الرئيسية » أخبار التعليم
طلاب مصريون يتحدثون عن التجربة الجديدة

القاهره ـ المغرب اليوم

بدت علامات السعادة على وجه عبد الرحمن رشاد، الطالب في الصف الأول الثانوي في مدرسة حكومية مصرية، أثناء التحدث إلينا عن التجربة الجديدة في التعلم عن بعد التي خاضها للمرة الأولى في حياته بعد إغلاق المدارس بسبب فيروس كورونا.وقال عبد الرحمن، في محادثة عبر تطبيق الرسائل الخاص بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "هذه السنة الدراسية كانت مختلفة تماما عن أي سنة مضت، أصبحت قادرا على دراسة ما أريد في الوقت الذي أريده بدلا من دراسة عدد كبير من المواد في نفس اليوم".وأضاف: "كان عاما دراسيا تمكنت خلاله من التركيز لغياب عوامل التشتيت بسبب التكدس في قاعات الدراسة"، قائلًا: "اضطررنا إلى التوقف عن الذهاب إلى المدرسة منذ 15 مارس/ آذار الماضي، لكن الوزارة قامت بجهد كبير في تطوير منصات التعلم والاختبارات في وقت قياسي لنستكمل العام الدراسي".

وعكست هذه الكلمات واقعا حاليا فرض نفسه على قطاع التعليم في مصر في زمن كورونا، إذ كشفت عن الوجه الإيجابي للآثار التي خلفها الوباء العالمي على جميع الأنشطة الحياتية.ومن جانبها قالت أسماء عبد الحميد، أستاذة تكنولوجيا التعليم: "التقليل من كثافات الطلاب في المدارس يُعد مطلبا تربويا هاما، لكنه لا يرتبط فقط بوزارة التربية والتعليم، إذ تؤثر عليه عوامل تتعلق بالموازنة المخصصة للتعليم".وأضافت: "هناك مزايا للتعلم عن بعد، أبرزها أنه يوفر المادة العلمية للطلاب طوال الوقت ويسمح بالتواصل بين المعلمين والطلاب طوال الوقت، فلم يعد التواصل بينهم يقتصر على ساعات اليوم الدراسي"، مشيرة إلى أن التعليم عن بعد "يقلل القلق والتوتر الذي قد يتعرض له الدارسون في مواقف التعلم التقليدية، ويمنحهم حالة من الهدوء تساعد على التركيز".

وقال لطفي الباجوري، مدرس لغة إنجليزية : "يمكننا أن نتبع أسلوب 'Flipped Classroom' أو الصف المقلوب التي تتضمن تقسيم الطلاب إلى مجموعتين تتبادلان الحضور الفعلي في قاعات الدراسة وتلقي الحصص عن بعد، مما يقلل من كثافات المدارس"، ورغم أنها لا تعاني من مشكلة تكدس قاعات الدراسة، ترى مدرسة اللغة الإنجليزية بمدرسة دولية في مصر مي دانيش أن هناك مزايا أخرى للتعلم عن بعد بخلاف حل هذه المشكلة.وقالت دانيش: "لا يضطر الطلاب إلى ركوب الحافلات لمدة تصل إلى ساعة تقريبا للوصول إلى المدرسة وساعة أخرى إلى المنزل. كما لا يوجد وقت ضائع في أنشطة أخرى بخلاف الحصص"، موضحة: "الاعتماد على النفس من أهم مقومات نجاح عملية التعلم والتعليم عن بعد، ولي تجربة شخصية مع ابني الذي أثبتت هذه التجربة نجاحا معه هذا العام. فقد انتهى من مشروعات دراسية وأنشطة تعليمية مع معلميه عبر الإنترنت بفضل الاعتماد على النفس".

"تكنولوجيا إجبارية"

يرى لطفي الباجوري أن فيروس كورونا "أجبر الجميع على استخدام التكنولوجيا بعد أن ألغى فيروس كورونا فكرة التعلم في قاعات الدراسة التقليدية. فلم يعد التعلم عبر الإنترنت يقتصر على فئات بعينها، إذ الجميع في منظومة التعليم يستخدمون التطبيقات الإلكترونية ليتحول الأمر في قطاع التعليم إلى تكنولوجيا إجبارية".وأضاف: "عقبتصريحات سابقة لوزير التعليم عن اعتماد الطلاب على الأجهزة اللوحية التي وزعت عليهم في المدارس الثانوية، ظهرت مخاوف لدى كثيرين من هذه التجربة في ذلك الوقت، لكن الظروف الحالية أجبرتنا على أن نكون مؤهلين لاستخدام التكنولوجيافي التعليم".وأشار إلى أن استخدام تطبيقات التكنولوجيا والإنترنت في التعليم "يثري العملية التعليمية من خلال توفير خيارات المواد التعليمية المقروءة والمسموعة والمرئية كأن يُطلب من الدارسين البحث في غوغل عن معلومات ذات صلة بموضوع الدراسة أو مشاهدة فيديو على يوتيوب عن موضوع الدرس".

