مراكش ـ ثورية ايشرم
اُختتمت فعاليات حفل تقطير ماء الزهر في مراكش، مساء الاثنين، الذي نظم من طرف جمعية "منية مراكش" و بشراكة مع تنسيقية الجمعيات العاملة في مجال ثقافة التراث، وقد تخلل هذا الحفل عروضا نظرية علمية وعملية تطبيقية عن طريقة تقطير الزهر ومراسيمها وطقوسها، إلى جانب وصلات موسيقية وإنشادية في الموضوع ذاته، إضافة على إصدار توصيات مهمة إلى الرأي العام والتي تخص الموضوع ذاته.
وتهدف الاحتفالية إلى ضرورة الاهتمام والعناية بعملية تقطير الزهر، باعتبارها من التقاليد المتوارثة، ولا تزال مدينة مراكش ومثيلاتها من المدن العتيقة تحتفظ بها رغم الإدخالات العصرية الحديثة التي أصبحت تزاحمها وتدفع بها إلى الانقراض والاندثار شيئا فشيئا، ويبقى الأصل طابعا يسم حياة الأفراد والجماعات في مراكش التي اشتهرت بهذا الحفل الذي يقيم سنويا .
ويعتبر ماء الزهر حسب الصدر نفسه من اكثر المواد المعتمد في كل الأفراح والمناسبات المغربية ، وفي التغذية والتطبيب وفي التطيب والتزيين ايضا، وفي الأمثال والعوائد والعادات والتقاليد، والفضل في ذلك يعود بالدرجة الأولى إلى النساء وربات البيوت، اللواتي توارثن هذه التقاليد وعملن على ترسيخها وتلقينها، والإبقاء عليها والعناية بها، إلى جانب التفنن في اختيارهن أسماء وألقاب بناتهن مشتقة من الزهر، كزهور والزهرة والزهراء.
ولم يفت في الوقت ذاته أن يتغنى به الشعراء وينشده المادحون، وينظم في شأنه أحلى وأعذب القصائد والأبيات.
ثم دعوة كل الجهات المعنية: وزارة التربية والتعليم، الجامعة والكليات، وزارتي الثقافة والسياحة، والصناعة التقليدية والفلاحة، المجالس المنتخبة والسلطات المحلية إلى تنظيم أسبوع الزهر تحت شعار : "زهرية مراكش"، والتعاون في تحقيق ذلك، في العشر الأواخر من شهر رمضان المقبل ليكون مناسبة لإحياء هذا الموروث، والإبداع في التعريف به، وزيادة الاهتمام بمعالمه والارتباط بكنهه ومراسيمه.
يذكر أن أسبوع "زهرية مراكش" من شأنه أن يخلق حركة اقتصادية ورواجا سياحيا وانتعاشة إضافية للمدينة وللجهة.