القاهرة - المغرب اليوم
أقيمت بمقر دار ابن رشد مناقشة رواية "تلك القرى" للكاتب أحمد سراج بحضور كل من الدكتور شاكر عبد الحميد – وزير الثقافة الأسبق والدكتور هشام زغلول، دكتور بكلية دار العلوم جامعة القاهرة وعدد من أهل الثقافة.
وافتتح اللقاء الدكتور شاكر عبد الحميد بقراءته في الرواية بالحديث عن تعبير الألواح كمدخل للرواية مشيرًا أنها كلمة تراثية تعنى كتابات قديمة أو أحجار قديمة كتبت عليها بعض النقوش للدلالة على استخدام الكاتب نوعا من الحكي الأسطوري أو الديني أو الاجتماعي الذي يرتبط بالماضي والحاضر أيضًا.
وتابع حديثه عن العبور السريع على شخصيات الرواية، مشيرا إلى أن هذا أمر قد يحسب للكاتب وقد يحسب عليه لأنه أحيانا يؤدى إلى حدوث تداخل بينهما وخلل للمتلقي، وفى سياق متصل ناقش الرمز التي استخدمها المؤلف ودلالتها كالرحلة التي ترمز إلى عبور الحياة والتحول للبحث عن شيء مفقود وأيضًا رمزية الباب الذي تكرر في الرواية.
وتطرق الدكتور شاكر إلى الشخصيات الأساسية الثلاثة في الرواية وهم عبده وهو مصري عاش في العراق 22 سنة ثم أُعيد إلى مصر وسعيد الذي ظل هنا 13 سنة وهندي واستطاع الكاتب من خلالهم رصد رؤية مصر بعيون عراقية ورؤية العرق بعيون مصرية.
وفى سياق آخر، تحدث الدكتور هشام زغلول عن قراءته للرواية أن الكاتب استخدم أسلوب التورية وعدم التصريح وكان يؤثر الانسحاب مفسحًا المجال أمام القارئ لاستكمال المعنى بمفرده، مشيرًا إلى أن الكاتب أحمد سراج كان كثيرا ما يستخدم فرشاة الرسام وعين المخرج في كتابته حاضرًا في ذهنه تقنيات أخرى حيث كان يصور المشهد بطريقة ممتازة تستطيع من خلالها أن ترسم صورة ذهنية لكل مشهد من مشاهد الرواية وكأنك تشاهد فيلما على شاشة التلفاز.
وفى نفس السياق تابع زغلول حواره بأن السمة الأبرز في الرواية أن شخوص الرواية تحولت في جانب منها بآثار عتيقه مشيرًا إلى أن الصمت تطور مع الشخصية حتى أصبحت شفرة تحتاج إلى فك طلاسمها كما أن شعرية سراج كانت حسنة كبرى من الحسنات التي جنتها لغة هذه الرواية.
وفى نهاية اللقاء تقدم الكاتب أحمد سراج بخالص الشكر للحضور، مؤكدا أن بعض شخصيات الرواية حقيقية وأن الرواية كانت 700 صفحة في الكتابة الأولى.