الدوحه - قنا
تحت الرعاية الكريمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى انطلق اليوم منتدى الدوحة الرياضي الدولي "دوحة جولز" في نسخته الثانية، وافتتح الفعاليات سعادة الشيخ فيصل بن مبارك آل ثاني المدير التنفيذي للمنتدى بأكاديمية (أسباير) في حضور نخبة عالمية من الشخصيات التي تنتمي لعالم السياسة والرياضة والاقتصاد، وأكثر من 400 طالب وطالبة من مختلف دول العالم. ورحب الشيخ فيصل في كلمة افتتاحية بالحضور والمشاركين في فعاليات المنتدى، متمنياً لهم قضاء يومين من العمل الجاد والمميز واغتنام هذه الفرصة والاستفادة منها بصورة جيدة متخذين من الرياضة خير محفز لتغير الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية. وأوضح سعادته، أن المنتدى استطاع في نسخته الأولى العام الماضي بناء منصة فكرية رياضية تهدف إلى أحداث تغيرات جذرية والتواصل مع العالم ليس فقط في مجال الرياضة بل في كل المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، مشيرا إلى أن المنتدى سيواصل في نسخته الثانية العمل من أجل اطلاق مبادرات جديدة، وخاصة فيما يتعلق بالعوائد الاقتصادية من الرياضة والفعاليات الكبرى. وشدد المدير التنفيذي لمنتدى "دوحة جولز" على أن المنتدى يتطلع في نسخته الثانية إلى إبراز دور الرياضة في مد الجسور بين الحضارات ومكافحة الفساد، والخروج بنتائج عملية قادرة على احداث فارق ملموس وتتعامل مع مختلف التحديات المجتمعية في إطار الرياضة. وأشار سعادة الشيخ فيصل بن مبارك آل ثاني إلى أن المنتدى جمع للمرة الأولى على هامشه "قمة وزراء الرياضة"، التي ناقشت عدداً من الموضوعات والمبادرات المهمة التي تهدف في الأساس إلى العمل على احداث تغييرات اجتماعية واقتصادية من خلال الرياضة. وتحتضين فعاليات الافتتاح الرسمي للمنتدى أكاديمية أسباير الرياضية والتعليمية في الدوحة، التي تعد نموذجاً فريداً من نوعه في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي بكامله وواحدة من أفضل الأكاديمية الرياضية في العالم. وأكد سعادة الشيخ فيصل بن مبارك آل ثاني المدير التنفيذي لمنتدى "دوحة جولز"، أن دولة قطر تحت قيادة حضر صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لديها قناعة بأن الرياضة عامل أساسي في التطور الاقتصادي، فضلا عن ترسيخ مبادئ العدالة والوحدة والسلام والتعاون والعيش المشترك والصداقة ، علاوة على أنها خير وسيلة لتعزيز الروابط الاجتماعية والتقريب بين الحدود والثقافات. وشدد الشيخ فيصل على أن الرياضة تلعب دورا مهما في المنظومة القطرية عامة، حيث أن لها دوراً أساسياً في جميع المؤسسات القطرية، لافتاً إلى الرياضة باتت أداة مهمة لتغيير المجتمع، لذلك تشجع الاتحادات والمؤسسات والجهات المختلفة على ممارسة الأنشطة الرياضية. وأعرب عن أمله في تفاعل المنظمات والأفراد مع المبادرات التي ستطلق خلال المنتدى حتى تكون منصة لحل مختلف الأزمات، مشيراً إلى أن العمل على تطبيق خطط التغيير لا يمكن بمعزل عن عمل شراكات مع المنظمات والافراد من شأنها تبني المبادرات وتطبيقها على الأرض بشكل ملموس. من جانبه، أشاد ريتشارد اتياس رئيس مؤسسة "ريتشارد أتياس العالمية" ومنظم المنتدى، بدور القيادة القطرية الكبير والمستمر في دعم الرياضة، وخاصة من خلال منتدى الدوحة الرياضي الدولي، حيث وفرت له كل الإمكانيات لتحقيق النجاح فضلا عن اطلاق الحريات فيما يخص قضايا حساسة مثل تناول المنشطات والفساد. واستعرض اتياس في كلمته، الدور البارز للرياضة في المجتمع بشكل عام من خلال تصريحات الزعيم الراحل نيلسون مانديلا الذي أكد "أن الرياضة لديها القدرة على تغيير العالم، ويمكن أن تشكل مصدر إلهام لتوحيد كل الشعوب، كما أنها يمكن أن تخلق الأمل وتفشل كل الصعوبات، الرياضة