الرئيسية » أخبار التعليم
ظاهرة الغش في صفوف التلاميذ والطلبة

الرباط - المغرب اليوم

أضحت ظاهرة الغش في صفوف التلاميذ والطلبة تعرف تناميا خطيرا يؤثر على جودة التربية والتكوين بالمغرب، فيما دق باحثون في عدد من التخصصات ناقوس الخطر بسبب تحول هذا السلوك من فعل غير مقبول إلى “حق مشروع” بالنسبة لفئة عريضة من المتعلمين. في هذا السياق كشف عادل غزالي، أستاذ علم النفس الاجتماعي أن الموضوع يحظى باهتمام الدارسين، إذ سبق أن نظمت أيام دراسية ولقاءات أكاديمية حوله، فيما انكب جامعيون على إعداد دراسات علمية تعالج الظاهرة، ومنها دراسة شارك فيها بالاعتماد على المقاربة السيكو-اجتماعية “التي تعتبر سلوك الغش تعبيرا عن تمثلات يحملها أو يكونها الفرد انطلاقا من إدراكه الاجتماعي وتفاعله مع هذا الواقع”.

ومن أهم الخلاصات التي توصلت إليها الدراسة، حسب الباحث ذاته، أن “الغش أصبح شيئا فشيئا يثير اهتمام المتعلمين كسلوك ناجع لتحقيق النجاح والتفوق، مقابل التخلي عن المنطق الأخلاقي والقانوني الذي يحرم هذا السلوك”، مبرزا أن هذه الممارسة تتسع. وحسب المصدر ذاته فإن “الغش ظاهرة غير مستقلة عن مظاهرها الاجتماعية؛ ومن ثم يمكن أن نفترض أن الممارسات التربوية التي تتسم بالغش تجد لها مسوغا أو مبررا من خلال الاعتقاد بأن الغش ظاهرة اجتماعية لا يمكن تجريمها في الميدان التربوي فقط”، وزاد: “كما نلاحظ أن سلوك الغش لا يثير مخاوف من المتابعة القانونية، أو تأنيبا للضمير؛ وكأننا أمام نوع من التطبيع مع ظاهرة غير قانونية وغير أخلاقية”.

وفي ما يخص تحليل محتوى تمثلات الغش عند الطلبة الجامعيين فإنه “أصبح في أغلب الحالات مرادفا للنجاح والمردودية، وتبريرا للفشل الدراسي، وتدني مستوى التحصيل؛ وبالتالي فالغش، كممارسة، أصبح شكلا من أشكال التحرر، مادام النظام التعليمي، كما يعتقد الطلبة، قائما على المحسوبية والزبونية، أو شكلا من أشكال مواجهة الخوف والرعب الذي يميز أجواء الامتحانات”، وفق المتحدث ذاته. وفي الإطار نفسه يتضح، وفق الأستاذ ذاته، أن “النواة المركزية للتمثل الاجتماعي للغش لدى الطلبة الجامعيين تتحدد في معنيين متضاربين، بل متناقضين؛ فمن جهة يمثل في اعتقادهم أنجع وسيلة لتحقيق النجاح، وهذا ما يفسر بشكل كبير التعاطي اللامحدود، وبكل الوسائل، مع الظاهرة باعتبارها قناعة وسلوكا، كما يفسر التعامل العنيف والسيئ مع الأطر التربوية التي تعمل على منع كل السلوكيات التي تتسم بالغش مادام هذا الفعل مشروعا، بحسبهم”.

من جهة أخرى، سجلت الدراسة إدانة لهذا السلوك باعتباره تصرفا سيئا لا يسمح بتحقيق تكافؤ الفرص بين الطلبة، مردفة: “من هنا يبدو أن تمثل الغش يتأرجح بين منطقين، منطق تربوي براغماتي ينظر إلى الممارسة باعتبارها سلوكا اعتياديا ناجعا لتحقيق النجاح بأقل مجهود -ولعل ما يغذي هذه الاعتقادات بعض الوقائع التي يعيشها الطلبة طيلة مسارهم التعليمي، أو بعض ممارسات الأطر التربوية التي تتساهل مع مثل هذه التصرفات، وأحيانا أخرى تواطؤ هذه الأطر إلى جانب بعض الأسر التي تدعم الغش، وتعمل على مساعدة أبنائها للقيام به- ومنطق أخلاقي قيمي يعتبر الغش تصرفا سيئا، وعملا يتعارض مع قيم العدالة والمساواة، بل الأهداف الأساسية التي تحاول الممارسة التربوية ترسيخها لدى المتعلمين والطلبة”.

