ظاهرة الغش في صفوف التلاميذ  لها تأثير خطير على جودة التربية والتكوين في المغرب
آخر تحديث GMT 04:13:11
المغرب اليوم -

ظاهرة الغش في صفوف التلاميذ لها تأثير خطير على جودة التربية والتكوين في المغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ظاهرة الغش في صفوف التلاميذ  لها تأثير خطير على جودة التربية والتكوين في المغرب

ظاهرة الغش في صفوف التلاميذ والطلبة
الرباط - المغرب اليوم

أضحت ظاهرة الغش في صفوف التلاميذ والطلبة تعرف تناميا خطيرا يؤثر على جودة التربية والتكوين بالمغرب، فيما دق باحثون في عدد من التخصصات ناقوس الخطر بسبب تحول هذا السلوك من فعل غير مقبول إلى “حق مشروع” بالنسبة لفئة عريضة من المتعلمين. في هذا السياق كشف عادل غزالي، أستاذ علم النفس الاجتماعي أن الموضوع يحظى باهتمام الدارسين، إذ سبق أن نظمت أيام دراسية ولقاءات أكاديمية حوله، فيما انكب جامعيون على إعداد دراسات علمية تعالج الظاهرة، ومنها دراسة شارك فيها بالاعتماد على المقاربة السيكو-اجتماعية “التي تعتبر سلوك الغش تعبيرا عن تمثلات يحملها أو يكونها الفرد انطلاقا من إدراكه الاجتماعي وتفاعله مع هذا الواقع”.

ومن أهم الخلاصات التي توصلت إليها الدراسة، حسب الباحث ذاته، أن “الغش أصبح شيئا فشيئا يثير اهتمام المتعلمين كسلوك ناجع لتحقيق النجاح والتفوق، مقابل التخلي عن المنطق الأخلاقي والقانوني الذي يحرم هذا السلوك”، مبرزا أن هذه الممارسة تتسع. وحسب المصدر ذاته فإن “الغش ظاهرة غير مستقلة عن مظاهرها الاجتماعية؛ ومن ثم يمكن أن نفترض أن الممارسات التربوية التي تتسم بالغش تجد لها مسوغا أو مبررا من خلال الاعتقاد بأن الغش ظاهرة اجتماعية لا يمكن تجريمها في الميدان التربوي فقط”، وزاد: “كما نلاحظ أن سلوك الغش لا يثير مخاوف من المتابعة القانونية، أو تأنيبا للضمير؛ وكأننا أمام نوع من التطبيع مع ظاهرة غير قانونية وغير أخلاقية”.

وفي ما يخص تحليل محتوى تمثلات الغش عند الطلبة الجامعيين فإنه “أصبح في أغلب الحالات مرادفا للنجاح والمردودية، وتبريرا للفشل الدراسي، وتدني مستوى التحصيل؛ وبالتالي فالغش، كممارسة، أصبح شكلا من أشكال التحرر، مادام النظام التعليمي، كما يعتقد الطلبة، قائما على المحسوبية والزبونية، أو شكلا من أشكال مواجهة الخوف والرعب الذي يميز أجواء الامتحانات”، وفق المتحدث ذاته. وفي الإطار نفسه يتضح، وفق الأستاذ ذاته، أن “النواة المركزية للتمثل الاجتماعي للغش لدى الطلبة الجامعيين تتحدد في معنيين متضاربين، بل متناقضين؛ فمن جهة يمثل في اعتقادهم أنجع وسيلة لتحقيق النجاح، وهذا ما يفسر بشكل كبير التعاطي اللامحدود، وبكل الوسائل، مع الظاهرة باعتبارها قناعة وسلوكا، كما يفسر التعامل العنيف والسيئ مع الأطر التربوية التي تعمل على منع كل السلوكيات التي تتسم بالغش مادام هذا الفعل مشروعا، بحسبهم”.

من جهة أخرى، سجلت الدراسة إدانة لهذا السلوك باعتباره تصرفا سيئا لا يسمح بتحقيق تكافؤ الفرص بين الطلبة، مردفة: “من هنا يبدو أن تمثل الغش يتأرجح بين منطقين، منطق تربوي براغماتي ينظر إلى الممارسة باعتبارها سلوكا اعتياديا ناجعا لتحقيق النجاح بأقل مجهود -ولعل ما يغذي هذه الاعتقادات بعض الوقائع التي يعيشها الطلبة طيلة مسارهم التعليمي، أو بعض ممارسات الأطر التربوية التي تتساهل مع مثل هذه التصرفات، وأحيانا أخرى تواطؤ هذه الأطر إلى جانب بعض الأسر التي تدعم الغش، وتعمل على مساعدة أبنائها للقيام به- ومنطق أخلاقي قيمي يعتبر الغش تصرفا سيئا، وعملا يتعارض مع قيم العدالة والمساواة، بل الأهداف الأساسية التي تحاول الممارسة التربوية ترسيخها لدى المتعلمين والطلبة”.

وتوصل الباحث أيضا إلى “غياب فوارق دالة في ممارسة الغش بين الذكور والإناث، أو بين المتمدرسين من الطلبة والموظفين، أو حسب التخصصات العلمية أو الأدبية؛ بمعنى أن الغش أصبح ظاهرة عامة لا تتعلق بالسن أو الجنس أو طبيعة التكوين”. وقال غزالي إن “هذه النتائج بقدر ما تبدو صادمة للمسؤولين فإنها تسائل الجميع، فاعلين تربويين وباحثين، كما تسائل الأدوار الحقيقية التي يجب أن تضطلع بها مؤسسات التربية والتكوين، وأشكال التقويم وطبيعة المناهج التعليمية، بل النظام التعليمي برمته”؛ كما أكد على “ضرورة إقحام المقاربات النفسية والاجتماعية والثقافية ضمن الحملات التحسيسية للحد من الغش في الأوساط التعليمية”.

قد يهمك أيضاً :

 كلية العرائش تعتمد تقنية شبيهة بتقنية حكم الفيديو المساعد "فار" لمراقبة الامتحانات

 سعيد أمزازي يُحذِّر تلاميذ البكالوريا مِن إدخال هواتفهم إلى قاعات الامتحان

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ظاهرة الغش في صفوف التلاميذ  لها تأثير خطير على جودة التربية والتكوين في المغرب ظاهرة الغش في صفوف التلاميذ  لها تأثير خطير على جودة التربية والتكوين في المغرب



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
المغرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 15:34 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام
المغرب اليوم - سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
المغرب اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 18:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 14:11 2015 السبت ,23 أيار / مايو

العمران تهيئ تجزئة سكنية بدون ترخيص

GMT 17:38 2022 السبت ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه الذهب يسجل رقماً قياسياً لأول مرة في مصر

GMT 15:13 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

تغلبي على الخوف من عيوب جسدك مع ارتداء الحجاب

GMT 15:12 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

عمران فهمي يتوج بدوري بلجيكا للمواي تاي

GMT 08:03 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

ما الذي سيقدمه "الأسطورة" في رمضان 2018؟

GMT 20:50 2018 السبت ,24 شباط / فبراير

خفيفي يعترف بصعوبة مواجهة جمعية سلا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib