القاهرة - محمد الدوي
أكد محافظ جنوب سيناء خالد فودة أنه "ليس لدينا أزمة في الأمن"، قائلا: إن المحافظة آمنة تمامًا، والحياة تسير بشكل طبيعي بمجهودات جبارة تقوم بها وزارة الداخلية والقوات المسلحة، بالتعاون والتنسيق مع قبائل البدو الوطنية التي تحمي
الحدود من كل جانب، كما بدأنا في تفعيل لحملات أمنية يومية، تستهدف توقيف كل من لا يحمل "كارت أمني"، يبين سبب وجوده في الأماكن السياحية، كما كان متبع من قبل للحفاظ على شوارعها آمنة، علاوة على الحملات الأمنية المكثفة لمكافحة ظاهرة التحرش بالسائحين والنساء، ونجحت أجهزة الأمن في ضبط 340 فرد مخالف خلال الحملات.
وقال خالد فودة في حديث خاص لـ "المغرب اليوم": إن كل مرحلة خلال مراحل توليه للمسؤولية محافظًا، لها ظروف خاصة بها، فخلال المرحلة الانتقالية في العام 2011 ومنذ بداية توليه، كانت المحافظة تشهد مطالبًا فئوية عديدة تطالب بتوفير فرص للعمل، وزيادة للمرتبات والعديد من المطالب الأخرى، فكان لابد من احتواء الجميع حتى نطلق بالمسيرة، وبالفعل نجحت في ذلك في هذا الوقت ودخلت قلوب المواطنين.
أما المرحلة الثانية لتوليه، فكانت في عهد الدكتور مرسي، فبعد تغير حكومة الجنزوري إلى حكومة هشام قنديل، بدأنا فعلا نفكر في مشروعات تنموية، وعرضنا العديد منها للمشروعات التعاونية مثل مدينة أبو زنيمه، ومطار رأس سدر، ومطار الثور، لتطوير ميناء نويبع وفتحها أمام الحجيج، وللاستفادة من مدينة سانت كاترين في استخدامها الأعشاب الطبية الموجودة في صناعة الأدوية، قمنا بتحويل طابا إلى مدينة، لأنها كانت قرية.
ولكن للأسف بسبب تغيير الوزراء لعدة مرات، وشرح هذه المشاريع في كل مرة، حدث نوع من الاصطدام في إدارة الحكومة حينذاك، والتي أثرت على الفكر الذي كنت أتمنى تنفيذه (أي الفكر التنموي)، والتي كان سيظهر مردودها على مدن وقرى المحافظة، ولكن الأفكار مازالت موجوده، وعن العهد الجديد وهو الحالي الآن، هناك إصرار كبير جدًا من حكومة الدكتور حازم الببلاوي على الانتهاء من هذه المشروعات، والدليل على ذلك كان عند زيارتي لوزير النقل أخيرًا، والذي قام على الفور بعقد لجنة برئاسة اللواء إبراهيم يوسف، لدراسة مشكلة طريق الطور وهناك وعد بالبدء فيه، كما أن وزير النقل سيفتتح ميناء نويبع خلال موسم الحج الحالي، بعد تطويره وتوسعته بتكلفه 250 مليون جنيه، وذلك تمهيدًا لتحويل مدينة نويبع لمنطقة حرة، بحيث تستوعب قرابة 350 تريلا ثلاجة، وبها صالات للسفر والمغادرة ومبنى إداري، وعدد من المحلات التجارية والمطاعم والخدمات، التي يحتاجها جميع أنواع المسافرين، أعني بكل ذلك أن الوزارة الحالية باتخاذ قرارات جريئة وليست أيديها مرتعشه وتقوم بتحقيق ما لم أقدر في تحقيقه في الوزارة السابقة. وأؤكد أنني أشعر بالرضا خلال الفترات الثلاث، التى عملت بهم، وخصوصًا خلال الفترة الحالية، التي تتسم بالوضوح للمستقبل خلال الفترة المقبلة.
