كوالالمبور ـ أ.ف.ب
تشهد أعداد النحل والفراشات وغيرها من الأجناس المهمة للتلقيح الزراعي تدهورا كبيرا، ما يحمل مخاطر محتملة على المحاصيل الرئيسية في العالم، على ما أكدت هيئة تابعة للأمم المتحدة معنية بشؤون التنوع الحيوي الجمعة.
وأشار المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية ("أي بي بي إي اس") الى ان "الكثير من انواع النحل البري والفراشات سجلت تراجعا كبيرا في الاعداد ومواقع الانتشار والتنوع على المستويين المحلي والاقليمي في شمال غربي اوروبا واميركا الشمالية".
ولفتت الهيئة الأممية الى تسجيل تراجع مماثل في مناطق اخرى من العالم لأسباب عدة تشمل انحسار رقعة عيش هذه الملقحات واستخدام المبيدات الحشرية والتلوث والاجناس الغازية والآفات الزراعية والتبدل المناخي.
هذا التقرير الصادر عن منبر "اي بي بي إي اس" الذي اسسته الامم المتحدة سنة 2012 لمتابعة شؤون التنوع الحيوي والانظمة البيئية في العالم، لم يعلن صراحة عن تهديد شامل على الموارد الغذائية في العالم.
غير أنه شدد على اهمية حماية الملقحات لضمان استمرار المحاصيل من الفاكهة والخضر بوتيرة ثابتة في ظل المخاوف ازاء التحديات القائمة لتوفير كميات كافية لإطعام سكان العالم خلال العقود المقبلة.
ولفت التقرير الى ان التلقيح الحيواني مسؤول مباشرة عن نسبة تراوح بين 5 و8 في المئة من حجم الانتاج الزراعي العالمي اي ما يقدر بمبلغ يراوح بين 235 و577 مليار دولار سنويا.
الى ذلك، يعتمد اكثر من ثلاثة ارباع "الانواع الرئيسية للمحاصيل الغذائية العالمية" بدرجة معينة على التلقيح الحيواني لناحية حجم المحاصيل وجودتها.
وذكرت الهيئة الاممية أن "الأنواع التي تعتمد على الملقحات تشمل العديد من محاصيل الفاكهة والخضار والبذور والثمار البندقية والزيوت التي تزود باجزاء كبيرة من المغذيات الدقيقة والفيتامينات والمعادن في النظام الغذائي للإنسان".
ويقوم التلقيح على نقل حبوب اللقاح بين جهتي الذكر والانثى من الزهور لتمكينها من التكاثر.
وهذا التقرير صدر بنتيجة جهود ما يقرب من 80 عالما من مختلف أنحاء العالم وتم تقديمه خلال اجتماع للمنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية في كوالالمبور، وهو التقرير الأول لهذه المجموعة التي تاسست قبل اربع سنوات.
- خطر الاندثار -
وفي اوروبا، يواجه 9 % من اجناس النحل والفراشات خطر الاندثار كما أن اعداد النحل تراجعت بنسبة 37 % والفراشات بنسبة 31 % تبعا للبيانات المتوافرة بشأن هذه الاجناس، على ما ذكرت هيئة "أي بي بي إي اس".
وفي بعض الأماكن في اوروبا، قد يواجه اكثر من 40 في المئة من اجناس النحل تهديدا بالاندثار وفق الهيئة.
غير أن "النقص في البيانات" يعيق اجراء تحليلات للوضع في اميركا اللاتينية وآسيا وافريقيا على رغم التوقعات بحالات مشابهة في هذه المناطق بحسب الهيئة.
وثمة بيانات اكثر دقة بشأن الملقحات من غير الحشرات بينها الخفافيش والطيور، اذ اشارت هيئة "أي بي بي إي اس" الى ان 16 في المئة من هذه الاجناس في العالم مهددة بالاندثار.
كما أن بعض أهم المواد الغذائية الأساسية في العالم مثل الأرز والقمح والحبوب الأخرى لا يعتمد على التلقيح الحيواني.
ولفت سايمون بوتس أحد المعدين الرئيسيين للتقرير إلى ان المحاصيل المهددة تشمل التفاح والمانغا والشوكولا وغيرها من الأطعمة الشائعة.
وقال بوتس وهو نائب مدير مركز البحوث الزراعية البيئية في جامعة ريدينغ البريطانية "كل الفواكه تقريبا والكثير من الخضراوات تعتمد على التلقيح".
وتشمل السياسات الممكن اعتمادها حماية أفضل للبيئات الطبيعية والنظم الإيكولوجية، مما يحد من نطاق الزراعة المكثفة، وإيجاد بدائل للمبيدات الحشرية بحسب الهيئة. وأضافت الهيئة إن الاهتمام بدرجة أكبر في السيطرة على مسببات الأمراض بين الأجناس وتنظيم أفضل لأعداد النحل والملقحات الأخرى يمكن أن تكون من العوامل المساعدة أيضا.