فاس – المغرب اليوم
ما إن تهاطلت أولى التساقطات الخريفية، حتى عاد الفزع إلى قلوب قاطني العشرات من المنازل القديمة في فاس، خوفا من أن تتداعى بيوتهم المتصدعة فوق رؤوسهم، بسبب تأثرها بالبلل الذي عادة ما يفتك بالأسوار والأسطح الهشة للبنايات المتقادمة.
ويعيش هؤلاء القاطنون لحظات عصيبة عند تساقط الأمطار، حيث يعاند النوم جفون عدد منهم طوال الليل، بينما يضطر آخرون إلى الفرار مؤقتا من مساكنهم، بعيدا عن الخطر. وتولد هذا الخوف من أمطار الخريف الأولى، بعد مآسي الانهيارات المسجلة في مثل هذه الفترة خلال السنوات الماضية، مما أدى إلى هلاك وجرح عدد من الأشخاص، وتشريد عشرات الآخرين الذين وجدوا أنفسهم فجأة في العراء وفي مواجهة ظروف طقس قاسية.
ويوجد عدد كبير من البنايات القديمة في فاس في حالة الخطر، ويمكن أن تنهار في أية لحظة رغم أنها مأهولة بالسكان، حيث تبدو عليها تصدعات وشقوق عميقة، وتصبح عرضة لهشاشة أكثر بعد تبللها أو تسرب المياه عبرها، بمجرد تهاطل أولى الأمطار.