أقوى من الحكومات حيث يمكنها أن توحد الأعراق، الرياضة هي البسمة الجميلة". وأكد ريتشارد اتياس رئيس مؤسسة "ريتشارد أتياس العالمية" ومنظم المنتدى أن منتدى الدوحة الرياضي الدولي في نسخته الأولى توصل إلى حوالي 400 مبادرة من خلال المشاركة الفعالة من الأفراد والمؤسسات ، معرباً عن أمله في استمرار هذا الأمر في النسخة الثانية، لأن المنتدى لا يعمل بمفرده بل يسعى إلى الشراكة مع الأفراد والمؤسسات. وأعلن اتياس اطلاق المبادرات الأربع التي انبثقت عن المنتدى العام الماضي، حيث تتركز الأولي في تشييد بعض الملاعب وتقديم التسهيلات للشباب، وذلك من خلال إنشاء ملاعب في فلسطين وأفغانستان والجابون، مشيراً إلى أن المنتدى يسعى إلى وضعها حيز التنفيز من خلال التعاون مع مؤسسات أمريكية لإنشاء الملاعب. أما المبادرة الثانية فهي تشكل خارطة طريق لتسهيل التعاون مع ذوي الاحتياجات الخاصة، خاصة في ظل غياب الحركية عن الملاعب الرياضية ، مشيرا إلى أن المنتدى سيعمل على توفير كافة الإمكانيات اللازمة لذلك من خلال الشراكة مع المؤسسات القطرية. والمبادرة الثالثة تركز على توفير الدعم اللازم لمساعدة الرياضيين والرياضات الذين يتعرضون لخطر الإصابات، مشيراً إلى أهمية تقديم المساعدة المادية لهذه النوعية من الرياضيين لتخطى مثل هذه الأزمات الصعبة. وتتعلق المبادرة الرابعة بإقامة دورة رياضية دولية خاصة بالناشئين تحت 15 عاما، تجمع أبرز اللاعبين في هذا السن على مستوى العالم، لافتاً إلى أنه تم الاتفاق خلال مؤتمر قمة وزراء الرياضة أمس على أن تقام البطولة في اسباير بداية من عام 2014 ، وذلك بدعم من منتدى "دوحة جولز". وأوضح سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الشباب والرياضة، أن منتدي الدوحة الرياضي الدولي يسعى من خلال انشطته المتنوعة لتعزيز قدرة الرياضة على إحداث التغيير المطلوب، مشيراً إلى أن دولة قطر أصبحت في السنوات الأخيرة طرفاً هاماً وفاعلاً في الساحة الرياضية العالمية من خلال الاستثمارات الكبيرة في هذا المجال واستضافت العديد من البطولات الرياضية الكبري كما كانت دائماً في مستوى مسئولياتها تجاه البلدان الشقيقة والصديقة في المنطقة العربية والشرق أوسطية والآسيوية وخدمة الرياضة والشباب في كل مكان وحرصت في جميع الفعاليات التي تستضيفها على أن تقدم الدعم الدائم. وأشار سعادته، في الكلمة التي ألقاها في انطلاق المنتدى، إلى أن من بين الاهداف التي تضمنها ملف طلب استضافة قطر لكأس العالم 2022 لكرة القدم هو دعم البلدان التي تعاني من تأسيس بنية تحتية جيدة للرياضة، وذلك بتفكيك أجزاء من الملاعب التي يتم انشاؤها لتك البطولة لتستخدم في إقامة منشآت رياضية في تلك البلدان. وأكد وزير الشباب والرياضة، أن دولة قطر لن تدخر جهداً للمساهمة في التنمية ودعم جهود اللجنة الأولمبية الدولية الرامية لتمكين الرياضة لتلعب دوراً هاماً في المحافظة على البيئة، ومن بين أهم المباردات في هذا المجال بناء الملاعب الخضراء الصديقة للبيئة وقد تم الإعلان عنها في المؤتمر العالمي التاسع للرياضة والبيئة الذي انعقد في الدوحة منذ ما يقارب السنيتين. وقال سعادته، أن المتابع للجهود التنموية التي تقوم بها قطر يدرك انها لاتقتصر على الرياضة فقط واستضافة البطولات الرياضية، بل أن هناك اهتماماً كبيراً جداً في مجال التعليم والثقافة والتنمية البشرية ، موضحاً أن هذا المكان الذي يحتضن المنتدى ، اكاديمية التفوق الرياضي "اسباير"، هو مثال على الجهود التي تقوم بهاد قطر في مجال الرياضة. وأوضح أنه في مجال التنمية البشرية والاقتصادية فأن أكاديمية اسباير توفر برامج تعمل على اكتشاف المواهب وتطوير الأداء وترسيخ القيم الايجابية في نفوس المنتسبين إليها فهي صرح رياضي تم استثماره في استضافة العديد