الرئيسية » صحة وتغذية
اختفاء الأورام بشكل نهائي عند ما يقرب من ربع المرضى الذين خضعوا لمزيج علاجي من عقاقير المناعة

لندن - سليم كرم

من المتوقع أن يستفيد الآلاف من مرضى الهيئة الصحية الوطنية في بريطانيا (إن اتش اس) من الثورة العلاجية الجديدة التي من شأنها أن "تقضي" على  مرض سرطان الجلد الفتاك، إذ أن حوالى ما يقرب من ربع الأشخاص ،الذين خضعوا للتجارب السريرية وتناول العلاج الجديد المكون من مزيج من عقارين للمناعة، اختفت لديهم الأورام تماما.

ووافقت هيئة مراقبة الأدوية "نيس"، الليلة الماضية، أن هذا العقاقير  تم استخدامها في وقت قياسي، وما يتيح للمرضى البريطانيين أن يكونوا أول من يتلقون العلاج هذا المزيج العلاجي في أوروبا، فيما رحب الخبراء بذلك، واعتبره "خطوة للتغيير" في طب علاج سرطان الجلد، وقالوا إن العلاج "يمثل انطلاقة للمستقبل", ووفقًا لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، وعادة ما يتوقع أن يعيش مريض سرطان الجلد نحو عدة أشهر، ويوصف في كثير من الأحيان بأنه لديه سرطان "متنقل"، إلا أن 69 %  من المرضى الذين أخذوا هذا المزيج العلاجي عاشوا لمدة عامين، وفقا للتجارب السريرية، كما كانت المفاجأة الأكبر للعلماء أن 22% من المشاركين لم يتبق لديهم أية أورام أخرى.

ويسعى العلاج الجديد المكون من عقاري "نيفولوماب وإيبيليموماب" تتحكم في جهاز المناعة في الجسم وتستخدم لمهاجمة الخلايا السرطانية، إذ يعمل هذان الدوائيين معا بشكل ملحوظ وفعال، على الرغم من استجابة أقل من نصف لكل دواء على حده. ويبدو أن هذا المزيج خلق تأثير أقوى بكثير  وكأنه "هجوم مزدوج" على الخلايا السرطانية، وأعطى نتيجة فعالة عند عدد أكبر من المرضى.

ويمكن لهذان العقاران أن يمنعان تطور سرطان الجلد في الحالات المتأخرة بمعدل 8 أشهر مقارنة بالعلاج الكيميائي، وسوف يكون متاحا لنحو 1300 شخص سنويًا الحصول على هذا المزيج الدوائي المناعي ، فيما يعد أسرع تقييم لدواء تسمح به "نيس"، مع مراعاة إمكانية استفادة الآلاف الآخرين منه إذا ما تم التوسع في إنتاج واستخدام هذا العقار.

ويأمل الأطباء أن يتم الموافقة على استخدام هذا الدواء، في نهاية المطاف، في علاج أنواع أخرى من الأمراض السرطانية مثل سرطان الرئة، سرطان الكلى، سرطان الرأس والرقبة وسرطان الغدد الليمفاوية.

وأبدى خبراء قلقهم إزاء ارتفاع تكلفة العلاج التي تصل إلى 127 ألف جنيه استرليني سنويا، قبل أن تتلقى هيئة الخدمات الصحية الوطنية الموافقة السرية من "نيس" على هذه الدواء. فلقد أعطت هيئة الرقابة على الأدوية الضوء الأخضر منذ 5 أسابيع فقط للحصول على الرخصة من وكالة الأدوية الأوربية، وهي عملية عادة ما تستغرق شهورا أو حتى سنوات.

وقال مدير مركز تقييم التكنولوجيا الصحية في "نيس" البروفيسور كارول لونغسون: "بعد واحدة من أسرع تجارب تقييم الأدوية التي نفذتها الهيئة، فإن هذه العلاجات المناعية الجديدة الواعدة للحالات المتأخرة من سرطان الجلد تتيح متسعا أطول من الحياة للأشخاص الذين يعانون من هذا المرض". وأضاف: "العينات والتجارب التي تم فحصها أظهرت نتائج واعدة، فأنا أعرف مزيد من التجارب المستقبلية المستمرة التي ستسفر عن نتائج مشجعة أيضا", ووفقا للصحيفة، فإن نحو 14.500 شخص ممن تم تشخيص حالتهم بالإصابة بمرض سرطان الجلد الخبيث في بريطانيا كل عام، يبقون، في المتوسط، على قيد الحياة لأقل عامين.

