واشنطن ـ رولا عيسى
في السنوات التي تلت تكون الأرض مباشرة، قيل أن كوكب الأرض كان نوعا ما من المناظر الطبيعية، فكانت القشرة غير مستقرة، والقصف القادم من أجسام خارج كوكب الأرض مهد الطريق للحرارة الشديدة التي استمرت لملايين السنين، ولكن تشير دراسة جديدة إلى أن الحياة قد كانت ممكنة خلال السنوات الأولى للأرض، وقد قدر العلماء الآثار المباشرة للقصف المكثف خلال هذه الحقبة، والمعروفة باسم الدهر الجهنمي أو الحياة الخفية، ووجدوا أن حتى أقسى السيناريوهات لم تكن كافية لجعل الأرض عقيمة تماما.
وفي هذه الدراسة، التي سيتم نشرها في وقت لاحق من هذا العام في مجلة رسائل الأرض وعلوم الكواكب، قام الباحثون من معهد بحوث الجنوب الغربي في ولاية كولورادو بالتحقيق في صلاحية الكوكب للسكنى تحت سطح الأرض مباشرة خلال الدهر الجهنمي وأوائل الدهر السحيق.
ويقدر أن الدهر الجهنمي قد استمر من حوالي 4.6 إلى 4.0 مليار سنة مضت، وهو ما يمثل سنوات التكوين الأولية للأرض، في حين أن الأخيرة امتدت إلى حوالي 3.5 مليار سنة مضت، وركز الباحثون على بضعة كيلومترات تحت سطح الأرض، بناء على دراسة سابقة على التطور الحراري للقشرة، وفي حين أن القصف الشديد من الصخور الفضائية من شأنه بالتأكيد أن يسخن المنطقة تحت السطح، وجد الباحثون أن أجزاء من الأرض لا تزال صالحة للسكن للحياة الميكروبية، ومع مرور الوقت، كانت هذه المنطقة الصالحة للسكنى قد نمت بشكل كبير على مدار هذين الدهرين مع انخفاض القصف وتبدد تأثير الحرارة.
وقد تسببت اصطدامات الكويكبات في تغيرات جذرية على الأرض، حيث غيرت ألواح الصهر من السطح، ولكن، حتى في هذا الوقت، يقول الباحثون الحياة قد كانت قادرة على الظهور، في حين كان يعتقد منذ فترة طويلة أن الحياة لم يكن من الممكن أن تكون موجودة قبل 3.9 مليار سنة، تؤيد النتائج استنتاج الدراسة السابقة، مما يشير إلى أن المحيط الحيوي قد نشأ قبل حوالي 4.4 مليار سنة، وفقا لScience News.
وقال المؤلفون "حتى في منطقة الدهر الجهنمي، فإن صفائح الذائبة لها تأثير ضئيل على قابليتها للسكن لأن أوقات التبريد قصيرة مقارنة بفترات إعادة الظهور، مما يسمح بإعادة بناء المحيط الحيوي تحت سطح الأرض عن طريق تسلل المياه الجوفية بين القوى الساحقة الرئيسية"، ولذلك فإن تحت سطح الأرض هو دائما منطقة صالحة للسكن في مكان ما، وإنتاج البخار العالمي أو سيليكات بخار الجو هي السبل الوحيدة المتبقية لتعقيم السطح في وقت مبكر عن طريق القصف ".
وأوضح الكاتب الرئيسي روبرت غريم ل Science News: "قد تكون الظروف قاسية مقارنة بالعالم الذي نعرفه اليوم، ولكن بالنسبة للحياة الميكروبية تحت السطح،" لم يشر يوم عادي في الدهر الجهنمي إلى الموت," في حين أن هذا لا يعني أن هناك بالتأكيد حياة، فيقول الباحثون أنه يشير إلى أنه يمكن أن تكون الحياة موجودة حتى في بيئة "الجحيم" في الدهر الجهنمي.