وتوصل الباحث أيضا إلى “غياب فوارق دالة في ممارسة الغش بين الذكور والإناث، أو بين المتمدرسين من الطلبة والموظفين، أو حسب التخصصات العلمية أو الأدبية؛ بمعنى أن الغش أصبح ظاهرة عامة لا تتعلق بالسن أو الجنس أو طبيعة التكوين”. وقال غزالي إن “هذه النتائج بقدر ما تبدو صادمة للمسؤولين فإنها تسائل الجميع، فاعلين تربويين وباحثين، كما تسائل الأدوار الحقيقية التي يجب أن تضطلع بها مؤسسات التربية والتكوين، وأشكال التقويم وطبيعة المناهج التعليمية، بل النظام التعليمي برمته”؛ كما أكد على “ضرورة إقحام المقاربات النفسية والاجتماعية والثقافية ضمن الحملات التحسيسية للحد من الغش في الأوساط التعليمية”.

قد يهمك أيضاً :

 كلية العرائش تعتمد تقنية شبيهة بتقنية حكم الفيديو المساعد "فار" لمراقبة الامتحانات

 سعيد أمزازي يُحذِّر تلاميذ البكالوريا مِن إدخال هواتفهم إلى قاعات الامتحان

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

عدد الطلاب الأجانب في بريطانيا ينخفض بمقدار السدس في…
وزير التعليم المغربي يُؤكد إتخاذ تدابير وإجراءات بشأن إنجاح…
مكان دراستك الجامعية وتخرّجك يعطي مؤشراً على ما يمكنك…
وزارة التربية الوطنية في المغرب تستدعي النقابات التعليمية مع…
بنموسى يُعزز جهود تحسين جودة التعليم بزيارة ميدانية لعدد…

اخر الاخبار

الرئيس الصيني يُؤكد لولي العهد المغربي دعم بكين لأمن…
جمهورية لاتفيا تسعى إلى تعزيز تعاونها مع المملكة المغربية…
وزير الخارجية المغربي يُجري مُباحثات مع مفوض الأمم المتحدة…
قيادات مغربية إسلامية ويسارية تُطالب بتفعيل مذكرة اعتقال نتنياهو…

فن وموسيقى

رافائيل نادال يختتم مشواره ويلعب مباراته الأخيرة في كأس…
الذكرى التسعين لميلاد فيروز الصوت الذي تخطى حدود الزمان…
سلاف فواخرجي تؤكد أنها شاركت في إنتاج فيلم "سلمى"…
نادين نسيب نجيم تكشف عن سبب عدم مشاركتها في…

أخبار النجوم

سلاف فواخرجي تتألق في فيلم ”سلمى” وتسلط الضوء على…
أول تعليق من حسين فهمي بعد حصوله على جائزة…
مها أحمد تسخر من قلة العمل وكثرة النجوم على…
فردوس عبد الحميد تروي تفاصيل موقف إنساني جمعها بـ…

رياضة

بيب غوارديولا يكشف سبب تمديد تعاقده مع مانشستر سيتي
كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
أبرز المحطات في مسيرة لاعب التنس الاستثنائي نادال التي…
المغربي أشرف حكيمي ضمن المرشحين الخمسة للفوز بلقب أفضل…

صحة وتغذية

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على…
فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

الأخبار الأكثر قراءة

وزير التعليم العالي المغربي يؤكد أن الدخول الجامعي يكرس…
وزير التربية الوطنية يُوجه تحيةر إلى المدرسات والمدرسين في…
وزارة التعليم العالي في المغرب تُعلن عن تدابير عاجلة…
وزارة التربية الوطنية في المغرب تُعلن عن تسهيلات جديدة…