الجزائر - نورالدين رحماني
تربط "جبهة التغيير" ، الحزب ذو التوجه الإسلامي الاخواني في الجزائر والذي أعلن مقاطعته للانتخابات الرئاسية المقبلة في الجزائر ، مسألة الوصول إلى دعم
مرشح ما لهذه الانتخابات بعدد من الاعتبارات التي تراها ضرورية في المترشح الذي تدعمه، خاصة وأن الحزب لن يدخل بمرشح مستقل خلال الانتخابات في 17 نيسان / أفريل بالجزائر.
وقال المكلف بالإعلام على مستوى جبهة التغيير إدريس ربوح ل "المغرب اليوم" أن حزبه مع المرشح الذي يعمل على قيادة البلاد إلى مرحلة انتقالية ديمقراطية، ويستطيع تحقيق التوافق بين التيار الوطني، الإسلامي والديمقراطي، ويحظى بقبول لدى كافة هذه التيارات.
وفي وقت فشلت فيه الأحزاب السياسية المعارضة بالجزائر في الوصول إلى مرشح توافقي للانتخابات الرئاسية القادمة، يبقى خيار دعم جبهة التغيير لمرشح ما لهذه الانتخابات واردا، حيث تتواصل سلسلة المشاورات من أجل تحقيق هذا الهدف، ويقول ربوح لـ"المغرب اليوم" أن الجبهة مع المرشح الذي يقود الجزائر إلى مرحلة انتقالية ديمقراطية بعد 25 سنة من أحداث تشرين الاول / أكتوبر 1988 التي أعقبها فتح المجال السياسي والإعلامي بالجزائر، وتوقيف المسار الانتخابي.
ويرى المتحدث أن المرشح الذي يمكن أن توافق عليه جبهة التغيير لن يكون الرئيس بوتفليقة بأي حال لان المرشح الذي تؤيده الجبهة ، لابد أن يقوم بإصلاح دستوري حقيقي في البلاد، للخروج بدستور لكافة الجزائريين، وأن يقوم بإصلاحات قانونية واقتصادية، منها تعديل قوانين الإصلاحات السياسية التي تم تبنيها سنة 2012، من قانون الانتخابات وقانون الإعلام ، لدعم حرية الصحافة وتحقيق المزيد من التنظيم للحياة السياسية ، الامر الذي لم يقم به بوتفليقة طيلة 15 سنة من حكمه للجزائر بكل اسف .
و أثار المتحدث ملف المصالحة الوطنية، حيث أوضح في هذا الشأن أن الجزائر لم ترق بعد إلى مستوى المصالحة الحقيقية، مما يفرض تعميقها أكثر من أجل طي الملف نهائيا، وبالإجمال تمكين الجزائريين بصفة عامة من استرجاع حقوقهم المدنية والسياسية،
كما ترافع جبهة التغيير لصالح المترشح الذي يفتح النقاش حول الخيارات الاقتصادية بالبلاد، من أجل الانتقال من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد يعتمد على الثروة المنتجة.
وتشترط جبهة التغيير في المرشح الذي تدعمه أن يتمكن من تحقيق التوافق السياسي بالبلاد، وان يقود حكومة تضم مختلف هذه التيارات وبالتالي التحالف بين مختلف التيارات السياسية من خلال الحكومة.
وكان رئيس جبهة التغييرعبد المجيد مناصرة قد دعا مختلف الأحزاب خلال لقاء له أمس الجمعة إلى تجاوز الأنانيات الضيقة والبحث عن توافق وطني يتخطى ما أسماه ب"العراقيل والصد المبرمج".