو الاختفاء بسبب الغزو الفكري و ظهور أنماط جديدة من الأزياء العصرية.
للإشارة، قد سطرت جمعية الموحدية برنامجا ثريا لاحياء شهر التراث من خلال تنظيم معرض خاص بالكتب التي طبعتها الجمعية و عرض أشرطة وثائقية خاصة بالتراث الثقافي لندرومة و نواحيها و تنظيم جولات استكشافية لبعض المعالم التاريخية و الطبيعية التي تزخر بها المدينة .
كما يتضمن البرنامج المذكور الذي يستمر إلى غاية 18 ماي الجاري "أبواب مفتوحة" على الصناعة التقليدية و أهم الحرف المهنية القديمة و تكريم بعض الوجوه التي ساهمت في حماية التراث و اجراء مسابقة أحسن حلوى تقليدية موجهة لنساء ولاية تلمسان حسب رئيس الجمعية الذي أوضح أن هذه التظاهرات تختم بحفل فني تقليدي من تنشيط فرق فنية محلية.
للتذكير، فإن "الموحدية" التي رأت النور سنة 1973 اهتمت بجرد و صيانة المعالم التاريخية و الطبيعية لمدينة ندرومة و نواحيها و حمايتها من الاندثار و نفض الغبار على التراث الثقافي و التاريخي للمنطقة و تدوينه و دراسته و كذا ترقية الحرف القديمة و الصناعات التقليدية مع محاولة تدعيم ممارسيها و توجيههم.
كما قامت الجمعية بنسخ و تصوير المخطوطات و المؤلفات القديمة و فهرستها و التعريف بأعلام و أقطاب المنطقة، بالإضافة إلى الاستمرار في عملية التكوين الفني في الموسيقى التقليدية و تحقيق تبادلات ثقافية مع مختلف الجمعيات الوطنية و الدولية.