الكويت - فيفا
ربما لم تكن مشاركة منتخب الكويت للسيدات في تصفيات كأس آسيا 2014 AFC مشجعة بالنظر إلى الهزائم القاسية التي تعرضت لها سيدات الكويت ولكن الأكيد بأن هذه المشاركة المتواضعة ستفتح آفاق واسعة من أجل تطوير اللعبة في البلد الخليجي. وبالنظر إلى المجتمع الخليجي المحافظ عموماً والكويتي خصوصاً، شهدت ولادة كرة القدم للسيدات بالكويت صعوبات عديدة قبل أن يخوض المنتخب الكويتي للسيدات أولى مبارياته الرسمية وكان ذلك ببطولة غرب آسيا الثالثة للسيدات عام 2010 عندما خسر على يد فلسطين بنتيجة 17-0 وأمام الإمارات بنتيجة 7-0. وعلى الرغم من هذه البداية المخيبة للآمال، إلا أن ذلك لم يحبط المسؤولين عن كرة القدم الكويتية والإتحاد الرياضي النسائي في الكويت حيث استأنف المنتخب الكويتي للسيدات نشاطه بعد عامين وخاض عدداً من المباريات الودية أمام قطر والمالديف ونيبال قبل أن يشارك للمرة الأولى بتاريخه بالتصفيات المؤهلة لكأس آسيا 2014 AFC التي تعتبر المحطة الأولى في الطريق نحو كأس العالم للسيدات كندا 2015 FIFA. إلا أن حصيلة المنتخب الكويتي من التصفيات التي أقيمت في الأردن كانت قاسية حيث سقط خلال المباراة الأولى أمام أوزبكستان بنتيجة 18-0 قبل أن يخسر بالمباراة الثانية أمام البلد المضيف الأردن بنتيجة 21-0 فيما اختتم مشواره بالتصفيات بهزيمة ثالثة أمام لبنان بنتيجة 12-1 ليكون المنتخب الكويتي بذلك صاحب الرصيد الأسوأ بالتصفيات بعدما تلقت شباكه 51 هدفاً بينما لم يسجل إلا في مناسبة واحدة. وبالرغم من هذه النتائج إلا أن مدرب منتخب الكويت للسيدات فهد كميل أكد أن الهدف من المشاركة بالتصفيات كان من أجل "اكتساب الخبرة والإحتكاك مع منتخبات متقدمة والنتائج الثقيلة كانت أمر طبيعي ومتوقع خصوصاً أمام الأردن وأوزبكستان. المشاركة الأولى هي للإستفادة من الأخطاء وتقييم الأداء في مثل هذه البطولات القوية." نظرة للمستقبل ساهمت مشاركة المنتخب الكويتي للسيدات في التصفيات الآسيوية إلى تقدمه بشكل كبير بالتصنيف العالمي للسيدات FIFA/Coca-Cola حيث ارتقى المنتخب الكويتي إلى المركز 114 عالمياً و31 آسيوياً ليكون بذلك المركز الأبرز له منذ دخوله التصنيف العالمي عام 2012. إلا أنه بعد الإنتهاء من المشاركة الآسيوية، تم الإعلان عن حل المنتخب الكويتي للسيدات الذي شارك في التصفيات وذلك بناءاً على تقرير اللجنة الفنية للمنتخب حيث سيكون الإعتماد على منتخب من الشابات تحت 14 سنة من أجل تكوين منتخب للمستقبل يساعد على تغيير الصورة الحالية. واعتبر كميل بأن "عدم وجود دوري منظّم للسيدات في الكويت كان سبباً بالنتائج الكبيرة وغالبية اللاعبين لم يتدرجن من المراحل السنية والتحقوا بالمنتخب بأعمار كبيرة." وأضاف المدرب ذو الثانية والأربعين من العمر "إذا ما كان هناك اهتمام أكبر لبناء منتخب للسيدات وتوافرت له جميع الإمكانات من إقامة دوري للسيدات بالإضافة إلى المراحل السنية ودعم معنوي ومادي وإعطاء بناتنا فرصة المشاركة بالبطولات الخارجية ومنحهن الثقة، فإن ذلك سينعكس بشكل إيجابي على كرة القدم للسيدات في الكويت." وقد قام قسم تطوير كرة القدم للسيدات في الإتحاد الآسيوي بزيارة الكويت مؤخراً حيث عقد اجتماعات مع المسؤولين الكويتيين وقدّم خطة استراتيجية مستقبلية وجدول لتطبيقها وتفعيلها خلال السنوات الخمس المقبلة وذلك لتطوير كرة القدم للسيدات في الكويت. وأكدت رئيسة اللجنة النسائية الرياضية في اللجنة الأولمبية الكويتية الشيخة نعيمة الأحمد أن "لجنة كرة القدم النسائية الكويتية تسعى لبناء أسس قوية لمنتخب كويتي للسيدات من خلال التركيز على الناشئات وتطوير قدراتهن وأدائهن لكي نحصل على منتخب متكامل قادر على المنافسة بالمستقبل." قد تكون مشاركة المنتخب الكويتي بتصفيات كأس آسيا 2014 غير ناجحة على صعيد النتائج، ولكن كما يقول المثل "طريق الألف ميل يبدأ بخطوة" وهذه المشاركة قد تكون الخطوة الأولى نحو نجاح مستقبلي لكرة القدم للسيدات في الكويت.