رام الله ـ وفا
'أريكة قديمة، ومذياع عفا عليه الزمن، وبارودة معلقة على الحائط، وسيجارة لف عربي بيد رجل آثار العمل والحرث مرسومة على يديه'، صورة الفلسطيني قبل نكبة شعبنا، أعادتها الفنانة الفلسطينية ديما حوراني في عملها الفني الجديد (الفعل الماضي المستمر).
كرست الفنانة حوراني بعملها الفني، الذي قدمته، مساء اليوم السبت، في مركز خليل السكاكيني، صورة فنية واقعية حاكت تلك الصور التي وثقت اللجوء عام 1948، من خلال استخدامها اللون الرمادي على الممثلين والأغراض التي يستخدمونها، وهي تلك نفسها التي أرادوا أخذها معهم.
وقالت حوراني لـ'وفا': 'أردت عمل شيء جديد في ذكرى النكبة هذا العام، بعيدا عن الأمور التقليدية، ولأذكر الناس العاديين خاصة الجيل الجديد بأهلنا وأجدادنا الذين هجروا قصرا عن قراهم ومدنهم عام 1948، فبعد 66 عاما ما زلنا نبحث عن الأغراض التي كانوا يستخدمونها قديما وأرادوا حملها عندما خرجوا عنوة من منازلهم'.
وأضافت (الفعل الماضي المستمر) هو الفعل الماضي المستمر وسيستمر، الذي يحاكي استحضار الذاكرة للصورة الفلسطينية، واخترت الأبيض والأسود، لأنها الصورة الوحيدة الموجودة في مخيلتنا عن أجدادنا في تلك الفترة، فأردت أن أجعل من تلك الذاكرة صورة حية تتحرك أمام أعيننا من محاكاة الشخصيات المشاركة في المعرض لحياة أجدادنا في قراهم ومدنهم'.
وأشارت إلى أنها سعت في العرض إلى إظهار ثلاثة نماذج للعائلات الفلسطينية؛ البدوية والفلاحة والمدنية، التي أجبرت جميعها على الرحيل عن منازلها عام 1948 في شاحنات كتلك التي عرضت أمام مركز السكاكيني، وطليت أيضا باللون الرمادي.
وأوضحت حوراني أنها استخدمت الصور المتحركة مع حرفية في الرسم والعمل الأدائي في العرض، وسيتم عمل فيلم سينمائي وثائقي عن نفس الموضوع (النكبة) قريبا، بمشاركة فنانين فلسطينيين، يبدأ بقصة الحياة في الماضي قبل النكبة، وكيف هجر أهلنا وتنقلوا في الحافلات من مدينة وقرية إلى أخرى، حتى الوصول إلى دوار المنارة بمدينة رام الله، كما تم في العرض الفني يوم الخميس الماضي بسير الشاحنة في الشوارع.
ولفتت إلى أن الفيلم السينمائي الوثائقي سيكون من إنتاج مركز خليل السكاكيني ودعم وزارة الثقافة.