الرئيسية » أخبار السياسة والسياسيين
توقيع اتفاقية سلام جديدة تنهي الحرب

الخرطوم ـ جمال إمام

احتفلت دولة جنوب السودان باتفاق سلام جديد، الأربعاء الماضي، حيث تحققت الآمال بانهاء الصراع الذي أودى بحياة مئات الآلاف من الأشخاص بعد تشكيك واسع النطاق بأن "الاتفاق الهش لن يصمد، ولن يوقف العنف المستمر". وهذا الاتفاق يهدف إلى إنهاء الحرب الأهلية التي بدأت عام 2013، ويلزم القوات الموالية للرئيس سلفا كير، وجماعات المتمردين التي تقاتلهم بتقاسم السلطة.

وفي كلمته خلال الاحتفال الذي أقيم في عاصمة جنوب السودان "جوبا"، قدم سلفاكير، اعتذارا غير مسبوق عن صراع "كان بمثابة خيانة كاملة للشعب في نضاله التحرير".
وقال كير: "كرئيسكم، أود أن أعتذر نيابة عن جميع الأطراف لما تسببنا به لكم ولشعبنا.. أشعر بالأسف العميق وللألم الجسدي والنفسي الذي عانيتم منه.. اليوم يمثل نهاية الحرب في جمهورية جنوب السودان".

وكان رياك مشار، زعيم المتمردين في البلاد، عاد إلى جوبا للمرة الأولى منذ عام 2016 للمشاركة في الاحتفال الذي ضم شخصيات عامة ومشاهير وممغنين وسط رفع الأعلام ورقع الطبول فرحا بالسلام. وقال مشار لدى وصوله إلى مطار جوبا برفقة زوجته وحاشيته الصغيرة وبدون أي من قواته: "جئنا من أجل السلام ولإنهاء معاناة الناس".
وقال ألان بوسويل، المحلل البارز في مجموعة الأزمات الدولية: "إن هذا النموذج نفسه فشل بشكل مذهل من قبل، دون أن تتم معالجة أسباب هذا الفشل"، فيما أشار بيتر مارتل، وهو صحفي ومؤلف كتاب صدر مؤخرا عن جنوب السودان، إلى أن كل الأسباب كانت تتوقع انهيار الاتفاق مثل الاتفاقات السابقة"، لكن تلك البلاد كانت مفاجئة.

وقد فر مشار، الذي كان من المقرر أن يعاد تنصيبه كنائب للرئيس، قبل عامين على متن طائرة هليكوبتر مقاتلة عندما انهارت اتفاقية سلام سابقة وسط اتهامات بمحاولة انقلاب. وقتل المئات في المعارك بين القوات الموالية للخصمين، كما لقي عشرات الآلاف مصرعهم في الهجمات التي أعقبت ذلك. وكانت نسبة كبيرة من الضحايا من المدنيين.
وقال جمعة خميس (27 عاما) ـــ الذي كان في الحشد يشاهد الاحتفال بالقرب من ضريح البطل القومي جون قرنق وهو نفس المكان الذي احتفلت فيه البلاد باستقلالها عن السودان في عام 2011: "نحن نصلي حقا بأن تتم اتفاقية السلام هذه المرة".

أما روز صنداي (20 عاما) والتي كانت تبيع الشاي خلال الاحتفالية، قد دعت الزعماء للالتزام بالسلام قائلة: "دعوا قادتنا يرون معاناتنا.. لقد عانينا الكثير كمواطنين، ولكن مع توقيع السلام، سنتمكن من استعادة كل الأشياء التي فقدناها".

ولم يتضح على الفور ما إذا كان مشار، البالغ من العمر 65 عاما، سيبقى في جوبا حيث أعرب مساعدوه عن مخاوفهم بشأن سلامته في المدينة. وقال لام بول غابرييل، المتحدث باسم جماعة مشار: "نحن قلقون على أمنه في جوبا، لكن الحقيقة هنا: نحن جئنا من أجل السلام، وما نحاول القيام به هو بناء الثقة. ولهذا السبب، هو قادر على ترك قواته وراءه واختيار العمل السياسي ".

وأشار كير إلى أنه أصدر أمرا بالإفراج عن مستشار مشار المسجون والمتحدث باسم جماعة المتمردين كجزء من الصفقة.
ووقع اتفاق السلام في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا في سبتمبر/ ايلول. ومع ذلك، فعلى الرغم من حصوله على دعم إقليمي، إلا أن قليلاً من القوى الدولية الكبرى أيدته. وستتطلب أي صفقة قابلة للتنفيذ تمويلا خارجيا كبيرا للمراقبة والاستثمار، بحيث يمكن منح الدول الكبرى حوافز لإلقاء السلاح.