وأضاف فودة أن "هناك جهود تبذل من خلال وزارتي السياحة والخارجية لرفع حظر السفر عن مصر أثمرت عن نتائج جيدة، بحيث قامت العديد من الدول الأوروبية برفع الحظر عن مصر، وأخيرًا روسيا التي تعتبر من أهم الأسواق المصدرة للسياحة إلى مصر، بحيث بدأت الرحلات الروسية إلى مدينة شرم الشيخ منذ الأسبوع قبل الماضي، وذلك بعد قيام الوفد الأمني الروسي بتفقد جنوب سيناء، وإعداد لتقرير يؤكد أمن واستقرار جميع المحافظة من طابا وحتى الطور". وقال: إننا نحاول بشتى الطرق الوصول إلى كل بلاد العالم والترويج لمنتجنا السياحي، وأخيرًا استقبلت منظمي رحلات من ألمانيا والنمسا وهولندا، وقاموا بزيارة ميدانية لشرم الشيخ ونبق، وأكدوا أن المدينة تنعم بأمن واستقرار وأبدوا دهشتهم من حظر السفر إليها، كما استقبلنا مسؤول أمني فرنسي تجول في كل مكان في المحافظة وعاين المداخل والمخارج ونقاط التفتيش والأكمنة الثابتة والمتحركة، حتى تأكد بنفسه من خلو شرم الشيخ ونويبع وطابا وسانت كاترين من أية أعمال للعنف أو تهديد للأمن الشخصي والعام، وعندما قال ذلك، أكدت له أنه شاهد ما هو معلن للجميع، غير أن أجهزة الأمن تنشر رجالها السريين في كل مكان، ويقومون على توفيرالحماية والأمن بشكل سريع، كما أن للبدو دور خفي عظيم في حماية ضيوفنا والجبال والدروب وحدود الوطن. وأوضح أن "شركة المقاولون العرب بدأت خلال الأسبوع الماضي العمل في تهذيب هضبة "أم السيد"، وذلك في المناطق التي لا يؤثر عليها الأثر البيئي، بعد توافر 50 مليون جنيه من المحافظة ووزارة السياحة والتعاون الدولي ويتبقى 30 مليون يساهم بها المستثمرون ووزارة البيئة، فنحن لا نهمل منطقة تعد من المناطق الفندقية في شرم الشيخ المهمة بحيث بها قرابة 153 فندقًا.
وأشار فودة إلى أن "وزير التخطيط قام الأسبوع الماضي معه بتفقد منطقة العشوائيات الرويسات"، وأكد على "تقديم طلباتي له بشأن تطوير هذه المنطقه، حتى يقوم بمعاونتي في القضاء على العشوائيات، وتم الاتفاق على إزالتها بها ونقل السكان إلى منطقة أخرى وتطوير المنطقة، بتكلفة 40 مليون جنيه، لبناء ألف وحدة سكنية لسكانها، وذلك حتى لا تكون عامل طارد للسياحة على المدى البعيد، ولذلك تمت مناقشة تطويرها، للمساهمة في انتعاش السياحة في المنطقة، وهذا ما كنت أتكلم عنه سابقًا أن الحكومة السابقه كانت لا تدرك هذه المشاكل، وكنا نتكلم ونطلب لكن لا أحد كان يستجيب، والآن فعلا هناك تحرك على الأرض من الحكومة الحالية".
وأكد فودة أن "جميع ما يشغله ويفعله خلال الفترات السابقة والحالية هو أبناء سيناء، واجتمع رئيس الجمهورية مع البدو واستمع لأرائهم وطلباتهم، فاليوم طلبت من الدكتور حسام عيسى دخول أبناء بدو جنوب سيناء كلية تربية طور سيناء بنسبة 60% تقبلهم الكليات وبالفعل وافق، وأعني بذلك أن الحكومه تقدم الدعم كله لجنوب سيناء والدعم كله لأبنائها، والآن قمنا بعمل بروتكول للتعاون مع القوات المسلحة، لتنفيذ 1964 وحدة سكنية
كما نقوم بتطوير للتعليم، فخلال هذا العام، قمت بفتح 5 مدارس ومجمع وهذه مدار الفصل الواحد، لأنه معروف طبعًا المجتمعات البدوية لذلك طبقنا نظام الفصل الواحد، والجديد أني أقوم بتحويل المدارس لفترة مسائية لطلبة الإعدادية، لأن التلميذ عند إنهائه المرحلة الابتدائية، يضطر أن يذهب إلى مدرسة في المدينة، وهذه تكبد الآباء مصاريف واحتياجات آخرى، ولذلك حولنا المدرسة صباحًا لتلاميذ المرحلة الابتدائية ومساءًا لطلبة الإعدادية.
