باريس - أ.ف.ب
شهد الكون قبل بضعة ملايين السنين سلسلة انفجارات نجمية (سوبرنوفا) وقعت على مسافة قريبة نسبيا من مجموعتنا الشمسية، واصابت كوكب الارض بوابل من الحطام واثرت ربما على مناخ الارض، بحسب ما اظهرت دراسة.
ودرس فريق دولي من العلماء 120 عينة من احدى نظائر الحديد المشع استخرجت من الطبقات الرسوبية في قعر المحيطين الاطلسي والهادئ، ونشرت خلاصات هذه الابحاث في مجلة "نيتشر" العلمية.
والحديد-60 هو من النظائر المشعة التي تؤشر على وقوع انفجارات نجمية (سوبرنوفا).
ووصلت هذه النظائر الى الارض في حبيبات الغبار، واتاحت للعلماء تحديد زمن الانفجار.
وتعود هذه النظائر وفقا للعلماء الى ما بين 3,2 و1,7 مليون سنة، وهي مدة وجيزة نسبيا في عمر الكون الذي يعود الى اكثر من 14 مليار سنة.
وقال انتون والنر عالم الفيزياء النووية في جامعة كانبيرا الاسترالية "لقد فوجئنا بعمر هذه البقايا التي تمتد على مليون و500 الف سنة، هذا يدل على ان سلسلة من الانفجارات وقعت الواحد تلو الآخر".
واضاف الباحث "انها مصادفة مثيرة للانتباه ان تقع هذه الانفجارات في الوقت الذي كانت فيه الارض تبرد".
وتقول بعض النظريات ان الاشعة الكونية المتأتية من انفجارات سوبرنوفا يمكن ان تكون ساهمت في زيادة غطاء السحب في جو الارض، بحسب الدراسة.
وعثر العلماء ايضا على نظائر من الحديد-60 تعود الى سلسلة انفجارات نجمية وقعت قبل ثمانية ملايين سنة.
ويعتقد الباحثون ان بعض هذه الانفجارات وقعت على بعد اقل من 300 سنة ضوئية من الارض، علما ان السنة الضوئية الواحدة هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة اي نحو عشرة مليارات كيلومتر.
ومسافة 300 سنة ضوئية التي تبدو كبيرة بالمقاييس البشرية هي مسافة ضئيلة في الكون الذي تقاس مسافاته بملايين ومليارات السنوات الضوئية.
وبحسب معدي الدراسة، عرضت هذه الانفجارات القريبة الارض لوابل من الاشعة الكونية قد تكون اثرت على مناخ الارض وجعلته يبرد، لكنها لم تكن كبيرة لتؤثر على الحياة.