واشنطن ـ رولا عيسى
كشفت دراسة جديدة أن إزالة أحد البروتينات التي تتسبب في نمو الأورام "السرطانية"، يكبح جماح "سرطان الثدي" في مهده.
وتمكن العلماء من تحديد الجزء الرئيسي لبروتين "دوك 4"، الذي يتسبب في نمو الأوعية الدموية للأورام الخبيثة وانتشارها في الدماغ، وهو عضو شائع لنمو أورام "سرطان الثدي" الثانوية.
وتوصل العلماء إلى أنه من خلال حجب البروتين، يتباطأ تشكل جزء معين من الأوعية الدموية، مما يعني نمو الأورام "السرطانية" بمعدل أبطأ، ووقف انتشار "سرطان الثدي" إلى أجزاء أخرى من الجسم.
وأوضحت الدكتورة جورجيا مافريا من جامعة "ليدز"، أن الاكتشاف يمكن أن يساعد في تطوير عقاقير جديدة وتحديد الأشخاص المعرضين لخطر انتشار "سرطان الثدي".
وأفادت الدكتورة: "نريد أن نفهم كيف تتشكل هذه الأورام وتنمو، لكننا لا نزال بحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لوقف نمو هذه الأورام تماما".
وأضافت: " يعطي هذا الاكتشاف مؤشرًا مهمًا على كيفية تأثير البروتين على نمو أورام الثدي الثانوية في الدماغ، كما يساعد هذا الاكتشاف الخبراء على التنبؤ بأي مريض قد يتعرض لخطر انتشار سرطان الثدي، فضلًا عن تطوير عقاقير لمنع نمو الأورام الثانوية".
واكتشفت مافريا وفريقها، وجود تركيبة معقدة من نوعين من البروتينات ذات الصلة وهما "دوك 4" و"دوك 9"، ويعتبران حاسمان في تشكيل التجويف، وهي مساحة في وسط الأوعية الدموية التي يتدفق الدم من خلالها.
وذكرت أن تباطؤ سرعة تشكيل التجويف، يحد من تغذية الأورام "السرطانية" بفعالية من خلال الأوعية الدموية، مشيرة إلى أن انتشار "سرطان الثدي" يؤدي إلى وصوله إلى أجزاء أخرى من الجسم من خلال تشكيل يجبر أوعية دموية جديدة على تزويد الأورام "السرطانية" بالمواد المغذية والأكسجين مما يساعدها على النمو، وتصبح كتلًا خبيثة يصعب علاجها.
وصرّح الباحث من معهد "أبحاث السرطان" الذي شارك في تأليف الدراسة كريس مارشال: " تكشف دراستنا رؤى جديدة في كيفية التحكم في عملية تشكيل الأوعية الدموية المعقدة، ويؤدي هذه الاكتشاف إلى إتباع نهج جديدة لمنع وصول الدم إلى الأورام والخلايا السرطانية الثانوية".
وتابع: "إذا تمكنا من إيجاد طرق جديدة للحد من تدفق الدم إلى الأورام، سنكون قادرين على العثور على طرق جديدة لإبطاء معدل نمو السرطان في المستقبل".
وأفاد الدكتور ماثيو لام، من معهد "علاج سرطان الثدي": "ستساعدنا هذه النتائج في أحد الأيام على تحديد المرض بشكل أفضل وعلاج المرضى المعرضين لخطر انتشار سرطان الثدي إلى المخ، وهو موقع شائع لانتشار الأورام الخبيثة".
ويودي "سرطان الثدي" بحياة 12 ألف امرأة في بريطانيا كل عام، ويساعد معرفة ما يحدث من الناحية العلمية على المستوى الجزيئي، مثل الدور الذي لعبته بروتينات "دوك"، في إيجاد طرق لمنع انتشار الأورام الثانوية، وحماية النساء التي تموت بسبب هذا المرض في نهاية المطاف.
وتم إجراء هذه الدراسة على الفئران، لذلك هناك الحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث، لمعرفة إمكانية تطوير عقاقير تستهدف هذا الجزيء، وفعالية هذا النهج في علاج الناس المصابين بمرض "السرطان".