الدار البيضاء - المغرب اليوم
يقدم كتاب "يوسف إدريس.. خفايا الإبداع" للمستشرقة الروسية فاليريا كيربتشينكو، بحسب تقديم مترجمه إلى العربية الدكتور إيمان يحيى، رؤية بانورامية لأعمل هذا الكاتب الكبير.. رؤية تتتبع شخصيات إبداعاته وما طرأ عليها من تحولات.
ويقول إيمان يحي في تقديمه للكتاب الصادر حديثا عن المركز القومي للترجمة بتصدير للدكتور خيري دومة، إن تلك التحولات عكست بدورها تغير مواقف الكاتب الفكرية والسياسية والفنية، كيف اختفت السمات التشيكوفية في بعض أعماله لتخلي مكانها للأبعاد النفسية في أعماق اللاوعي الإنساني.
من جانبه ، يرى خيري دومة أن الفصل التمهيدي في الكتاب عن "الأمة المصرية القديمة الشابة"، يعكس إدراك المؤلفة أن أعمال يوسف إدريس وغيره من الكتاب المصريين المحدثين، لا يمكن فهمها حق الفهم إلا على خلفية نهوض الأمة المصرية في مواجهة الاستعمار والعوامل المتعدة الفاعلة في هذا النهوض.
صدر هذا الكتاب بالروسية في 1980، وهو كما يقول دومة، أشمل دراسة عن واحد من أهم المبدعين المصريين في القرن العشرين، لا لأنها تغطي أعمال إدريس جميعا، من قصة ورواية ومسرح ومقال، ولا لأنها قرأت هذه الأعمال بعناية وقرأت ما كتب عنها، بل لأنها وقعت على القانون الذي يحكم حركة الكاتب وأعماله، واستطاعت بمهارة أن تمسك بروح الكاتب ودوافعه العميقة المركبة، وتدرك منجزاته وتقدرها، بقدر ما تدرك تناقضاته وتشير إليها بوضوح.