وحصل جنوب السودان على استقلاله بدعم كبير من كبار المسؤولين والمشاهير مثل جورج كلوني. وأبدت إدارة ترامب اهتماما قليلا بمحنة هذه البلاد. وقد أدى القتال والأعمال الوحشية إلى تفاقم الانقسامات العرقية وتسبب في واحدة من أعمق الأزمات الإنسانية في العالم.

ويقول الخبراء إن الصراع قد تحول الآن إلى حالة من الفوضى، حيث تقاتل الفصائل المختلفة والميليشيات وجماعات الدفاع عن النفس للحصول على حصة من ما تبقى من موارد جنوب السودان.
وقالت الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، إن القتال مستمر في غرب بحر الغزال والمناطق الاستوائية المركزية. وكانت الأمم المتحدة قد اتهمت في وقت سابق قوات الحكومة والميليشيات المتحالفة معها بارتكاب "جرائم حرب" محتملة.

ووفقًا لمكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، قُتل ما لا يقل عن 232 مدنيًا وتم اغتصاب 120 امرأة وفتاة خلال هجوم ما بين 16 أبريل/نيسان و 24 مايو/أيار في ولاية الوحدة في البلاد، حيث تم تحديد ثلاثة من القادة على أنهم يتحملون "أكبر قدر من المسؤولية" في أعمال العنف. وكان من بين الضحايا طفلة تبلغ من العمر ست سنوات، قال المحققون، إنها تعرضت للاغتصاب الجماعي من قبل الجنود، وكبار السن من القرويين والمعوقين الذين أحرقوا أحياء في أكواخهم.
وقد شُرد ثلث السكان، واضطر مليونان ونصف المليون شخص إلى الرحيل كلاجئين، فيما عانى أولئك الباقون من نوبات متكررة من المجاعات القاتلة.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

كشف تفاصيل جديدة عن رحلة هروب بشار الأسد وشقيقه…
بوتين يؤكد أن روسيا مستعدة لتحسين العلاقات مع الولايات…
أحمد الشرع يؤكد أن سوريا لن تكون منصة لمهاجمة…
الأسد يؤكد في أول تصريح له من موسكو أنه…
بلينكن يُحذر من إثارة المزيد من النزاعات في سوريا…

اخر الاخبار

الجيش الإسرائيلي يعترض عن صاروخ أطلق من اليمن
القوات الروسية تستولا على 3 قرى بالقرب من مدينة…
رياض مزور ينفي صحة الأخبار والمعطيات المتداولة بخصوص خلاف…
وقفات مغربية تًواصل دعم فلسطين وتُندد بحرب الإبادة المستمرة…

فن وموسيقى

المغربية سميرة سعيد تسّتعيد ذكريات طفولتها وشغف البدايات بفيديو…
المغربية جنات تكشف عن موقفها من إجراء عمليات التجميل…
لطيفة أحرار تؤكد أن الجمهور الذي يعرفها فقط كفنانة…
وفاة الأب الروحي للأغنية الشعبية في مصر أحمد عدوية…

أخبار النجوم

شذى حسون تكشف عن أحدث أعمالها الغنائية “قلبي اختار”
المغربية أسماء لمنور تُصدر أحدث أعمالها الغنائية باللهجة الخليجية…
"نانسي عجرم تفاجئ جمهور موسم الرياض بالقفز من المسرح"
"ياسمين عبدالعزيز تستعد لدراما رمضان 2025 بعد غيابها الموسم…

رياضة

المغربي حكيم زياش يشترط على غلطة سراي الحصول على…
البرازيلي فينيسيوس جونيور يُتوج بجائزة غلوب سوكر لأفضل لاعب…
المغربي أيوب الكعبي ضمن قائمة أفضل هدافي الدوريات الأوروبية
محمد صلاح بين الانتقادات والإشادات بسبب صورة عيد الميلاد…

صحة وتغذية

المغرب يُعزز مكانته كمُصدٍر رئيسي للخضراوات الطازجة إلى بريطانيا
وزير الصحة المغربي يُطالب باليقظة لمواجهة مضاعفات داء الحصبة…
دراسة تكشف أن أمراض القلب تُزيد من خطر الإصابة…
المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع

الأخبار الأكثر قراءة

زيلينسكي يدعو شركاء أوكرانيا إلى تركيز جهودهم على المساعدة…
بوريل يؤكد أهمية قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو…
جو بايدن يؤكد أن مذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة…
بهدف إحكام سيطرته نتنياهو لاقامة هيئة استخبارات تلزم الجيش…
مجلس الشيوخ الأميركي يدرس اتخاذ إجراءات لحظر بعض مبيعات…