الرباط - رشيدة لملاحي
بانتظار بدء الرئيس المكلف سعد الدين العثماني خلال الأيام المقبلة، مشاوراته لتشكيل الحكومة المغربية الجديدة، نستعيد نشر ما كان العثماني أدلى به الى "المغرب اليوم" حول الأزمة الحكومية وكواليس مفاوضات الرئيس عبدالإله بنكيران لتشكيل حكومته والذي فشل في تحقيق هذا الانجاز رغم مرور حوالي خمسة أشهر على تكليفه.
ففي مقابلة نشرها "المغرب اليوم" سابقًا، كشف العثماني بعضًا من كواليس إدارة رئيس الحكومة المعفي عبد الإله بنكيران حول مفاوضات تشكيل حكومته، ومنها قوله إن التأخر في الإعلان الرسمي عن تشكيل الحكومة هو "أمرعادي، ولازلت هناك فترة زمنية لتشكيل الحكومة المقبلة، مقارنة بما عرفه تشكيل الحكومة سنة 2011". وقال العثماني إن الظروف التي مرّت بها مفاوضات تشكيل الحكومة الأولى كانت أصعب من الحالية، إذ تطلبت 35 يومًا، بينما بالكاد أنهى شهرًا على تكليف عبد الإله بنكيران، وهو ما يجعل الأمر عاديًا.
وكشف العثماني في تصريح كان خصَّ به "المغرب اليوم" أن الإجراءات التي قام بها الحزب آنذاك جاءت بإجراء الاتصالات اللازمة مع الأحزاب التي تتقاسم معه بعض المرجعيات، وتلقى تجاوبًا كبيرًا من جانب بعضها، في حين أن أحزاب أخرى ما تزال تتشاور داخليا لحسم موقفها، لذلك فليس هناك أمام الحزب إلا الانتظار.
وبخصوص قضية الوحدة الترابية للمغرب، أكد وزير الخارجية السابق سعد الدين العثماني، بأن "المسيرة الخضراء هي ملحمة لاسترجاع الصحراء بطريقة سلمية، وهي سبب قبول إسبانيا للتفاوض والتوقيع على اتفاقية ثلاثية أدت الى استرجاع هذه الأقاليم، وبالتالي فالحديث عن المسيرة ما تزال له دلالات سياسية وشعبية تحتاج دومًا الى من يذكر بها".
وقال العثماني في تصريح خاص لـ"المغرب اليوم"، إن "الوجه الملحمي لحدث المسيرة الخضراء تمثل في سلميتها، حيث توجه أكثر من 350 ألف مغربي حاملين الأعلام الوطنية ونسخ القرآن الكريم لاسترجاع جزء من أرضهم، كما أنها "تعكس عبقرية الملك الراحل الحسن الثاني، لكونه فهم بأنه لا يمكن الدخول مع الجارة إسبانيا في عمل مسلح".
وعن استراتيجية المغرب في تدبير ملف الصحراء، أكد العثماني في عهد حكومة عبد الإله بنكيران الأولى، بأن المغرب ينهج استراتيجيات مختلفة ومتعددة بحسب متغيرات السياسة الدولية وتطورات القضية، وقال: "صحيح أن المغرب في صحرائه وأن هذه نقطة قوة لصالح المغرب، وأن هناك انفصاليين وجهات تدعمهم، وبالتالي فالمعركة مستمرة"، مشيرًا الى أن المغرب كانت مقارباته متعددة بحسب متغيرات القوى الدولية.
وأضاف القيادي في حزب "العدالة و التنمية"، أن المغرب قدّم سنة 2007 مقترحًا للحكم الذاتي للصحراء، وهو "مقترح حظي بدعم دول كثيرة رأت فيه حلا معقولا ورحبت به"، لذلك فالتوجه الآن هو "تبنّي سياسة أفريقية قوية والعودة الى الاتحاد الأفريقي والانفتاح على أفريقيا، وقد شجعه على ذلك تراجع مجموعة من الدول الأفريقية عن اعترافها بالإنفصاليين بسبب الاستقطاب الكبير الذي كان إبّان الحرب الباردة، واليوم "عندنا 17 دولة أفريقية سحبت اعترافها بالجمهورية الوهمية" لذلك فالمغرب في موقع قوة أكبر مما كان، فالمغرب فهم بأن أفريقيا هي واجهة للدفاع عن وحدة أراضيه".
يُشار إلى أن البيان الأخير لحزب "العدالة والتنمية" المغربي، أكد تشبثه بالشروط نفسها التي كان يعرضها بنكيران على زعماء الأحزاب التي شاركت في المفاوضات، وذلك على قاعدة تشكيل الحكومة بالأغلبية السابقة.