واشنطن ـ رولا عيسى
كشف العلماء أن السناجب يمكن أن تحمل السر وراء مساعدة مرضى السكتة الدماغية على تجنب تلف المخ، حيث اكتشف الباحثون في الولايات المتحدة أنه عندما تدخل السناجب في حالة السبات تحدث عملية وقائية في خلاياهم التي تسمح لدماغهم للعمل مع انخفاض تدفق الدم والأكسجين، وعندما تستيقظ تلك الحيوانات لا تعاني من أي آثار سيئة على الرغم من حرمانهم من المواد الغذائية الأساسية.
وخلال السكتة الدماغية الإسكيمية يتم قطع تدفق الدم، الذي يحتوي على السكر والأكسجين إلى الدماغ، ما يتسبب في موت الخلايا، وما يؤدي بدوره في كثير من الأحيان إلى الشلل ومشاكل بالكلام، ويعتقد علماء من المعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية أن ابتكار دواء يمكن أن يؤدي إلى نفس التغييرات الخلوية لسبات السناجب يمكن أن تمنع تلف الدماغ.
ويقول المؤلف الأول جوشوا برنستوك، وهو طالب دراسات عليا في المعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية: "إذا تمكنا من تشغيل عملية السبات التي يبدو أنها تستخدم لحماية الأدمغة، يمكننا المساعدة في حماية الدماغ أثناء السكتة الدماغية، وفي النهاية مساعدة الناس على التعافي".
ويعاني نحو 100,000 شخص من السكتات الدماغية سنويًا في بريطانيا، وسيعاني 85 في المائة منهم من السكتات الدماغية الإسكيمية، ويغادر نحو ثلثي الناجين المستشفى وهم يعانون من إعاقة. هناك 1.2 مليون شخص يعيشون حاليًا في المملكة المتحدة يعانون من آثار ما بعد السكتة الدماغية، وحاليًا، فإن الطريقة الوحيدة للحد من موت الخلايا الناجم عن السكتة الدماغية هو إزالة الجلطة في أقرب وقت ممكن، ولكن إذا كان العلاج يمكن أن يقدم بطريقة سريعة، ما يساعد الدماغ على البقاء على قيد الحياة دون الدم والأكسجين، فإن الخبراء يعتقدون أن النتائج يمكن أن تتحسن جذريًا.
ووجد الباحثون أن العملية الخلوية التي تسمى سومولياتيون يمكن أن تعزز من قبل إنزيم إبسيلين، وعندما يتم حقن إبسيلين في خلايا الدماغ الحيوانية، تبقى على قيد الحياة، حتى عندما يحرموا من الدم والأكسجين، وأظهرت تجارب أخرى أيضًا أن إبسيلين يعزز السومويلاتيون في أدمغة الفئران صحية.
وأكد الدكتور فرانشيسكا بوسيتي، مدير البرنامج في المعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية: "ظل العلماء يبحثون منذ عقود عن علاج فعال للسكتة الدماغية في الدماغ، دون جدوى. إذا كان المركب المحدد في هذه الدراسة سيقلل بنجاح من موت الأنسجة ويحسن معدل التعافي في مزيد من التجارب، فإنه يمكن أن يؤدي إلى نهج جديدة للحفاظ على خلايا الدماغ بعد السكتة الدماغية الإسكيمية ".
وقال برنستوك إنه يأمل في أن يشجع هذا البحث العلماء الآخرين على النظر إلى الطبيعة لحل المشاكل الطبية الملحة، وأضاف "بصفتي طبيبًا وعالمًا، أريد حقًا العمل على مشاريع ذات صلة واضحة بالمرضى، أريد دائمًا النتائج التي يمكن أن تصلح للعلاجات الجديدة للأشخاص المحتاجين"، وقد نشر البحث في مجلة FASEB ، مجلة مؤسسة الجمعيات الأميركية لبيولوجيا التجارب.