الرئيسية » صحة وتغذية
المواد الكيميائية الموجودة في البلاستيك

لندن ـ كاتيا حداد

توصّلت دراسة حديثة صدرت هذا الأسبوع إلى أن 90% من العلامات التجارية الخاصة بالمياه المعبأة، الأكثر شعبية في العالم، تحتوي على قطع من اللدائن الدقيقة صغيرة بما يكفي ليتم امتصاصها بأجسامنا، وأشارت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إلى أن منظمة الصحافة "أورب ميديا" وجهت بحثًا إلى علماء من جامعة نيويورك في فريدونيا الأميركية لفحص ودراسة العلامات التجارية الخاصة بالمياه المعبأة في زجاجات، وكانت التركيزات الموجودة تصل إلى 10000 قطعة بلاستيكية لكل لتر من الماء.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية في الآونة الأخيرة أنها ستقوم بمراجعة المخاطر المحتملة للبلاستيك الموجود في مياه الشرب، وبالرغم من أنه تم الاتصال بشركات المياه المعبأة فإنها ادّعت جودة وسلامة منتجاتها.
إن ما يدعو للقلق هو أن المواد الكيميائية السامة في حياتنا اليومية المعروفة باسم "زينوإستروجينات"، الموجودة في البلاستيك، ومستحضرات التجميل، والمناديل الصحية، وحتى مياه الصنبور يمكن أن تحاكي هرمون الإستروجين وترتبط ليس فقط بالموت المبكر ولكن أيضا مشاكل الإنجاب، صعوبات التعلم وحتى السرطان.

ووفقا لدراسة أجريت في الشهر الماضي من جامعة إكزتر في إنجلترا، نشرت في مجلة "BMJ Open" العلمية، فإن 90 في المائة من المراهقين تحتوي أجسامهم على هذه المواد الكيميائية الموجودة في البلاستيك والتي تشمل مواد "Bisphenol-A" أو "BPA "، الموجودة في الحاويات البلاستيكية وزجاجات المياه وبطانات الأطعمة والمشروبات المعلبة.ووجدت دراسة أجريت في العام 2016 أن اثنتين من أصل ثلاث أغذية معلبة تحتويان على مركبات "BPA" الضارة.

وأشارت أحدث النتائج من هذه الدراسة في جامعة إكستر إلى وجود دليل نمو متزايد من الآثار الضارة لجزيئات البلاستيك بشكل مرعب، كما وجد مسح أجرته المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض أن 93 في المائة من السكان في أجسامهم كميات هائلة من مركبات BPA.

تقول الدكتورة تشانا جاياسينا، وهي محاضرة ومستشارة في علم الغدد الصماء الإنجابي في إمبريال كوليدج في لندن: "لا نعرف سوى القليل عن مثل هذه المركبات التي احتوت عليها المواد الكيميائية، لكن تعرضنا المتزايد لها يشكل مصدر قلق".

تضيف الدكتورة جاياسينا أن "خطر وجود هذه المواد الكيميائية بأجسامنا تسبب اختلالا للغدد الصماء وهو أمر هائل ونحن في بداية تعلم تأثراتها السلبية.. إن ما يقلقني هو أنه بحلول الوقت الذي نتوصل لإجراء أبحاث واسعة عن تلك المواد قد يتسببون في أمراض لا نعرف عنها شيئا".

وأشارت الدكتورة جاياسينا إلى بعضا من الأشياء التي يمكن أن بوسعنا أن نقوم بها وأولها أن نبدأ بتحديد مصادر تلك المركبات في حياتنا واتخاذ خطوات بسيطة للتخلص منها.
تقول الدكتور جاياسينا إن "الكيماويات في اللدائن تتصرف مثل هرمون الإستروجين في أجسامنا عندما تصل إلى مجرى الدم".

ووفقا لوكالة معايير الغذاء (FSA)، يوجد تشريع أوروبي يضع حدا أقصى على مركبات BPA من اللدائن، لكن السلطات الأوروبية تعيد طرح مثل هذه المخاطر بسبب المعلومات العلمية الجديدة الناشئة عن مخاطر مثل هذا التعرض.

إن مركبات "BPA" و"xenoestrogens" الأخرى لا تؤثر فقط على معدتنا بل أيضا على أنظمتنا التناسلية، وتوضح الدكتورة جاياسينا أن "أعداد الحيوانات المنوية لدى الرجال تناقصت بشكل كبير خلال العقد الماضي، ونحن الآن نتطلع إلى العلاج الذي يمنع امتصاص المواد الكيميائية من عبواتنا الغذائية وأطعمتنا ومياهنا".

