لندن - كاتيا حداد
أفاد علماء بريطانيون أن هناك ألاف من النساء اللواتي يعانين من سرطان المبيض، واللاتي يمكن أن يساعدهن هذا العقار الجديد الواعد، وخلصت النتائج الأولى للتجربة أن هذا العقار الجديد، سيقلص الأورام بشكل كبير لدي المرضى، في المراحل النهائية للمرض، ولم يكن لدى هؤلاء النسوة أي خيارات علاجية أخرى، إلا أن الأطباء يقولون إن من شأن هذا العقار، أن يطيل عمرهن لمدة ستة أشهر أو أكثر.
وعلى عكس معظم العلاجات السرطانية الشاقة، لا يوجد لهذا العقار سوي بعض الآثار الجانبية القليل، لا يسبب هذا العقار فقدان الشعر، أو التعب الشديد أو خطر العدوى، وهذا يعني أن المرضى سيتمتعون بحياة أفضل، وسيكشف فريق من الباحثين البريطانيين، السبت النقاب عن النتائج الأولية لتجربة طبية مستمرة، في أكبر مؤتمر للسرطان في العالم في شيكاغو.
وسيتم الكشف عن هذا العقار، والمعروف باسم BTG945، والذي قلص الأورام السرطانية بشكل ملحوظ، لدى سبعة نساء من 15 امرأة، ومن غير المألوف أن يظهر أي علاج للسرطان هذه النتائج الواعدة في وقت مبكر جداً في التجربة، فقد وصف فريق الأطباء والعلماء بمعهد أبحاث السرطان في لندن هذه النتائج بأنها "نادرة" و "واعدة جدًا".
يتم تشخيص مرض سرطان المبيض لدي7.400 امرأة في المملكة المتحدة كل عام، والذي ينجم عنه حوالي 4.100 حالة وفاة، جاءت معدلات البقاء على قيد الحياة أقل بكثير من الأنواع الأخرى من السرطان، حيث تسنى لثلث المرضى الفرصة للعيش لمدة عشر سنوات، وغالبا ما يتم تشخيص المرض في وقت متأخر، عندما ينتشر بالفعل إلى أعضاء أخرى بالجسد، والعديد من النساء يعانون من أعراض غامضة وغالبا ما تشخص خطأ على أنها متلازمة القولون العصبي أو في بعض الحالات، بدء انقطاع الطمث.
تعاني السيدة ماريان هيث، البالغة 68 عامًا، من سرطان المبيض، مما تسبب في انتشار الأورام إلى ظهرها ومعدتها، ولقد تم تشخيص السيدة هيث في عام 2011، وأجريت لها جراحة كبيرة، وخضعت للعلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي - والتي أخفقت جميعها في وقف هذا المرض اللعين.
ولكن منذ بدء العلاج مع الدواء الجديد في شهر سبتمبر، تقلصت كل أورامها بشكل كبير، وحُقنت هذه الجدة بالعلاج الوريدي في مستشفى رويال مارسدن في لندن، يقول الأطباء الآن أن "حالتها مستقرة"، وعلى الرغم من أن الورم في ظهرها قد بدأ ينمو مرة أخرى، إلا أنهم يأملون في علاجه بالعلاج الإشعاعي.
وقالت السيدة هيث: "لم يكن لدي أي خيارات أخرى للعلاج، لذلك شعرت أن هذا هو خياري الوحيد، أنا مسرورة جداً، فلن أتعرض إلى أي آثار جانبية مزعجة مستقبلاً، لقد كان هذا أفضل علاج حتى الآن، لقد غمرتني الفرحة عند سماعي أن التحاليل تبدو أفضل، وأريد فقط أن أسيطر على هذه الأورام حيث يمكنني التمتع بحياتي".
يُحقن الدواء عن طريق الوريد على هيئة 12 جرعة كل أسبوعين، يقدر هذا العقار على اختراق الأورام عن طريق تحوله إلى حامض الفوليك - وهو فيتامين طبيعي مفيد بشكل خاص للنساء الحوامل، تستجيب أورام سرطان المبيض بشكل خاص لحامض الفوليك، وهذا التحول يُمكن من دخول الخلايا ومهاجمتها.
وهذا يعني مهاجمة الخلايا السرطانية وحدها دون الخلايا الصحية السليمة المحيطة، وهذا هو السبب في أن هذا العلاج يسبب عدد قليل جداً من الآثار الجانبية، وقال الدكتور عدي بانيرجي من معهد أبحاث السرطان: "إن النتائج التي شهدناها في هذه التجربة جاءت واعدة جدًا، إن جمال هذا الدواء يكمن في أنه يستهدف الخلية السرطانية، وهذا يعني آثار جانبية أقل، مما يجعله علاج لطيف لمرضى سرطان المبيض".