الرباط – المغرب اليوم
نفس الشيء يثيره معلق باسم عبدو ويقول: "في مدن الشمال حراس السيارات يفرضون عليك 10 دراهم في الصباح والمساء 20 درهماً، والأكل دون المستوى مع الغلاء الفاحش وانعدام الأمن واحتكار الشواطئ من طرف أصحاب كراء المظلات، في إسبانيا لا توجد مثل هذه الظواهر كما أن الإقامة والأكل أرخص بكثير".
وإلى جانب الغلاء، يبرز معطى التسيب في تدبير مرافق المدن السياحية كإحدى المشاكل التي تؤرق بال السياح المغاربة؛ وهو ما يجعلهم يختارون وجهة خارج البلاد، حيث يسود التنظيم والنظافة والخدمات ذات الجودة العالية.
مليون مغربي إلى إسبانيا
يشير فوزي زمراني، نائب رئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة وصاحب وكالة للسياحة في مراكش، إلى أن الفئة التي تختار قضاء العطل في إسبانيا تتوفر على مدخول يسمح لها بذلك، بحيث يتطلب الأمر سيارة وتأشيرة وعملة صعبة.
ويقدّر زمراني، في حديث لهسبريس، عدد هذه الفئة بحوالي مليون مغربي يتوجهون سنوياً إلى مدن إسبانيا لقضاء العطلة الصيفية بعدما لم تعد المدن السياحية في المغرب تغريهم بعدما زاروا أغلبها من الشمال إلى الجنوب.
أقرأ أيضا :
قائمة بأكثر المقتنيات التي ينساها ركاب الرحلات أثناء مغادرة الطائرة
وعن سبب توجههم إلى الخارج وإسبانيا على الخصوص، يقول زمراني: "هناك يجدون الحرية، فيمكنهم الاستمتاع بالشواطئ وشرب ما رغبوا من مشروبات دون أن يمنعهم أحد، ويمكن للمرأة أيضاً أن تلبس أي لباس بحر تريده".
ويتحدث زمراني عن فئة أخرى من المغاربة تختار قضاء عطلتها الصيفية في تركيا، وتكون مدفوعةً بالعروض المغرية التي توفرها وكالات الأسفار المغربية والتركية؛ ومن بينها عروض لمدة عشرة أيام شاملة في إحدى المدن مثل أنطاليا، بثمن مناسب يناهز 11 ألف درهم لكل فرد.
وما يزيد من الإقبال على هذه الوجهة أكثر عدم اشتراط تركيا الحصول على تأشيرة على المغاربة لدخول أراضيها، كما أن العروض السياحية متوفرة على طول السنة؛ وهو ما يجعلها خياراً مُتاحاً في أي وقت، على الرغم من الارتفاع الطفيف في بعض الأحيان لأسعار الرحلات الجوية.
أما فئة ثالثة من المغاربة، حسب زمراني، فتختار السفر بعيداً، وتكون وجهتها إلى دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى التايلاند وماليزيا وعدد من الدول الأخرى في آسيا.
ويؤكد المتحدث أن مجموع هذه الفئات الثلاث لا تمثل الكثير، ويقول إن "الأغلبية الساحقة من المغاربة تبقى في المغرب لقضاء العطلة، ويتوافدون بكثرة على مدن الشمال، وآخرون في أكادير والصويرة والواليدية، إضافة إلى مراكش".
وحسب زمراني، فإن مراكش تعرف إقبالاً من الأجانب وحتى المغاربة عكس ما يُشاع، ولذلك يؤكد أن المدن المغربية تستقطب حظها من السياح المغاربة بعروض موسمية.
12 مليون سائح
لكن في المجمل، تبقى وجهة المغرب غير مستقطبة لسياح كثر، إذ يشير زمراني إلى أن السياح الأجانب يقدرون بستة ملايين، إلى جانب المغاربة المقيمين في الخارج الذين يمثلون تقريباً نفس الرقم.
ويؤكد نائب رئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة أن هذا الرقم ضعيف ولن يكون في مستوى جيد إلا إذا وصل المغرب في استقطاب 12 مليون سائح أجنبي.
ويرى المتحدث أن تحقيق الهدف سالف الذكر يتطلب عملاً كبيراً لاستقطاب سياح كثر إلى المغرب واستثمار المؤهلات التي يتوفر عليها.
ولا تزال نسبة ملء الأسِرَّة لا تتجاوز 50 في المائة، ما يعني أن الأمر يتطلب مجهوداً أكثر لوصول ضعف العدد المسجل حالياً من السياح لتحقيق نسبة ملء كاملة.
وفي نظر زمراني، فإن القطاع يحتاج إلى استثمار ما توفره الرقمنة والأنترنيت من فرص لجذب سياح أكثر إلى المغرب وتنظيم تظاهرات كبيرة لاستقطاب الأجانب، للتعرف على ما هو متوفر للتخطيط مستقبلاً في العودة.
وإلى جانب ذلك، يؤكد زمراني على عوامل أخرى تلعب أدواراً أساسية في الترويج، وهي الأمن المجتمعي وقلة الاحتجاجات والإضرابات، إضافة إلى الصورة الحقوقية للبلاد في نظر الأجانب.
وقد يهمك أيضاً :
أفعال غريبة يقوم بها المسافرون خلال الرحلات الجوية
شركة بريطانية تقترح خضوع المسافرين لاختبار وزن قبل الرحلات الجوية