تقول الدكتورة سارة جوتفريد، طبيبة أمراض النساء في الولايات المتحدة، ومؤلفة كتاب "The Hormone Cure" وكتاب جديد بعنوان "Younger: The Breakthrough Programme to Reset our Genes and Reverse Ageing": "إن العديد من المشاكل مرتبطة ارتباطا مباشرا مع مركبات BPA من زيادة الوزن إلى مشكلات بطانة الرحم وسرطان الثدي"، في حين أن بعض الشركات تقوم بتسويق المنتجات البلاستيكية بأنها "خالية من مادة BPA"، فإن المواد الكيميائية البديلة، المعروفة باسم BPS وBPF، قد تكون بنفس الخطورة.

ووجدت دراسة أجرتها جمعية الغدد الصماء في الولايات المتحدة في أبريل/ نيسان من هذا العام أن التعرض لبكتيريا BPS يمكن أن يزيد من عدوانية سرطان الثدي، وتوصل بحث نُشر في

مجلة Health Perspectives في عام 2015 بشأن 32 دراسة حول هذا الموضوع ووجدت أن جميع المواد الكيميائية الثلاثة كانت مسببة لعوامل الاضطراب المرتبطة بمشاكل مثل زيادة الوزن والمشكلات التناسلية.

يقول الدكتور جوتفريد: "الحرارة، استخدام الميكروويف، استخدام غسالة الصحون، أو ترك زجاجة مياه بلاستيكية تحت أشعة الشمس يمكن جميعها أنا تشكل خطرا بالإضافة إلى المركبات الضارة"، لذلك تنصح بتجنّب إعداد طعامك بالميكروويف أو أثناء وجود الطعام في حاويات بلاستيكية.
وتنصح باستخدم زجاجات المياه المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ حيث يمكنك طهو الطعام وتخزينه في الزجاج أو السيراميك أو الفولاذ المقاوم للصدأ واستخدام السيراميك المليء بالزجاج أو الميكروويف الآمن.
كما تقترح الدكتور جوتريد: "إذا كان من الضروري استخدام حاويات بلاستيكية، لا تعرضيها للحرارة كما حاول تجنب الأطعمة المعلبة أو شطف الطعام الذي تأكله منها بعناية".تقول الدكتورة جاياسينا إن "الكيماويات موجودة في مواردنا المائية والفواكه والخضراوات بفضل استخدامها في الزراعة".

ففي الوقت الذي تم فيه حظر استخدام مبيد الآفات الذي يثبت تأثيره على تعطيل الهرمونات، وفقًا لما ذكرته رابطة "Soil Association"، لا يزال يتم استخدام مادة كيميائية مماثلة تعمل

ببروتينات "xenostrogen" مرتبطة بسرطان الثدي والسمنة وتوجد في المبيدات الحشرية للحديقة تسمى Round Up، متاحة بشكل شائع في مراكز الحدائق والسوبر ماركت.
إنها واحدة فقط من العديد من المبيدات الحشرية التي لا تزال تستخدم في بريطانيا والتي تصنع من مواد كيميائية ذات تأثيرات تعطل في الغدد الصماء، وهي بقايا تتراكم في مياه الصنبور والأنهار وتبقى على قشرة الفواكه والخضراوات وتؤثر على الأعضاء التناسلية للإناث.

ويقترح الدكتور جوتفريد شرب الماء المفلتر، إذ تستخدم فلاتر الكربون مثل "بريتا" لامتصاص الشوائب والملوثات وهي رخيصة الثمن، كما أن قنينة "Fill & Go" الجديدة خالية من مادة BPA.

يمكن للمرشحات العكسية إزالة المزيد من المواد الكيميائية لكنها تتطلب تركيبها في الحنفيات في المنزل ويمكن أن تكون باهظة الثمن.

يقول المعالج الغذائي دانيال أوشانيسي، مدير مركز بوديمايا الصحي، إنه بإمكانك إزالة المبيدات من قشرة الفاكهة والخضراوات عن طريق نقعها في الماء مع ملعقة من خل التفاح أو باستخدام منتج مثل Veggie Wash قبل الطهو.

