دمشق ـ سانا
يمكن وصفها بالفنانة الشاملة متعددة المواهب فهي انطلقت من خشبة المسرح إلى الدوبلاج فالعمل الإذاعي ثم في التلفزيون لتؤكد الفنانة ليزا ميخائيل أن المرأة السورية مبدعة حتى في وسط أحلك الظروف.
وفي حديث خاص لـ سانا الثقافية قالت ميخائيل.. علاقتي بالتمثيل بدأت من حمص المحافظة التي نشأت فيها منذ المرحلة الثانوية عندما كنت أشارك في مسرح الشبيبة مع زملائي وزميلاتي الذين يمتلكون مواهب واعدة كما أنني واظبت على حضور العديد من المحاضرات التي تخص المسرح لأن هذا الفن يستهويني ويحقق لي المتعة حيث شاركت بدور البطولة آنذاك بمسرحية عنوانها خطط صاحب المقهى عن نص لكاتب ليبي.
وقالت ميخائيل: بعد ذلك أسسنا فرقة المسرح وأطلقنا عليها اسم جدل وكانت تحت رعاية الفنان المسرحي بسام مطر وخالد الأكشر والأب الهولندي فرانس فان درلوغت الذي استشهد الشهر الماضي بنيران الإرهابيين إضافة إلى أني اتبعت دورات تدريبية كثيرة في حمص وبعد تلك الدورات شاركت بمسرحية عنوانها تهويمات مرتجلة ومسرحية أخرى بعنوان هاملت.
وأضافت الفنانة ميخائيل عملت مع المسرح القومي وشاركت بأعمال عديدة اعطتني دفعاً نفسياً لأعمل على تطوير موهبتي إلى جانب بعض الأعمال التي اشتغلتها للأطفال وأعتبرها مهمة في حياتي كمسرحية سندريلا.
أما أول عمل تلفزيوني كان مسلسلا بعنوان الحب في زمن الإنترنت من إخراج غسان سلمان وكان دوري فيه طبيبة في المشفى تساهم في خدمة الإنسان ومحاولة تنمية المجتمع إضافة إلى مسلسل وادي السايح تأليف حسن حكيم وإخراج محمد بدر خان إلى جانب فادية خطاب وتوفيق اسكندر وفايز قزق.
أما عن أهم المسلسلات التي شاركت فيها ميخائيل فقالت: كان مسلسل الحب كله من أقرب الأعمال الدرامية إلى قلبي من إنتاج المؤسسة العامة للسينما وأخرجه غسان جبري وكتبته ديانا فارس حيث كان دوري فيه مذيعة تقدم برنامجا سياسيا بشكل يدل على قوة شخصية المذيعة ومدى تأثيرها وأثرها الإيجابي عند المتلقي.
ولفتت ميخائيل إلى أنها تصور الآن مسلسلاً بعنوان “بحلم ولا بعلم” وهو تأليف مجموعة من الكتاب يضم لوحات فنية تقدم عدداً من المواضيع الاجتماعية والإنسانية عبر كشف الإيجابيات والسلبيات التي يعيشها الإنسان في مجتمعاتنا وهو من إخراج طارق خربطلي بمشاركة اندريه اسكاف ونزار أبو حجر وآخرين فضلا عن مشاركتها في تقديم برنامج للسينما بعنوان فلم ونجوم يتكلم عن السينما السورية والمصرية المشتركة سيعرض في شهر رمضان.
وإلى جانب التمثيل تمتلك ليزا ميخائيل موهبة أدبية ولاسيما في كتابة الدراما الإذاعية حيث أنجزت خلالها حلقات عديدة في تمثيلية الأسبوع التي تقدم في إذاعة دمشق يوم الجمعة وهي من إخراج محسن غازي سلطت من خلالها الضوء على قضايا اجتماعية مهمة.
وعن كتابتها للإذاعة قالت ميخائيل.. وجدت دافعا كبيرا للكتابة لأنني أعبر عما يدور في داخلي دون تدخل أحد وفقاً للعواطف التي تنتابني التي تدفعني للكتابة وذلك خلافاً للتمثيل الذي قد يدفع بالفنان إلى لعب دور هو غير مقتنع به في الوقت الذي يصب على الورق كل قناعاته وأحاسيسه.
والكتابة بحسب ميخائيل هي حالة إنسانية ليس لها وقت محدد وتأخذ صاحبها وقت تشاء ولا يمكن لأحد أن يدخل بين الكاتب وبين علاقته بالورقة لحظات ولادة العبارات حتى يفرغ ما عنده ويكتب ما يشاء ليعبر عن الصراع النفسي الذي تمارسه وجدانياته وعواطفه.
وعن الأزمة أشارت ميخائيل أن معظم كتاباتها هي انعكاس لما خلفته الأزمة في نفوس السوريين فكتبت حلقات عديدة تحمل في معانيها آلام وآمال الإنسان السوري الذي يرفض وبشدة هذه التداعيات الخطيرة الوافدة إلينا من الأعداء ومن أهم هذه العناوين حلقة أبو عيون خضرة وتقصد به العلم السوري تعبر خلالها عن ماساة امرأة تتمسك بابنها الذي ضلله الأعداء ليفجر نفسه فحاولت منعه وتبادلت البكاء معه وفي النهاية انتصرت الأم بموقفها الصحيح إضافة إلى حلقة بعنوان منصور من بلدي تجسد قصة بطل سوري استشهد مع أحفاده في منزله بحمص لأنه فتح منزله مشفى لمعالجة جرحى الجيش العربي السوري وشاركهم طعامهم وألمهم وأحزانهم.
أما عن الفن السوري في الأزمة فقالت هناك عمالقة ظلوا يعملون بشرف وأمانة ووقفوا بجانب شعبهم وجسدوا رغباته وهم يعيشون بخير ويقومون بواجبهم الوطني والإنساني برغم تداعيات الأزمة ومآسيها وهؤلاء هم أصحاب السبق التاريخي ومنهم نجدة أنزور والليث حجو وفردوس أتاسي وعامر فهد وسمير حسين وآخرون.
أما الذين تركوا وطنهم فقالت عنهم ليزا ذهبوا وراء الشيطان سيحصدون نتيجة تخاذلهم وخذلانهم وسيرى أهلهم وأحفادهم كيف سيلعنهم التاريخ ويرفضهم الزمن لأنهم عبروا عن تربيتهم المتردية وعدم انتمائهم لوطنهم لافتة إلى أنها رفضت كثيراً من العروض المادية مقابل خروجها إلى دول أخرى ولكن حب الوطن ودماء الشهداء أغلى من كنوز الأرض