الدار البيضاء - محمد خالد
تعيش معظم الأندية المغربيّة على وقع مشكل عويص؛ يتمثَّل في ضعف مداخيل مبارياتها، من عائدات بيع التذاكر، إما بسبب ضعف الإقبال الجماهيريّ أو لوجود تلاعبات في عملية الدّخول إلى الملعب. وارتأى موقع "المغرب اليوم" إثارة هذه النقطة بمناسبة المباراة التي جمعت يوم الأربعاء الماضي، بين الوداد البيضاوي والفتح الرباطي برسم مؤجل الجولة الخامسة من الدوري المغربي، والتي لم تتجاوز مداخيلها الإجمالية، 1400 دولار حسبما أكده مصدر مسؤول في نادي الوداد البيضاوي؛ حيث كان الفريق المستقبل في هذه المواجهة. ويطرح هذا المبلغ الهزيل الذي تأتَّى من خلال بيع 323 تذكرة أكثر من علامة استفهام، علمًا أن مباريات من حجم لقاء الوداد الفتح كانت تجلب إلى عهد قريب جماهير غفيرة جدًّا. وتعاني أغلب الأندية المغربية من ضعف عائدات بيع التذاكر التي تشكِّل جزءًا مهمًّا من ميزانية أي نادٍ، فحتى الأندية العريقة ذات القاعدة الجماهيريّة الكبيرة، أصبحت تحت وطأة أزمات مالية خانقة بسبب العزوف الجماهيري، اللهم إلا بعض الاستثناءات القليلة جدّا. وأرجعت مصادر مهتمة سبب هذا التراجع في مداخيل المباريات، إلى عدة عوامل أبرزها المنافسة القوية للدوريات الأوربية التي تستقطب اهتمام أغلب المتتبعين المغاربة، على حساب المنتوج الكروي المحلي، إضافة إلى غياب الظروف الملائمة داخل الملاعب المغربية التي يفتقد أغلبها لأبسط الشروط التي تضمن للمشجع الراحة، بالإضافة إلى انتشار الشغب. وأكّدت المصادر نفسها أنه حتى المباريات القليلة التي تستقطب جماهير كبيرة، يكون مدخولها متواضعا، بسبب وجود تلاعبات في عملية الدخول إلى الملاعب التي لا تتوفر على بوابات إلكترونية تساعد في ضبط عملية الدخول. وبلغة الأرقام فإن مداخيل الأندية المغربية من عائدات بيع التذاكر لا تتجاوز نسبة مئوية قليلة قد لا تتجاوز أحيانا 10 في المائة من مجموع ما تحصل عليه الفرق من مداخيل، فعلى سبيل المثال فإن فريق الرجاء البيضاوي بطل الموسم المنصرم تحصّل على قرابة 700 ألف دولار من جميع المباريات التي استقبل فيها منافسيه على مستوى كل المسابقات التي خاضها الموسم الفارط، وهو رقم ضعيف جدّا بالنسبة لناد عريق يتوفر على جمهور كبير. وقد لجأت أندية من قبيل الرجاء والوداد والمغرب التطواني إلى طريقة جديدة لتجاوز هذه المعضلة من خلال توفير بطاقات اشتراك سنوية للمشجعين، لكن على الرغم من ذلك فإن الإقبال على هذه بطاقات يبقى محدودا للغاية، ليظل السؤال المطروح كيف السبيل لتمكين الأندية من تحقيق عائدات مهمة من بيع تذاكر مبارياتها؟.