تونس ـ أزهار الجربوعي
قال كبير أحبار اليهود في تونس حاييم بيتان في مقابلة مع "المغرب اليوم"، إن الطائفة اليهودية تأمل في الحصول على مقاعد تمثلها في البرلمان التونسي، أو تكليف أحد النواب للاستماع إلى مشاغلهم وقضاياهم ونقلها للبرلمان التونسي، في حال تعذر إقرار ذلك في القانون التونسي، وشدد حاييم بيتان أن علاقة اليهود في تونس بالتيار السلفي جيدة وأنهم لم يتعرضوا لأي مضايقات أو اعتداءات، مشدداً على أن"الصهيونية العالمية" لا تمثلهم وأنهم متمسكون بالبقاء في تونس، رافضاً التعليق على بيان وزارة الخارجية الإسرائيلية الذي حثت فيه المجتمع الدولي على توفير الحماية ليهود تونس. وبشأن موسم حج اليهود إلى كنيس الغريبة في تونس، وهو كنيس يهودي ومزار سياحي وديني يقع في جزيرة جربة جنوب شرق تونس ويتوافد عليها الآلاف كل عام، أوضح كبير أحبار اليهود في تونس حاييم بيتان لـ"المغرب اليوم"، أنهم لا يستطيعون حصر عدد الزوار لهذا العام، لأن قدومهم وأعدادهم مرتبطة بالوضع العام للبلاد وبخاصة الأوضاع الأمنية، فقد يضطر أغلبهم إلى إلغاء حجوزاتهم في اللحظة الأخير إذا كانت الأوضاع غير مستقرة، على حد قوله، لافتا إلى أنه طمأن الكثير منهم بشأن هدوء واستقرار الوضع الأمني في البلاد. وأشار بيتان، إلى أنه تم استكمال الاستعداد لموسم الحج اليهودي إلى كنيس الغريبة في مدينة جربة الساحلية، جنوب تونس، والانتهاء من الإجراءات كلها المتعلقة بالنزل والإقامة والاستعدادات الأمنية، لافتاً إلى أن كنيس الغريبة يعتبر مزاراً مُقَدَّسَاً وقَبْلة لآلاف اليهود من أنحاء العالم كافة ومنذ أكثر من ألفي عام لتأدية الصلاة المقدسة وحضور الحفل السنوي الكبير الذي يقام لهذه المناسبة، إلى جانب تأدية الطقوس الدينية والتضرع والدعاء إلى الله. ورداً على سؤال بشأن علاقتهم بالتيار السلفي في تونس الذي يتهمه البعض بالتشدد الديني، أكد كبير أحبار اليهود في تونس حاييم بيتان أن علاقتهم بالتيار السلفي ممتازة وأنهم لم يتعرضوا لاعتداءات أو مضايقات من أي نوع كانت، مشددا على أنهم يتعايشون معهم ويسكنون بجوارهم ويتعاملون معهم في علاقة شبه يومية ، دون أن يتعرضوا لأي ممارسة عنيفة أو يشعروا بتهديد على حياتهم أو ممتلكاتهم. وأضاف زعيم الطائفة اليهودية في تونس، أنهم لا يطالبون بغير الأمن وأن الأوضاع في البلاد باتت مستقرة وتجنح تجاه الأفضل مما كانت عليه عقب ثورة 14 كانون الثاني /يناير2011، مُعتَبِراً أن الأوضاع في تونس هادئة ولا فرق بين حكم الإسلاميين والعلمانيين فيها. ولئن رفض كبير أحبار اليهود التعليق على بيان وزارة الخارجية الإسرائيلية التي دعت سفاراتها في العالم للضغط على الاتحاد الأروبي والمجتمع الدولي للمطالبة بتأمين الجالية اليهودية في تونس، إلا أنه شدد على أن يهود تونس يعتبرون أنفسهم تونسيين أباً عن جد، وتابع" عشنا مع المسلمين لقرون طوال، بطاقة هويتنا تونسية ولن نغادر تونس إلى أي وجهة كانت وتحت أي ظرف أو ضغط، والحركة الصهيونية وإسرائيل لا تُمثلنا ولا علاقة لنا بها". وأردف حاييم بيتان، أن الطائفة اليهودية تأمل في تمثيلها في البرلمانات التونسية القادمة، لكن إن تعذر تحقيق ذلك قانونياً لأننا لا نملك قاعدة شعبية كبيرة داخل البلاد، فنحن نطالب بتكليف أحد النواب أو عدد منهم لإبلاغ أصواتنا ومطالبنا إلى البرلمان التونسي". يذكر أنه في في 11 أبريل/نيسان 2002 تعرض كنيس الغريبة اليهودي في مدينة جربة التونسية، إلى هجوم بشاحنة محملة بالمتفجرات انفجرت أمام بوابته، وهو ما أسفر عن مقتل 21 معظمهم تونسيون وألمان، وقد نسبت العملية إلى تنظيم القاعدة. ويعود تاريخ إنشاء المعبد إلى عام 566 قبل الميلاد، وهو أقدم كنيس يهودي في أفريقيا، كما تعتبر جربة من المناطق السياحية المهمة في تونس، وهي موطن لأكثر من 1600يهودي تونسي من أصل ثلاثة آلاف يعيشون في البلاد