القاهرة ـ محمد الشناوي
عثر علماء الآثار ضمن مشروع "مسح جبل السلسلة" في مصر على أضرحة مخصصة للنبلاء تحتوي على تماثيل المشرف على شمال السودان نفرخوي وزوجته رورستي، ووجد العلماء تجاويف منحوتة شُيّدت كنصب تذكاري لعائلات النخبة ودفنت في طمي النيل في صعيد مصر.
وأفاد المدير المساعد لمشروع مسح جبل السلسلة جون وارد والذي اكتشف التماثيل أن نفرخوي أشرف على Medjay والتي تقع حاليًا في شمال السودان منذ حوالي 3500 عامًا عندما كان الفرعون تحتمس الثالث هو الحاكم، وتعرضت التجاويف المنحوتة والتماثيل للعناصر الطبيعية لمدة 1500 عامًا على الأقل، وعلى الرغم من ذلك كانت المكتشفات في حالة لا تصدق.
وأضاف وارد لمجلة "لايف ساينس" تعتبر تجربة مشاهدة وجوه التماثيل وهي تنظر إليك تجربة لا يمكن أن توصف بكلمات"، ووجد العلماء حوالي 32 نصبًا تذكاريًا على طول نهر النيل في موقع التنقيب وهو المنطقة التي أخذت منها كتل الأحجار الرملية المستخدمة في بناء المعابد في مصر.
ويعتقد الباحثون أنها كانت مكانًا لأفراد العائلة وغيرهم ممن يؤدون المناسك على الرغم من عدم العثور على أي بقايا بشرية داخل الأضرحة أو حول المنطقة المكتشفة، وأضاف وارد " لا نعرف لماذا اختارت 32 أسرة جبل السلسلة لدفن نصبهم التذكارية"، وكان أحدث تمثالين مكتشفين محفوظين بشكل جيد، وأحدهما يجسّد المالك وزوجته يجلسان جنبًا إلى جنب على كرسي، ويبدو الرجل مرتديًا شعرًا مستعارًا حتى الكتف، ويمر ذراعه عبر صدره، بينما تمرر زوجته ذراعها حول ظهره والذراع الآخر على بطنها.
وكانت المنحوتات الأخرى للزوجين Neferkhewe و Ruiuresti واثنين من أطفالهم إلا أن وارد يعتقد أن لديهم أطفال أخرين بسبب وجود منحوتات لأطفال يقدمون العروض والعطايا لآبائهم، ويعد اكتشاف Neferkhewe وعائلته حدثًا ذا أهمية دينية كبيرة، وأضاف وارد " ومن الأمور المحورية فى الدين الحفاظ على اسم الفرد، فبدون اسم لن يكون له هوية في الحياة الآخرة وبالتالي يصبح لا وجود له".
وبيّن وارد أن نطق لفظ اسم Neferkhewe للمرة الأولى خلال 2000 عام على الأقل يمنحه الخلود الذي كان يحلم به، وذكرت مديرة مشروع بعثة المسح ماريا نيلسون "استطعنا تقديمهم للحياة مرة أخرى".
وتمنح هذ التماثيل الباحثين فكرة عما كانت تبدو عليه هذه العائلة من حيث شكل وجوههم المستديرة والآذان الكبيرة، وأفاد وارد بأن الاكتشاف يمثل نافذة على حياتهم، ويأمل وارد أن يستطيع وفريقه اكتشاف المقابر الفعلية للعائلة أو أقاربهم في الأقصر أو طيبة.
ولفت وارد إلى أهمية الطقوس في جبل السلسلة والذي يضم معبد صخري مذهل يسمى 'speos,' وهو مشيّد وفقًا لاعتبارات الكشوف والخسوف، ويقيم أهل المنطقة سنويًا احتفالًا في النيل في موقع الحفر ويتم إلقاء كتاب النيل "الإله حابي" في النيل لجلب مياة الفياضانات الغنية إلى مصر. ويخطط وارد وفريقه إلى الاستمرار في ترجمة النقوش المنحوتة في اثنين من التماثيل المكتشفة الجديدة .