منى ـ سعيد الغامدي
أكَّد العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز، أن المملكة ستواصل محاربة التطرف والغلو، ومواجهة من وصفهم بـ"الفئة الضالة" التي اتخذت من الدين الإسلامي جسرًا تعبر به نحو أهدافها الشخصية، وتصم بفكرها الضال سماحة الإسلام ومنهجه القويم".
وأشار ملك السعودية، في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه وزير الدفاع سلمان بن عبد العزيز، في الديوان الملكي، الأحد، خلال حفل الاستقبال السنوي لقادة الدول الإسلامية وكبار الشخصيات ورؤساء بعثات الحج، إلى أن "الغلو والتطرف وما نتج عنهما يتطلب منا جميعاً أن نتكاتف لحربه ودحره، فهو ليس من الإسلام في شيء، بل ليس من الأديان السماوية كلها، فهو عضو فاسد ولا علاج له سوى الاستئصال".
وقدّم عبد الله بن عبد العزيز التهنئة إلى الأمة الإسلامية بعيد الأضحى، مضيفًا أن "الحج نموذج واضح لمعنى الأمة الحقة، في أسلوب التآخي والتواد والتراحم فيما بين المسلمين.
وقال "إن دعوة الإسلام الجوهرية تتجلى في هذا التجمع الكبير وفي مكثهم وقد اتحدوا في زمان واحد ومكان واحد، وهو ما يظهر إلى أي حد حرص هذا الدين العظيم على الدعوة إلى العيش في سلام، متفقاً في ذلك مع جوهر الديانات السماوية الأخرى في السعي إلى صيانة الإنسانية من نزق التطرف، وحقن الدم الإنساني الثمين".
وشدد خادم الحرمين في كلمته على أنه "لا سبيل إلى التعايش في هذه الحياة الدنيا إلا بالحوار، فبه تحقن الدماء وتنبذ الفرقة والجهل والغلو، ويسود السلام في عالمنا. وإن الأمل ليحدونا بأن يؤتي مركز الحوار بين أتباع الأديان أكله في دحر التطرف الذي اشتكى منه العالم كله"، داعيا المعلمين والمعلمات أن يهيئوا أبناءهم الطلبة لخوض حياة تقبل الآخر، كذلك الأم بأن تحسن رعاية أبنائها وأن تغرس في نفوسهم "أن الدين الإسلامي دين محبة وتحاور وتعايش لا دين نبذ وبغض".
وبدأ الحفل باستقبال ولي العهد، للرئيس السوداني عمر حسن البشير، والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، والرئيس البنجلاديشي محمد عبدالحميد، والرئيس المالديفي عبدالله يمين عبدالقيوم، ورئيس جمهورية تتارستان رستم مينيخا، ورئيس الحكومة التونسية السابق حمدي الجبالي، والوزير الأول السابق الموريتاني الدكتور مولاي ولد محمد الأغطف، ورئيس البرلمان التركي جميل تشينيك، ورئيس مجلس الشيوخ الباكستاني نير حسين بخاري.