الرئيسية » أخبار الثقافة والفنون
تحوّلات الطّفولة والمعمار وحرارة الألوان أبرز سمات أعمال الفنان التشكيلي محمد السرغيني

الرباط – المغرب اليوم

تُعيدنا لوحات الفنان التشكيلي المغربي الرّائد محمد السرغيني (1923/ 1991)، بسبلها التعبيرية وتناغمها التشخيصي واللّوني، إلى جريان الحكايات المرتبطة بالأمكنة والنّاس وبتشكيلات جمالية تضمّ نسيجاً يمتح من الموروث، ممّا يجعل لوحاته الانطباعية ذات قيمة حسيّة وروحية، تُحيلنا صوب دروب الهويّة واسترجاع الماضي بثرائه وأشيائه وتفصيلاته.
ويرجع التكوين الفني للسرغيني إلى سنوات 1942/ 1947 بسان فرناندو بمدريد، حيث حصل على شهادة الأستاذية بكفاءة في الفنون الجميلة. كما حصل على منحة من أجل الاشتغال على مناظر مدينة غرناطة في بداية الخمسينيات.
عُرف عن الفنان ابن العرائش، الذي يقدّم نصاً تشكيلياً متكاملا، اهتمامه الشديد بالفنون التقليدية. فضلا عن أدواره الهامّة في مغربة التّعليم الفني بمدرسة الفنون بتطوان. وهذه الجاذبيّة وهذا الاهتمام والالتزام الجمالي جعلاه يحثّ العديد من الفنّانين على ضرورة استحضار التّراث واستثمار ضفافه في تشخيص الأعمال الفنية وفق مرجعية نظرية تعمل على تأصيل وتفعيل قيمة اللّوحة المغربية.

إقرأ أيضا:

إفتتاح الدورة 31 من المهرجان الوطني للشعر المغربي في شفشاون بدعم من وزارة الثقافة
وإذا جلنا بين لوحات السرغيني، الذي يعدّ أوّل مغربي يدرس الفنون الجميلة بطريقة أكاديمية، فإنّنا نجد متناً بصريّاً يتعدّد في مظاهره ويتكامل، رابطاً ما بين التّجريد وقضايا حياتية يومية، مستعيداً عبره الفنّان رحابة اللون في أصله ونبعه ما بين العرائش وتطوان وغرناطة وغيرها من الأمكنة، التي تنهض في لوحاته بأسلوبه الخاص والمميّز، معيداً ذكريات وتفاصيل تغني من استعارات اللوحة، وتقف بالمتلقّي بين تناسق الموضوع وتآلفه.
بين الرّسم التجريدي والنّحت والحفر كان السرغيني، الذي عيّن سنة 1957 مديراً للمدرسة الوطنية للفنون الجميلة بتطوان، والذي يجيد عدّة لغات، يشقّ دروبه ويصغي عميقاً ببصره وبصيرته إلى تحوّلات الطّفولة والمعمار والوجوه والخطوط وحرارة الألوان وجاذبيتها، ليصبّ كل هذا في دلالة واحدة، وهي انبعاث عمل فنيّ مستقيم الأركان مكتمل البناء، يشكّل أثراً جمالياً فريداً.
في خصائصه اللّونية والتخييليّة وتيّاره التعبيري ولوحاته الزّيتيّة كان السرغيني، الذي يضاعف انتباهنا إلى أعماله، يجسّد بثقافته الفريدة تناغماً حيّاً بين تحوّلات التّشكيل وزوايا نظره المختلفة، الشّيء الذي يجعل لوحاته تتّسع على مخزونه البصري وانفعالاته الدّاخليّة وهواجسه الفنيّة.
كما يذهب الفنّان بشفافية مطلقة بالفكرة صوب جوهرها، إن على مستوى البناء أو اللّمسة أو المؤشّرات الجمالية، موقظاً فينا الحنين مرّتين إلى كنوز الماضي، وجاعلا الحياة تسرد علينا حكاياتها، وحواسّنا تتطلّع إلى فهم الآليات الاجتماعية على قماش اللّوحة، بعدما يدعونا مجدّداً إلى الإصغاء إلى سيرة أثره الفنّي في بساطته وعمقه التعبيريين.

قد يهمك أيضا:

مجموعة "ناس الغيوان" تُمتع الجمهور في مهرجان الثقافة الأمازيغية في فاس

معرض يعيد قصر الملكة فيكتوريا إلى الحياة بتقنية الواقع الافتراضي

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

رحيل شاعر الملحمة السوداني هاشم صديق
الدكتورة هبة القواس تتحدث عن حفلها الفني الثقافي الخيري…
خطاط كسوة الكعبة المشرفة يحرز المركز الأول في ملتقى…
انتظارات مدنية لتحقيق "القراءة للجميع"
المستشارة هالة الطويل تُطالب "اليونسكو" بعدم التزامها الصمت وإدانة…

اخر الاخبار

دور فاعل وحيوي للمغرب في الاتحاد الإفريقي سنة 2024…
إحباط عملية تهريب دولية للمخدرات في ميناء طنجة المتوسط…
مُباحثات مغربية بحرينية لتعزيز التعاون في مجالات التنمية الاجتماعية
الحكومة المغربية تُصادق على تُعين المهندس طارق الطالبي مديراً…

فن وموسيقى

لطفي بوشناق يقدّم أغنية لبيروت ويتضامن مع المدينة الجريحة…
سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…

أخبار النجوم

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن…
زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
محمد رمضان يُشعل مواقع التواصل بمسابقة وجائزة ضخمة
أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

رياضة

المغربي أيوب الكعبي ضمن قائمة أفضل هدافي الدوريات الأوروبية
محمد صلاح بين الانتقادات والإشادات بسبب صورة عيد الميلاد…
المغربي حكيم زياش لا يمانع الانضمام لصفوف الوداد في…
محمد صلاح ينفي شائعات التجديد مع ليفربول ويؤكد أن…

صحة وتغذية

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة

الأخبار الأكثر قراءة

رحيل شاعر الملحمة السوداني هاشم صديق
الدكتورة هبة القواس تتحدث عن حفلها الفني الثقافي الخيري…
خطاط كسوة الكعبة المشرفة يحرز المركز الأول في ملتقى…
انتظارات مدنية لتحقيق "القراءة للجميع"