وقال فودة: إن وزارة التربية والتعليم قامت بإدخال "التابلت"، ونحن ضمن المحافظات الستة، التي بدأت بها التجربة، كما سنقوم بعمل مصنع للتابلت، وإنشاء مدرسة صناعية، وسندرس فيها قسم ميكانيكا بحرية يفتتح العام المقبل، كما سنقوم بإنشاء مدرسة ثانوي زراعي في مدينة نويبع ومدرسة تجاري في وادي فيران، ولا ننسى أننا لدينا مدرسة للبترول في بارديس، فلدينا 252مدرسة، وطالبنا بـ 88 مليون ونصف جنيهًا لمطالب عاجلة لأبناء سيناء، منها إدخال الكهرباء لـ 12 قرية عن طريق الطاقه الشمسية، وعمل نفق في منطقة الطور، للحفاظ على التلاميذ من مخاطر الطريق، وتطوير الخدمات الصحية والمستشفيات، أي أشياء تعود على المواطن السيناوي فقط، هذا كله بخلاف الخطه التي تكلف 4 مليار جنيه، والمقررة من وزارة التخطيط لشمال وجنوب سيناء، وهي الخطه طويلة الأجل، التي سيكون ضمن مشاريعها مدينة صناعية متكاملة وإنشاء لميناء الطور.
وأضاف فودة أن "المحافظة تمتلك منطقة معدنية كبيرة وقمنا بعمل لقاء مع وزير الصناعة والاستثمار، للاتفاق على بدء إنشاء المنطقة الصناعية، التي تحتوي على العديد من المعادن، منها الرمل الزجاجي والرخام والكوبلت والجرانيت والرخام والجبس، والموضوع الآن في رئاسة الجمهورية، ومتوقف على إصدار القرار الجمهوري، وهناك في الخطة العاجلة دعم لميزانية مرصودة للمدينة الصناعية، وسنعرض خلال مؤتمر للاستثمار العالمي، فرص الاستثمار المتاحه في هذا المجال، كما سنعرض الحوافز التي من الممكن تقديمها للمستثمريين، الذين يعملون في هذه المنطقة، الخطة الاستثمارية، تمثل لي استكمال لخطة المحافظة، والتي تساعد على حل المشاكل ومنها مشكلة البطالة.
وقال: إن منطقة "حمام موسى" يقوم باستئجاره مستثمر ولكنه ليس على المستوى المطلوب، ولكننا ملتزمين بمدة العقد، والتي ستنتهي في العام 2016، وطبقًا للقانون، علينا الانتظار حتى قضاء مدته.
أما عن "حمام فرعون"، فهو تابع لهيئة التنمية السياحية، وأعتقد أن التنمية السياحية في طريقها للحل. وأوضح أن "متحف شرم الشيخ متوقف، لأنه يحتاج 500 مليون جنيه، حتى تنتهى الأعمال المتبقية، وتحدثت مع وزير الآثار لسرعة انتهائه وافتتاحه ونأمل في ذلك.
وأضاف فودة أن "قانون 14 للعام 2012، والخاص بتملك الأراضي في سيناء، أثر سلبًا على الاستثمار والتنمية في المحافظة، وذلك رغم تعديل بعض البنود، ولكن لا زالت هناك بنود متعددة تحتاج إلى إعادة النظر، وقد تمت مناقشة ذلك مع وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور أشرف العربي، خلال زيارته لمدينة شرم الشيخ، وتم إعداد مذكرة من المستثمرين، خصوصًا بالبنود التي تعرقل الاستثمار والتنمية، لعرضها على مجلس الوزارء، لرفعها إلى رئيس الجمهورية المؤقت لإصدار قرار جمهوري لاستعادة عجلة التنمية إلى المحافظة، وخصوصًا فيما يتعلق بالمشروعات السياحية. وطلبت من وزير الاستثمار تسجيل العقارات غير المسجلة وتعديل قانون 14 الخاص بالاستثمار، لكنه يحتاج لوجود برلمان منتخب. وأكد أنه "أوقف إقامة مشروعات فندقية جديدة حتى عام 2017، لحين الانتهاء من المشروعات، فلدينا تحت الإنشاء بطاقة 10 آلاف غرفة فندقية، ليصل الإجمالي 66 ألف غرفة، وعن العماله في شرم الشيخ تقدمت لوزير التخطيط بمشروع إنشاء مدينة مليونية بين شرم ودهب، وذلك لتحقيق البعد التنموي الاستراتيجي وتوفير مساكن للعاملين من أبناء الدلتا والصعيد، والذين يصل عددهم إلى قرابة 400 ألف مواطن من المغتربين.
وأنه أصدر قرارًا بتخفيض الإيجارات المستحقة عليهم بنسبة 25%، لكن المحافظة لا تمتلك ميزانية لدعم العاملين ماديًا، كما أحب أن أوضح أنه لا يوجد تسريح للعمالة في القطاع السياحي، لكن بعضهم حصل على إجازات مؤقته من رصيدهم، والتي سيتلقون عنها أجر.