من البطولات العالمية أهمها الأسياد 2006. وقال سعادة وزير الشباب والرياضة انه سيتم اليوم الإعلان عن مركز جسور إحدى مبادرات كأس العالم 2022 وهو برنامج يحرص على تدريب القطريين وغيرهم وتمكنيهم في العديد من الفرص "لكي يعملوا معنا في من أجل تنظيم أكبر البطولات في المستقبل سواء في قطر أو المنطقة". وأشار إلى أن هناك مبادرات عديدة تقوم بها قطر في مجالات التعليم من مدارس وجامعات ومتاحف وغيرها من مقومات المجتمعات الحديثة القائمة على المعرفة والاهتمام بقدرات الإنسان، معربا عن سعادته "أن يكون بيننا عدد من أفضل الرياضيين العالميين الذين هم مصدر الهام للرياضين الذين أثروا جلسة قمة وزراء الرياضة التي انعقدت أمس في الدوحة". وتقدم سعادته بالشكر الى وزراء الرياضة لما قدموه في جلسة امس التي كانت شفافة ومفيدة ، كما توجه الى الطلاب الاربعمائة المشاركين من مختلف أنحاء العالم في المنتدى وقال إننا ننتظر مساهماتهم ومشاركتهم الايجابية في المنتدى، وأن يكونوا مصدر الهام للجميع ، وتقدم كذلك برسالة إلى الحكومات في العالم للاهتمام بالشباب في الوقت نفسه طالب الشباب بتمكين أنفسهم ولا ينتظروا أن تمكنهم حكوماتهم. وتحدث سعادة السيد ناصر عبد العزيز النصر الممثل السامي للامم المتحدة لتحالف الحضارات في الجلسة الافتتاحية فقال اننا نشهد فرصة فريدة من نوعها عندما يتحدث القادة والسياسيون بصوت واحد للاعتراف بدور الرياضة في تعزيز السلام والتنمية . وأشاد بالرعاية الكريمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني امير البلاد المفدى الذي قاد شخصيا المسيرة الاولمببية الطموحة لتحقيق حلم دولة قطر التي اصبحت رمزا للرخاء ونموذجا للدول الصغيرة التي تربعت على القمة نظرا لكونها تحظى بقيادة مسؤولة وحكيمة ..وقدم الشكر لسمو الامير على المبادرات التي تقودها الدولة والتي قال ان فيها اتفاقا مع مهمة تحالف الحضارات لتحقيق السلام " واتطلع للاعتماد على مثل هذه المبادرات لاقامة شراكات فاعلة بينها والتحالف" . وعبر عن ارتياحه لمشاركة تحالف الحضارات في انجازات (اسباير) في مجال الرياضة والتأثير الكبير الذي يمكن ان يحدثه في النهوض بقطاع الشباب والتنمية . وأشار الممثل السامي لتحالف الحضارات الى انه قام منذ توليه قيادة التحالف في فبراير الماضي بلفت انتباه المنتدى العالمي لتحالف الحضارات بقراره باستخدام الرياضة والموسيقى والفن لتعزيز ثقافة السلام "اذ ان هذه المفاهيم يمكن ان تجلب الناس والثقافات لتجاوز الخلافات " وقال ان العالم فقد في الاسبوع الماضي المناضل نلسون مانديلا الذي تبنى مفهوم الرياضة من اجل السلام وكيف انها تساعد في تثبيت مفاهيم السلم تمام كما يمكن ان تفعل اهداف " الدوحة جولز ". واكد ان مهته تتفق مع اغراض وأهداف هذا الاجتماع الفريد ونتائجه التي سوف تخدم كأساس متين الاعتراف بدور الرياضة في نشر العادل والمساواة واعتماد المبادرات الهامة التي ستساعد في تمهيد الطريق للتنمية والازدهار . واوضح ان التحالف يفخر بالشروع في تنظيم ندوة بعنوان دور الرياضة في تعزيز الحوار والتفاهم بين الثقافات في الربع الاول من عام 2014، وقال ان الامم المتحدة تؤمن بان الامن وحقوق الانسان والتنمية عوامل متبادلة يعزز بعضها البعض كما ان الرياضة يمكن ان تلعب دورا في حل الصراعات وتشجيع التسامح وبناء السلام وانشاء الوظائف وتعزيز الامن في جميع انحاء العالم . وأضاف ان تحالف الحضارات بالامم المتحدة يوفر منحا لجيل الشباب من خلال صندوق التضامن للشباب لتنفيذ المشاريع التي يقودها حول الابتكار لتعزيز السلام والتفاهم بين المجتمعات الثقافية والبدنية .. وبالاضافة الى ذلك نحن في شراكة مع مكونات القطاع التجاري لتشجيع الشباب على انتهاج التقنيات المبتكرة في التواصل والحوار .