لندن ـ ماريا طبراني
لاتزال مرحلة الشيخوخة ترهق العلماء والمتخصِّصين بشأن تحديد أسبابها وابتكار وسائل للحدّ من تأثيراتها؛ حيث كشفت دراسة طبية حديثة أنَّ الأطباء، والمحامين، والمعلمين متقدمون فكريًا، وأنَّ أصحاب الأدوار المهنية أكثر قابلية لامتلاك عقلية حادة ومتقدمة في سن الشيخوخة.
وأوضحت الدراسة أنَّ طبيعة الوظيفة والبيئة المليئة بالتحديات التي ينخرط فيها العامل تساعد على تحسين الذاكرة والمهارات والقدرات الأخرى.
ورجّح العلماء في جامعة إدنبرة البريطانية أنَّ الموظفين الذين تشتمل وظائفهم على قدرات تدريسية أو مهارات قيادية، تتحسن لديهم مستويات الذاكرة واختبارات الذكاء بمجرد بلوغ سن السبعين.
وخلصوا إلى أنَّ بيئة العمل الأكثر تحفيزًا من شأنها أنَّ تحمي الدماغ البشرية من بلوغ الشيخوخة؛ حيث اختبر العلماء ذاكرة نحو 1066 فضلاً عن قدراتهم العقلية والقدرة على التفكير بشكل عام.
كما فحصوا طبيعة وظائف كل مشترك في البحث، وفقًا لقاموس الألقاب المهنية وهو أحد الكتب الإرشادية الخاصة بالخدمات التوظيفية لتحديد هيكل وطبيعة كل مهنة.
واعتمادًا عن نماذج إحصائية، حلّل الباحثون كيفية تأثير مهن المشاركين في الدراسة على نتائج الاختبار الذي خضعوا إليه، آخذين في الاعتبار نتائج اختبارات الذكاء التي خضع لها للمشاركون منذ سن الحادية عشر، فضلاً عن بعض العوامل الحياتية الأخرى مثل: التعليم، مقارنة بغيرهم ممن حرموا من الخلفيات التعليمية.
وشدَّد العلماء على أنَّ مثل هذه العوامل مهمة للغاية؛ حيث أنها تحدِّد طبيعة المهن والوظائف التي تمكن العاملين فيها من إنجاز وتحقيق أهدافهم.
من ناحيته، ذكر أحد الأطباء القائمين على الدراسة آلن جو، من جامعة هيريوت: "النتائج التي توصلنا إليها ساعدت في تحديد المهن التي تتطلب الحفاظ على الذاكرة وإرجاء التفكير لوقت لاحق، ففي الوقت الذي يعد فيه حقيقي أنَّ من يمتلكون قدرات معرفية حادة أكثر قابلية لامتهان وظائف أكثر تعقيدًا، يبدو أنه لا يزال هناك ميزة مكتسبة من تلك الوظائف المعقدة."
فيما أوضح الأستاذ في جامعة إدنبرة البريطانية أنه "من الشيق الوصول لمثل هذه النتائج الحديثة، بالإضافة إلى بعض العوامل الأخرى التي تدعم مهارات التفكير مع كبار السن مثل النشاط، واللياقة البدنية، ومعرفة أكثر من لغة واحدة".