لندن ـ كاتيا حداد
كشفت دراسة جديدة، أنّ النساء اللواتي لديهن أزواج جذابين ومثيرين هن أكثر عرضة لتطوّر اضطراب الأكل، وتظهر الأبحاث التي أجرتها جامعة ولاية فلوريدا أن الزوجات اللواتي يتبعن حمية غذائية بقصد تخفيض أوزانهن هن من يشعرن بأن أزواجهن يبدون أفضل منهن، ووجدوا أن الرجال نادرا ما يكون لديهم الدافع للقيام بذلك، بغض النظر عن مدى جاذبية زوجاتهم.
وبيّن الخبراء أنّ الأبحاث هذه تهدف لتحسين الموارد للنساء اللائي يعانين من اضطرابات الأكل، ويمكن أن تكون تلك المعلومات مفيدة للأزواج ليهتموا بتحسين علاقتهم، وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، طالبة الدكتوراه تانيا رينولدز إنّه "إذا فهمنا كيف تؤثر علاقات المرأة على قراراتها إزاء إتباع حمية غذائية والمتنبئات الاجتماعية لتطوير السلوكيات الغذائية غير الصحية، فإننا سوف نكون أكثر قدرة على مساعدتهن"، حيث بينت النتائج أن الزواج من زوج جذاب جسديا قد يكون له عواقب سلبية للزوجات، وخاصة إذا كانت هؤلاء الزوجات ليست جذابة ".
وأضافت رينولدز أن الأبحاث تبين أن النساء يملن إلى الإفراط في إدراك مدى رغبة شركائهن في أن يكن نحفاء، ونتيجة لذلك، قد يتبعن بشكل غير مناسب نظام غذائي بهدف الحصول على جسم نحيف، وأنّ "إحدى الطرق لمساعدة هؤلاء النساء هي أن التأكيد مجددا على تقدير الذات، وتذكيرهن بأنك جميلة، وأنا أحبك مهما كان وزنك أو نوع جسمك، أو ربما التركيز والتأكيد على نقاط القوة هذه:" أنتٍ ذو قيمة كبيرة لي لأنك شريكة ذكية، وطيبة وداعمة"، ولم يكن هناك حافز إضافي على إتباع نظام غذائي بين النساء اللواتي اعتبرن أنفسهن أكثر جاذبية من أزواجهن، أما بالنسبة للرجال، فإن دافعهم إلى النظام الغذائي كان منخفضًا بغض النظر عن جاذبية زوجاتهم أو من جاذبيتهم أنفسهم.
وتحذر الدراسة، التي نشرت في مجلة "Body Image" من سيناريو تخشى فيه المرأة من بلوغ توقعات شريكها، وهو أمر يحذّر منه مستشارو الزواج، وأفادت رينولدز وزميلها الباحث د. أندريا ميلتزر، أستاذ مساعد بقسم علم النفس في جامعة فرجينيا الاتحادية، بأن فهم العوامل التنبؤية التي تزيد من خطر إصابة المرأة بتطور اضطرابات الأكل والمشاكل الصحية الأخرى يمكن أن تكون إلى مساعدة أوليه لها".
ووجدت الدراسة أن الزيجات تميل إلى أن تكون أكثر نجاحًا ومرضية عندما تكون الزوجات أكثر جاذبية من أزواجهن، وقد فحصت الدراسة 113 من الأزواج الجدد – المتزوجون منذ أقل من 4 أشهر، ومتوسط أعمارهم في نهاية العشرينات، والذين يعيشون في منطقة دالاس - المشهورة بجاذبية سكانها، وأكمل كل مشارك استبيان مطولا يركز جزئيًا على رغبتهم في إتباع النظام الغذائي أو الحصول على جسد نحيل، وشملت بعض الأسئلة، "أشعر بالذنب للغاية بعد تناول الطعام" "أنا أحب أن تكون معدتي فارغة" و"أنا خائف من اكتساب المزيد من الوزن".
والتًقطت صورة لكامل الجسم من كل مشارك وتم تصنيفها على مقياس من واحد إلى 10، وقام فريقان من المقيمين الجامعيين بدراسة الصور، أحدهما في جامعة ميثوديست الجنوبية في ولاية تكساس ركز على جاذبية الوجه للزوجين، في حين نظر آخر في جامعة فرجينيا على جاذبية الجسم، وتفاوت المقيمون في الجنس والتركيب العرقي،
وقالت رينولدز إنّ "الأبحاث تشير إلى أن هناك عوامل اجتماعية تلعب دورًا في اضطراب الطعام لدي المرأة، قد يكون من المفيد تحديد النساء المعرضات لخطر تطور سلوكيات فقدان الوزن الأكثر تطرفًا، والتي ترتبط بأشكال أخرى من الإمراض النفسية، مثل الاكتئاب والقلق وتعاطي المخدرات وعدم الرضا عن الحياة، ومن أجل فهم أفضل الدوافع وراء إتباع نظام غذائي للمرأة، فأن نتائج هذه الدراسة تسلط الضوء على قيمة اعتماد نهج يركز على علاقة الزوجين"، حيث تعتقد رينولدز أن الخطوة التالية للبحث تهدف لاستكشاف ما إذا كانت لدى النساء دوافع أكثر لإتباع حمية غذائية عندما تكون محاطة بأصدقاء إناث جذابات.