غزة - صفا
يطلب حكم مباراة كرة الهدف "الجرس" من الجمهور الالتزام بالصمت التام قبيل بدء جولة جديدة في أول بطولة للكرة التي بدأت بالانتشار في قطاع غزة. وكرة الهدف لعبة اولمبية خاصة بالرياضيين المكفوفين وضعاف البصر، وتقوم على تمرير الكرة على الأرض بين فريقين بواسطة اليد، وكل فريق مكون من ثلاثة لاعبين أساسيين ومثلهم يجلس على دكة البدلاء. ومع صفارة البداية، يقف اللاعب حاتم زقوت (41عامًا) على الخط البارز الذي وضع على أرضية المعلب مطبقاً بيديه على الكرة التي تحتوي على أجراس ليصوبها على الفريق الخصم في الجهة المقابلة. وبين رمية وأخرى تنحرف الكرة عن مسارها لعدم تمكن اللاعبين من سماع جرس الكرة، ولكن سرعان ما يصيح الحكم بالجمهور طالبًا منهم الهدوء. وترجع بدايات اللعبة التي تستمر 20 دقيقة لعام 1946 عبر النمساوى هانز والألمانى سب ريترل للمساعدة في إعادة تأهيل المكفوفين من الحروب العالمية. ويقتنص زقوت بعض الدقائق التي يسمح بها بين شوطي المباراة لإصدار توجيهاته لفريقه بالإنصات الجيد للكرة وسد الثغرات بالانبطاح أرضاً. وتعتمد اللعبة على اللياقة البدنية للاعب وسرعة بديهته وقوة الإنصات ودقة التصويب، ويقول زقوت: " يكمن سر الانسجام بين اللاعبين بالإنصات التام للجرس داخل الكرة". وتقام المباراة في صالة مغلقة بعيدا عن الضوضاء وفقًا لشروط اللعبة، على ملعب يبلغ طوله 18 متراً بعرض9 أمتار مقسم لثلاث مناطق الدفاع ثم الهجوم ثم المحايدة، فيما يكون المرمى مناسب للمكفوفين فيصل ارتفاعه 130سم بعرض تسعة أمتار. تحقيق الذات ويرى زقوت أن كرة الهدف تشكل فرصة ثمينة للمكفوفين للانفتاح على عالم جديد في الحياة والتواصل مع المجتمع وتحقيق طموحاتهم وتنمية قدراتهم الذاتية والجسدية. ويمتلك وجدي أبو جربوع خبرة واسعة عن اللعبة ويشرح لصفا : " تقسم أرضية الملعب بخطوط بارزة لتساعد اللاعب من تحديد مكانه نسبة لدوره في تسديد الكرة، ويرتدي جميع اللاعبين واقيات للعيون واليدين والقدمين". ومارس أبو جربوع (27عامًا) اللعبة منذ عام 2001 في السعودية وتوج بلقب أفضل لاعب على مستوى العاصمة الرياض. وتعرض مطلع انتفاضة الأقصى لإصابة برصاص الاحتلال أدت لفقد نظره وسافر على إثرها إلى السعودية لتلقي العلاج. ويشتكي أبو جربوع من غياب الحاضنة الحقيقة للعبه، مشيراً إلى أنه بعد سبع سنوات من العودة إلى غزة شارك في أول بطولة أقيمت بنهاية شهر يوليو/تموز 2011 التي نظمها اتحاد كرة الهدف والذي تأسس في ذات العام. فريق وطني بدوره، قال رئيس اتحاد كرة الهدف للمكفوفين في غزة بهاء الدين سرحان لصفا : إن " الاتحاد يسعى لتشكيل فريق وطني خلال المرحلة المقبلة يمثل فلسطين في المسابقات العربية والدولية". وذكر أن الاتحاد نظم في عام 2011 ما يشبه البطولة التي كانت بمثابة البذرة الأولى لتشكيله، مبينًا أن اللعبة تعرضت للتهميش خلال السنوات الماضية نتيجة غياب الحاضنة الحقيقة التي تكفل للمكفوفين ممارسة لعبة كرة الهدف. وأوضح أن عدم وعي المجتمع بأهمية الرياضة لذوي الإعاقة هي إحدي الأسباب وراء اختفاء اللعبة، داعيًا الأندية للاهتمام بكرة الهدف لما فيها من أثر كبير على الصعيد المجتمعي والنفسي لذوي الإعاقة.