يمكنك أيضًا التحقق من مواقع الويب، مثل "Environmental Working Group"، من أجل معرفة قائمة من الفواكه والخضراوات الأكثر تلوثًا بالمبيدات الحشرية على الأقل.
فكر مرة أخرى في المرة المقبلة التي تستخدم فيها بطاقتك الائتمانية. يقول الدكتور جوتفريد إن "الطلاء اللامع على الإيصالات يمنحك جرعة من مادة BPA في كل مرة تلمسها ونعرف أن الجلد يمتص هذه المواد الكيميائية تقريبًا".

وتسعى فرنسا في الوقت الراهن إلى فرض حظر على نطاق الاتحاد الأوروبي حتى وصول الإيصالات التي تحتوي على BPA وفي فرنسا، أصبحت معظم الإيصالات بدون BPA.
وتشمل المصادر الورقية الأخرى للويستروجينات الاصطناعية الفوط الصحية والسدادات القطنية التي تحتوي على xenoestrogens تسمى الديوكسينات المرتبطة بالخصوبة والمشكلات المناعية وبطانة الرحم والمناديل.

ويقترح الدكتور جوتفريد: "ابحث عن المناديل الصحية العضوية أو الخالية من الديوكسينات والسدادات القطنية التي لم يتم تبييضها أو صبغها مثل Natracare واختار المناديل غير المنسوجة وغير المطلية (أو استخدم القماش بدلاً من ذلك)"، كما يستخدم BPA في البلاستيك المواد التي تصنع منها الحشوات المركبة.

وجدت دراسة أجريت عام 2010 ونشرت في مجلة طب الأسنان Hygeine أنه تم العثور على BPA في لعاب كل المرضى الذين شملهم الاستطلاع وفي بحث آخر في عام 2012 نشر في مجلة Paedricsrics وجد أن الأطفال لديهم حشوات في أسنانهم مصنوعة من مادة تحتوي على BPA وكانت لديهم مشاكل سلوكية أكثر مقارنة مع أقرانهم.

ويوضح طبيب الأسنان جيمس غولنيك: "الحشوات المركبة هي الأقل كلفة (حوالي 200 جنيه إسترليني للسن) من جميع الحشوات بعد الزئبق، ولأن الزئبق لديه الكثير من المخاطر المؤكدة، يختار العديد من الأشخاص المركب ولكن في حين أن العديد منها يحتوي على مواد كيميائية من BPA، فمن الممكن الآن طلب حشوات مركبة خالية من BPA".

بدلا من ذلك، لن يحتوي البورسلين على مواد كيميائية سامة، وهو لون الأسنان وأكثر دواما من المركب وحوالي 500 جنيه إسترليني للسن.

إذا لم يكن الحشو مرئيا فإن أفضل خيار هو الذهب لأنه يدوم للأبد، هو أكثر لطفاً في أسنانك، كما أنه لا يحتوي على مواد كيميائية سامة ولكن يتكلف نحو 800 جنيه إسترليني، فيكون الثمن باهظاً.

مضيفا: "ما زلت لا أوصي بإزالة حشوات البلاستيك بسبب تأثير BPA حيث إن عملية الإزالة لا تؤدي فقط إلى تلف المزيد من أنسجة الأسنان، بل يمكن أن تؤدي إلى تفاقم إطلاق المزيد من المواد الكيميائية".

يمكن لأحمر الشفاه الذي لا يمكنك العيش بدونه أن يزيد من الاخطار. في تسعينات القرن الماضي، تم تحديد المواد الكيميائية المعروفة باسم البارابين (أسماء شائعة تشمل ميثيبارابين وبوتيلابابن) وهي موجودة في كريمات الجسم، وأحمر الشفاه، والشامبو وغيرها الكثير من الكزينوإستروجينات وفي عام 2004، عثرت عليها الباحثة البريطانية فيليبا داربري في خلايا سرطان الثدي.

وبالمثل، فإن المواد الكيميائية المعروفة باسم الكبريتات لها أيضا تأثير مماثل على الجسم مع الأسماء الشائعة مثل كبريتات لوريل الصوديوم وكبريتات لوريث الصوديوم - الشائعة في الشامبو ومنتجات الجسم.

يقول الدكتور جوتفريد: "تجاهل الإعلانات التي تشير إلى أن المنتجات خالية من المواد الكيميائية، أو أنها طبيعية، أو مخصصة للبشرة الحساسة، حيث لا يوجد لها أي معنى محدد".
وبدلا من ذلك اختر المواد العضوية إذا استطعت للعناية بالبشرة وفي اختيار المكياج.

