كمبوديا سلوى عمر
أظهرت صور نادرة لقطيع من الفيلة المتجولة خلال أكبر غابات كمبوديا مدى نجاح برنامج "الحفاظ على الأفيال"، وكشفت عن إمكانية بقاء الأنواع المهددة بالانقراض.
وأظهرت اللقطات المذهلة، التي أخذت في جبل كارداموم، 12 فيلًا منهم الشاب والرعوي والمتثاقل في الغابة، ونشرت المنظمة الدولية للحفاظ على الأنواع المنقرضة اللقطات المجمّعة مع إطلاقها صندوق تمويلي يهدف إلى تأمين تمويل طويل الأجل لواحدة من أكثر المناطق ذات التنوع البيولوجي جنوب شرق آسيا.
وذكر نائب رئيس المنظمة الدولية لمنطقة آسيا والمحيط الهادي، ديفيد إيميت: يشير وجود الأفيال الشباب في الصورة إلى أن الأفيال تتكاثر وهو ما نعتبره مؤشرًا جيدًا على أنهم يعيشون في بيئة مستقرة، وأنهم ليسوا تحت ضغط، ويعد وجود الكثير من الفيلة في هذه المنطقة علامة جيدة على نجاح برنامج الغابات المحميّة على نطاق واسع.
وأفاد إيميت بأن الصور التي أخذت قبل بضعة أشهر كانت المرة الأولى لتصوير مجموعة من الفيلة في الجبل، والذي يعد موطنًا لنحو ثلث الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض في كمبوديا.
وأنشأت الحكومة الكمبودية غابات محمية في جبل كارداموم بدعم المنظمة الدولية العام 2002، والتي تغطي أكثر من مليون فدان من الأراضي البكر في الجزء الجنوبي الغربي من البلاد، وتراجعت الغابات في المنطقة المحميّة بنسبة 2% بين العامين 2006 و2012 مقارنة بوجود 15% منها في مناطق خارج المنطقة المحمية، حسبما أفادت المنظمة الدولية.
وعلى الرغم من عدم وجود مسوح حديثة إلا أن إيميت أوضح أن صور الأقمار الصناعية تظهر أن المنطقة لا زالت تعاني من دمار واسع النطاق في أماكن أخرى، وعند سؤاله عن إمكانية حدوث قطع الأشجار بشكل غير قانوني من دون علم المنظمة أجاب بقوله: قطع الأشجار غير القانوني ونقلها يحتاج إلى طريق حتى يتم إخراجها، في حين تؤكد صور الأقمار الصناعية للمنطقة أنه لا يوجد به طرق بنسبة 90%.
ويعتقد أن هناك في جبال كارداموم ما يتراوح بين 2 إلى 250 فيلاً مع وجود مجموعة أخرى متشابهة في الحجم شرق كمبوديا، حسبما أفادت المنظمة الدولية، وتعد هذه المنطقة من أكبر المناطق المتبقية للأنواع الآسيوية المهددة بالانقراض التي تجولت من الشرق الأوسط إلى الصين وإلى جنوب شرق آسيا.
وبتم إطلاق الصندوق التمويلي الجديد للمحمية في بنوم بنه بواسطة المنظمة الدولية بتمويل مبدئي يقدر بـ2.5 مليون دولار من التمويل العالمي للمنظمة وشركة تكييف الهواء اليابانية دايكن، وتسعى المنظمة إلى الحصول على 7.5 مليون دولار للصندوق من الدول المتقدمة وقطاع الشركات؛ لضمان تمويل أعمال الحماية مثل دفع أجور الحراس وإشراك المجتمع المحلي.