سيدني ـ سليم كرم
رَوَت فوبي سميث، مُحرّرة صحيفة "غارديان" البريطانية، تجربتها الخاصة بالسفر إلى جزيرة الكنغر في جنوب أستراليا، إذ قالت: "أرتدى تريفور، المرشد السياحي الذي رافقني طوال الرحلة، جوارب غريبة، كان أحدهما أخضر والآخر أصفر، وحين كنا نسير كان يرتدي شورتا وقميصا باللون الكاكي، على غرار أسلوب ستيف أروني، كانت لديه لحية كبيرة، وقبعة تيلي باللون البني، ونظارات شمسية، وكان ينظر إلى كل شيء في المناطق النائية".
اقر أيضًا : جزيرة الكنغر في أستراليا تعد المكان الأفضل للاستمتاع بالحياة البرية
وأضافت فوبي سميث: "قال تيفور في البداية "اعترفي سيكون من الصعب نسيان هذه الرحلة"، وذلك حين كنا نسير على طول الساحل، الذي تضربه الأمواج وتدخل تحت أقدامنا. كنت في جنوب أستراليا، لكن أستراليا تشتهر بشمالها والذي يوجد فيه كوينزلاند المنطقة التي يوجد فيها الحاجز المرجاني العظيم، وفي نيو ساوث ويلز، توجد دار الأوبرا في سيدني، وفي طريق محيط فيكتوريا العظيم، تمتلك أستراليا سلسلة جبال كيمبرلي الرائعة، وكذلك في الأقليم الشمالي يوجد الأولورو العظيم، لكن ماذا عن الجنوب؟"، وتشير: "في الجنوب توجد جزيرة الكنغر الساحرة، لكنني حين وصلت إلى هناك شعرت بالحماقة، فلا يوجد هناك أي قردة، كنت مقتنعة أن حيوان الكنغر لن يكون له أي جرابات أمامية على الإطلاق. كان هناك بعض الحيوانات الأخرى مثل الكوالا وأسود البحر، والإيكيدنا، كما أنني حجزت رحلة طويلة على طريق ويلدرنس، وهو ممر بطول 61 كم يتبع الساحل الجنوبي الغربي للجزيرة، ولا يوجد شيء سوى المحيط بين هنا وأنتاركتيكا هناك، وعلى طول هذا الطريق حصلت على خدمة جيدة، يمكن أن تسير لمدة 5 أيام على طول هذا الطريق، وهي الفترة التي قضيتها هناك، وستحصل خلالها خدمات تنقل، ووسائل الراحة المرفقة بالحمامات الساخنة، والطعام والوجبات اللذيذة، فلا تحتاج إلى اصطحاب الخيام أو موقد تدفئة".
وأوضحت: "قضيت أول يومين على الطريق أمشي مع تريفور، أقمت طوال الليل في روكي ريفر كامبغراوند، على التلال المرتفعة، وقضيت اليومين مستمتعة بمشاهدة الحياة البرية، والأزقة المغطاة باللون الأحمر، والكثبان الرملية في خليج موبيرتويس، وألسنة اللهب ذات البريق الأحمر في الغابة، وحيوان الكوالا المتعلق في أشجار الكافور، وأنهيت اليوم بمشاهدة غروب الشمس، أسفل قوس الأدميرال، والذي انتفضت منه الخفافيش".
ولفتت: "ومع نهاية اليوم الثالث، ألتقيت عددا كبيرا جدا من حيوان الكنغر، مما أثبت أن إطلاق اسم الكنغر على الجزيرة كان صحيحا، كما رأيت النسر ذا الذيل المدبب، وتجولت بين الصخور البرتقالية المتشققة، كان لديّ شعور مختلط"، وأشارت: "في أحد المواقع، تمكنت من الاستحمام، ورأيت الأوساخ التي كانت على ساقي من الأدغال، على أرض الحمام، وبعدها تناولت العشاء الفاخر، بما في ذلك الخبز بالأعشاب وزبدة العسل من النحل الليغوري في الجزيرة، وكذلك الجبن المصنوعة من حليب الأعنام، بجانب النبيذ الرائع، ومع غروب الشمس جلست على الشرفة أشاهد حيوان التامار يحدق في من بعيد".
وذكرت: "وفي اليوم التالي، أخذت الشنطة التي أحملها على ظهري، وتوجهت إلى المكان الذي كنت فيه في اليوم السابق؛ حيث الشعور بالاسترخاء والانتعاش، رغم الطين والتراب المحيط بي، وجلست على الأرض لألتقط الصور، وظهرت سحلية الحشائش، وبعدها تحركت لرؤية حيوان الكنغر".
واختتمت بقولها: "وفي اليوم الأخير من الرحلة، ألتقيت أليسون باك، حارسة حديقة الكنغر، والتي أوضحت أن السكان المحليين كانوا متشككين بشأن فوائد الحديقة، ورافقتنا خلال رحلة السير، وفي النهاية ابتسمت لتريفور، وجواربه الغريبة الملونة التي لا تزال تومض في ذهني، وفي تلك الأثناء، ظهر أحد الأفاعي، بالتأكيد من الصعب نسيان مثل هذه الرحلة الرائعة، وحينها تأكدت لي كلمات تريفور".
قد يهمك أيضًا
مُصوّرة أسترالية تُحقّق معجزة حقيقية في أعياد الميلاد للأطفال