تمتلك كل من العلامات التجارية "Naturisimo" ،"MYPure" "Red and Green People" نطاقات عضوية فعالة بدون بارابين أو كبريتات، ويقوم الآن مصنعو منتجات التجميل والشعر بإنتاج مواد دون كبريتات أو خالية من البارابين.

يقول الدكتور جوتفريد: "يحتوي العديد من العطور التجارية والشموع المعطرة على الفثالات، وهي عبارة عن مجموعة من المواد الكيميائية التي توجد في عدد كبير من المنتجات المنزلية

الشائعة مثل الشامبو ومزيلات العرق وغسيل الجسم وجل الشعر وبخاخات الأظافر وملمع الأظافر".

لا شك في أن المواد الكيميائية الفثالات هي أحد العوامل الرئيسية في عدم القدرة على إنقاص الوزن الناجم عن هيمنة المواد الخطرة".

ولا تزال الأبحاث حول تأثيرات الفثالات مستمرة، لكننا "نعرف أنها تسبب تشوهات خلقية في الأجنة الذكورية، وترتبط بضعف جودة البيض وانقطاع الطمث المبكر لدى النساء وقد تكون مرتبطة أيضًا بسرطان الثدي والسكري من النوع الثاني".

ابحثي عن مستحضرات التجميل الخالية من الفثالات والشموع غير المُنشقة المصنوعة بشكل مثالي من شمع الصويا. تعتبر الزيوت العطرية عالية الجودة في الماء المستخدمة مع موقد الزيت بديلاً رائعاً للشموع المعطرة.

3 نصائح إضافية للمساعدة على التخلص من المركبات الضارة للبلاستيك
يقول دانيال أوشونسي، وهو معالج غذائي في مركز بودهيمايا الصحي في لندن، إن تدابير أسلوب الحياة البسيطة يمكن أن تساعد في التخلص من المركبات الضارة للبلاستيك.

1. أكل بذور الكتان
يمكن أن يؤدي الإمساك إلى اختلال التوازن الهرموني عن طريق إبطاء مرور الهرمونات من الطعام والماء عبر القناة الهضمية وتحتوي بذور الكتان على الألياف التي تساعد.
جرب ملعقة طعام في الليل في كوب من الماء ثم أضيفها إلى العصائر

2. تناول المزيد من القرنبيط
تساعد الخضراوات الصليبية مثل البروكلي والقرنبيط على إزالة السموم من الكبد.

3. مادة بروبايوتك 
سيساعد هذا على توازن الميكروفلورا المفيدة في أمعائك التي يمكن أن تساعد في زيادة الحركة، لذلك يمكنك التخلص من السموم بشكل أسرع.

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

تقنيات عديدة يمكن استخدامها للدخول في النوم سريعاً
بعد إقتحام مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة القوات…
التحفيز العميق للدماغ يعيد القدرة على المشي لمريضين مصابين…
إجراء جراحي يعكس أضرار سرطان الساركوما ويعيد استقلالية المرضى
وزير الصحة المغربي يؤكد أنه لا يمكن وضع تشريعات…

اخر الاخبار

إحباط عملية تهريب دولية للمخدرات في ميناء طنجة المتوسط…
مُباحثات مغربية بحرينية لتعزيز التعاون في مجالات التنمية الاجتماعية
الحكومة المغربية تُصادق على تُعين المهندس طارق الطالبي مديراً…
وزير العدل المغربي يُقدم أمام مجلس الحكومة عرضاً في…

فن وموسيقى

لطفي بوشناق يقدّم أغنية لبيروت ويتضامن مع المدينة الجريحة…
سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…

أخبار النجوم

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن…
زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
محمد رمضان يُشعل مواقع التواصل بمسابقة وجائزة ضخمة
أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

رياضة

محمد صلاح بين الانتقادات والإشادات بسبب صورة عيد الميلاد…
المغربي حكيم زياش لا يمانع الانضمام لصفوف الوداد في…
محمد صلاح ينفي شائعات التجديد مع ليفربول ويؤكد أن…
المغربي أشرف حكيمي ضمن أفضل 100 لاعب لسنة 2024

صحة وتغذية

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة

الأخبار الأكثر قراءة

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…
هل تختلف ساعات نوم الأطفال عند تغيير التوقيت بين…
أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات…