الرباط _ المغرب اليوم
في مدينة برشلونة تولد الأحلام، خصوصا عندما يتعلق الأمر بكرة القدم؛ لكن بالنسبة إلى أسرة اللاعب المغربي الشاب شادي رياض أدنانو كان الحال مختلفا قليلا. لقد ولد الحلم بمدينة مايوركا، قبل أن يصبح واقعا في مدينة “لاماسيا”. سنة 2003، وبالضبط في السابع عشر من شهر يونيو، أطلق شادي صرخته الأولى في هذا العالم، بمدينة مايوركا الإسبانية بالضبط، مالئا الدنيا بالبهجة على أبوين مغربيين: أب من الدار البيضاء، وأم من العرائش. وبمجرد بلوغه السادسة من عمره، كان شادي على موعد مع اكتشاف الساحرة المستديرة التي أخذت بلبّه، كما أخذت موهبته بلبّ أحد المدربين الذي
توقع له، على الرغم من صغر سنه، مستقبلا مشرقا في دنيا المستطيل الأخضر.. خصوصا إتقانه الشديد للعب بقدمه اليسرى. هكذا، استهل اللاعب المغربي مسيرته الكروية مع نادي رافال، قبل أن ينتبه فريق مايوركا أيضا إلى موهبته ويقوم بضمه إليه، حيث أمضى معه مشوارا طويلا لم يقطعه سوى انتقاله لسنة واحدة إلى فريق سان فرانسيسكو. وفي يوليوز من سنة 2019، كان شادي وأسرته على موعد مع حدث تاريخي سيقلب حياة الأسرة رأسا على عقب، نحو الأفضل طبعا، بعد أن التقطت عيون مراقبي “البارصا” مهارات اللاعب وقدراته وقررت أن تدعوه إلى الانتقال إلى المدرسة التي
يحلم بها الجميع: “لا ماصيا”.وعلى الرغم من دخول فريق فياريال على خط المنافسة ومحاولته المستميتة للفوز بخدمات اللاعب، فإن شادي لم يتردد كثيرا في اختيار نادي الأحلام والتوقيع لـ”البارصا” لمدة 6 سنوات، من أجل تعزيز فريق برشلونة لأقل من 17 سنة (Juvenil B)الذي يشرف على قيادته المدرب فرانك أرتيغا، على أن يتم إلحاقه بفريق الشباب أقل من 19 سنة كذلك. هذا الحدث لم يثن شادي عن التفكير في شيء آخر تعتبره أسرته مصيريا ومهما جدا وهو الدراسة. وعلى الرغم من أنه كان معارا السنة الماضية لفريق سابادي الذي قضى معه موسما رائعا ولعب له كأساسي، وهو في
سن الـ17؛ فإنه نجح بكثير من الصبر والمثابرة في تحقيق الأهم والحصول على البكالوريا، ليصبح المسار الرياضي بعد ذلك معبّدا أمامه أفضل من أي وقت مضى. وسط كل هذه النجاحات، لم ينس شادي وطنه الأم واختار اللعب للمنتخب المغربي في فئات عمرية عديدة، حيث حقق مع منتخب أقل من 15 سنة ذهبية الألعاب الإفريقية بالجزائر سنة 2018. كرويا، وعلى أرض الملعب، يتوفر شادي، الذي يلعب كمدافع، على إمكانات تقنية عالية، خاصة المتعلقة بتنفيذ الكرات الثابتة والخروج بالكرة من الخلف والتمركز الجيد في خط الهجوم. تعقد أسرة شادي، كما صرحت لهسبريس، الكثير من الآمال على ابنها من أجل البصم على مسار كروي حافل على مستوى “لاليغا”، وعلى مستوى حمل قميص المنتخب الوطني، الذي تأمل أن يكون لابنها نصيب من تمثيل فريقه الأول في مستقبل الأيام.
قد يهمك ايضا