وعن عيوب التعلم الإلكتروني، قال الباجوري: "غياب التفاعل المباشر بين المعلم والطالب من أخطر العيوب التي تشوب هذه العملية"، موضحًا: "بعض المهارات التي يتمتع بها المعلم قد تفقد أثرها في هذا النوع من التعليم، إذ يعتمد استغلال المعلم لها على الوجود الحقيقي في قاعات الدراسة".وحذر من إمكانية ألا تتوفر قناعة لدى الناس بفاعلية التعليم عن بعد، إذ يرى أن كثيرين يرون أن اللجوء لهذه الطريقة التعليمية مؤقت مع توقعات بالعودة إلى المدارس والتعليم التقليدي بمجرد القضاء على فيروس كورونا، وهو ما يعكس ضعف الثقة في التعليم بهذه الطريقة.واتفقت دانيش مع الباجوري في هذه النقطة، إذ ترى أن غياب التفاعل المباشر بين المعلم والطالب من العوامل التي تقلل من فاعلية العملية التعليمية، قائلة: "عدم قدرة المعلم على رؤية الطلابقد يمكن بعض الطلاب من الانصراف عن الدرس مع الاستمرار في الظهور أمام المعلم في وضعية الاتصال كما لو كانوا يشاركون في الحصة".

وترى أسماء عبد الحميد أن هناك ما يشوب عملية التعليم عبر الإنترنت مثل ضعف البنية التحتية التكنولوجية في المدارس والمنازل على حدٍ سواء مثل الإنترنت والأجهزة المستخدمة في الاتصال لدى أغلب المصريين، والافتقار إلى التدريب على هذا النوع من التعليم بالنسبة للمعلمين والطلاب.وأشارت أيضا إلى أن مشكلة "القبول المجتمعي" لفكرة التعليم عن بعد في مصر قد تعيق تقدم هذه الطريقة التي استخدمت في العملية التعليمية هذا العام، إذ يرى أولياء أمور كثيرون أن الدروس والواجبات المنزلية عبر الإنترنت أسهل مما ينبغي وتفتقر إلى القدر الكافي من الجدية والالتزام لدى الطلاب.

"صحي أكثر"

تناولت يمنى أشرف، طالبة في الصف الثاني بمدرسة دولية في مصر، مميزات التعلم عن بعد من منظور مختلف، قائلة: "التعلم عن بعد صحي أكثر، إذ لا ننتقل من قاعة دراسة إلى أخرى طوال اليوم الدراسي، ونغسل أيدينا باستمرار في المنزل".وأضافت: "في المدرسة نعاني من ضغوط شديدة على مدار اليوم الدراسي، لكن التعلم في المنزل ساعدنا كثيرا على التخفيف من وطأة هذه الضغوط وأن نكون في حالة نفسية أفضل بكثير مقارنة بما كنا نعانيه أثناء الحصص في قاعات الدراسة".أما محمد إسماعيل، ولي أمر ثلاثة طلاب في مراحل التعليم الأساسي، فقال إن "تجربة التعلم عن بعد كانت مفاجأة للجميع، أولياء أمور ومعلمين وطلاب"، مؤكدا أن بعض المتاعب واجهت بعض الطلاب في الوصول إلى المنصاتالتي أنشأتها الوزارة للدراسة والامتحانعن بعد، لكنه أكد أن "الأجيال الحالية من الطلاب لديها القدرة على التعلم عن بعد بفضل استخدامها للتكنولوجيا في سن مبكرة".

قد يهمك ايضا:

وزارة التربية تعلن عن موعد الترشيح لولوج أقسام تحضير شهادة التقني العالي

وزارة التربية المغربية تؤكّد أنّ منصّة التعليم عن بُعد أصبحت مجانًا

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

عدد الطلاب الأجانب في بريطانيا ينخفض بمقدار السدس في…
وزير التعليم المغربي يُؤكد إتخاذ تدابير وإجراءات بشأن إنجاح…
مكان دراستك الجامعية وتخرّجك يعطي مؤشراً على ما يمكنك…
وزارة التربية الوطنية في المغرب تستدعي النقابات التعليمية مع…
بنموسى يُعزز جهود تحسين جودة التعليم بزيارة ميدانية لعدد…

اخر الاخبار

الحزب الحاكم في البرازيل يؤكد أن المخطط المغربي للحكم…
رئيسة جمهورية مقدونيا الشمالية تُهنئ الملك محمد السادس بمناسبة…
المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34 بإذن…
وفاة ضابطين اثر تحطم طائرة تابعة للقوات الجوية الملكية…

فن وموسيقى

محمد صلاح يتصدر المرشحين للفوز بالكرة الذهبية 2025 بتواجد…
سلاف فواخرجي تؤكد أنها شاركت في إنتاج فيلم "سلمى"…
نادين نسيب نجيم تكشف عن سبب عدم مشاركتها في…
النجمة ماجدة الرومي تُحقق نجاحاً كبيراً في حفل خيري…

أخبار النجوم

أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما
منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
سلاف فواخرجي تخطف الأنظار بحكاية سلمي في مهرجان القاهرة…
شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية

رياضة

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
أبرز المحطات في مسيرة لاعب التنس الاستثنائي نادال التي…
المغربي أشرف حكيمي ضمن المرشحين الخمسة للفوز بلقب أفضل…
محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…

صحة وتغذية

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على…
فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

الأخبار الأكثر قراءة

وزير التعليم العالي المغربي يؤكد أن الدخول الجامعي يكرس…
وزير التربية الوطنية يُوجه تحيةر إلى المدرسات والمدرسين في…
وزارة التعليم العالي في المغرب تُعلن عن تدابير عاجلة…
وزارة التربية الوطنية في المغرب تُعلن عن تسهيلات جديدة…
عدد الطلاب الأجانب في بريطانيا ينخفض بمقدار السدس في…