وقال استشاري الأورام في مستشفى "رويال مارسدن" في لندن جيمس لاركن، الذي يعالج المرضى بالعقاقير الطبية كجزء من التجارب السريرية: "عندما تستخدم كل من إيبيليموماب ونيفولوماب معا، فإنه من المحتمل زيادة عمر تأثير الدواء، ومنع أي عمليات مختلفة يمكن أن يستخدمها  السرطان للتهرب من نظام المناعة لدينا. وأضاف أن "استخدام هذه الأدوية معا يمثل ضربة مزدوجة يوفر الإجراءات التكميلية، مما يسمح لنا لاستهداف السرطان بشكل أكثر فعالية".

وتابع: "النتيجة الحالية تعرض خيارا جديدا يمكن أن يسيطر بشكل أكبر  وأطول على سرطان الجلد مقارنة باستخدام عقار (إيبيليموماب) وحده، وهذا القرار من (نيس) يعد موضع ترحيب للغاية". ومن المعروف أن الأدوية المعروفة بأنها "مثبطات نقاط التفتيش" تقطع الطريق على  طريق السرطان (الخفي) في الجهاز المناعي. فالعقاران يهاجمان آلية الدفاع السرطانية بطرق مختلفة، ويعطيان إشارة إلى خلايا الجهاز المناعي (تي) تحدد بالضبط المكان المراد مهاجمته.

أما البروفيسور راج تشوبرا من "معهد أبحاث السرطان" في لندن، فأعرب عن سعادته بموافقة (نيس) على هذا المزيج العلاجي المثير  وإتاحته لمرضى سرطان الجلد الخبيث التابعين للهيئة الصحية الوطنية". وقال: "المزج بين نيفولوماب مع إيبيليموماب يعطينا لمحة عن مستقبل علاج السرطان، من خلال قدرته على توجيه جهاز المناعة ضد السرطان وتقديم فوائد طويلة الأمد لبعض المرضى". وأضاف أنه "يمثل خطوة للتغيير في علاج حالات سرطان الجلد المتأخرة، ويقدم أملا للمرضى الذين لديهم حاليا عددا قليلا جدا من الخيارات العلاجية".

وذكر الرئيس التنفيذي للمؤسسة الخيرية لعلاج أمراض الميلانوما (سرطان الجلد) في المملكة المتحدة غيل نوتال، إنه "بمجرد أن يصل سرطان الجلد إلى مرحلة متأخرة، يصبح فتاكا  ويصبح مرضا مهددا لحياة الشخص وصعب علاجه بسبب انتشاره إلى أجزاء أخرى من الجسم". وأضاف أن "قرار اليوم له أهمية كبيرة للمرضى؛ لأنه يعنى لهم القدرة على الحصول على خيار العلاج الذي قد يطيل أمد حياتهم". وتابع: "إتاحة الوصول السريع إلى هذه الدواء الجديد يعتبر عنصرا أساسيا في المعركة ضد السرطان من أجل زيادة معدلات الناجين من المرض في المملكة المتحدة، والتي لا تزال أقل عن العديد من البلدان في أوروبا".

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

تقنيات عديدة يمكن استخدامها للدخول في النوم سريعاً
بعد إقتحام مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة القوات…
التحفيز العميق للدماغ يعيد القدرة على المشي لمريضين مصابين…
إجراء جراحي يعكس أضرار سرطان الساركوما ويعيد استقلالية المرضى
وزير الصحة المغربي يؤكد أنه لا يمكن وضع تشريعات…

اخر الاخبار

دعم ثابت لمخطط الحكم الذاتي ولسيادة المغرب الراسخة على…
وفد مغربي يُشارك في فعاليات حدث رفيع المستوى حول…
2024 سنة تأكيد الطابع الاستراتيجي للعلاقات المغربية الإسبانية
ناصر بوريطة يؤكد أن العلاقات بين المملكة المغربية والعراق…

فن وموسيقى

سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…
منى زكي تؤكد أنها تتأنى دائما في اختياراتها لأعمالها…

أخبار النجوم

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن…
زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
محمد رمضان يُشعل مواقع التواصل بمسابقة وجائزة ضخمة
أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

رياضة

المغربي حكيم زياش لا يمانع الانضمام لصفوف الوداد في…
محمد صلاح ينفي شائعات التجديد مع ليفربول ويؤكد أن…
المغربي أشرف حكيمي ضمن أفضل 100 لاعب لسنة 2024
نجم منتخب البرازيل وريال مدريد فينيسيوس جونيور يفوز بجائزة…

صحة وتغذية

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة

الأخبار الأكثر قراءة

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…
هل تختلف ساعات نوم الأطفال عند تغيير التوقيت بين…
أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات…
حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها