الرباط -المغرب اليوم
مستقبل غامض ذلك الذي ينتظر استثمارات شركات السيارات الفرنسية بالمغرب، وخاصة مصنعي “رونو” بكل من طنجة والدار البيضاء ومصنع “PSA” في القنيطرة، في ظل الخسائر التي تكبدها المصنعان جراء جائحة فيروس كورونا ورغبة الحكومة الفرنسية في ترحيل هذه الاستثمارات الى البلاد.
أمس الثلاثاء، أطلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال زيارة إلى مصنع “فاليو” لقطع الغيار في شمال فرنسا، خطة إنقاذ كبرى بأكثر من ثمانية مليارات يورو لدعم قطاع صناعة السيارات في فرنسا المتضرر من تداعيات فيروس كورونا. كما أكد أن الخطة تهدف إلى جعل فرنسا رائدة في مجال صناعة السيارات الكهربائية حول العالم.
وأكد ماكرون خلال زيارة لمصنع “فاليو” لقطع الغيار في إيتابل في شمال فرنسا أن “الدولة ستقدّم للقطاع مساعدة بأكثر من ثمانية مليارات يورو”، مضيفا أن ” الخطة تهدف إلى “جعل فرنسا أكبر منتج للسيارات غير الملوثة للبيئة في أوروبا، بزيادة إنتاج السيارات الكهربائية، والهجينة، والهجينة القابلة للشحن في غضون خمس سنوات إلى أكثر من مليون سيارة في السنة”.
كما أعلن الرئيس ماكرون زيادة الدعم الحكومي لشراء السيارات الكهربائية إلى سبعة آلاف يورو للأفراد، وخمسة آلاف يورو للشركات، واستحداث دعم جديد بألفي يورو لشراء السيارات الهجينة القابلة للشحن، وذلك لتحفيز المبيعات التي تدهورت خلال الأزمة.
ومايذكي غموض مستقبل استثمارات شركات السيارات الفرنسية بالمغرب، أيضا، هو التصريحات الأخيرة لوزير الاقتصاد، برونو لومير، التي قال فيها إن كل مساعدة ممنوحة من طرف الدولة لقطاع السيارات الفرنسي، المتضرر بشدة جراء أزمة فيروس كورونا، مشروطة بإعادة الترحيل إلى فرنسا”.
وقال برونو لومير “أعتقد أن صناعة السيارات الفرنسية قامت بعمليات ترحيل كثيرة، ويجب عليها إعادة نقل بعض سلاسلها الإنتاجية”.
تصريحات ردا عليها “اللجنة الفرنسية لمصنعي السيارات”، التي شددت على أن مجموعتي “بي.إس.أ” ورونو “تظلان منخرطتين بشكل كامل في مواقعهما بالمغرب”.
وأشارت اللجنة الى أن “موقفها الرسمي هو أن تظل بي.إس.أ ورونو منخرطتين بشكل كامل في مواقعهما بالمغرب، وأنه ليست هناك أية مراجعة من قبل الشركات الفرنسية”.
و حققت “بي.إس.أ” في سنة 2019، 36 بالمائة من إنتاجها العالمي في فرنسا، بينما ارتفع هذا الرقم لدى مجموعة رونو إلى زهاء 18 بالمائة في العام الماضي، كما لم يعد اثنان من النماذج الرئيسية للإنتاج الوطني، سيارات بوجو 208 ورونو كليو، تنتجان في فرنسا. ويتم تجميع كليو 5 بشكل رئيسي في تركيا وسلوفينيا، بينما يصنع طراز 208 في كل من سلوفاكيا والمغرب.جدير بالذكر أنه ليست هذه هي المرة الأولى التي يثير فيها وزير الاقتصاد الفرنسي فكرة إعادة الترحيل إلى فرنسا، اذ انتقد برونو لومير في دجنبر الماضي، نموذج ترحيل إنتاج قطاع السيارات، الذي اعتبره بمثابة “إخفاق”.
وقد يهمك ايضا:
"رونو نيسان" تعتزم الشروع في إنتاج سيارة "كونغو" الشهيرة في المغرب