لندن ـ كاتيا حداد
يتوافد يوميا ما يقرب من 1000 شكوى على هيئة الإذاعة البريطانية، وأتت تلك الأرقام المروعة من الشكاوى في ظل معركة غاضبة من قبل المؤسسة للحفاظ على بعض التفاصيل مخبأءه، وتتضمن الشكاوى عدم الرضا عن بعض القضايا مثل التحيز اليساري والمحتوى المسيء وعدم الدقة، وبذلك تحصل هيئة الإذاعة البريطانية وحدها على مايقرب من 17 ضعف العدد المرسل إلى الهيئة المسؤولة عن تنظيم الاتصالات "أوفكوم"، عن جميع محطات البث التلفزيوني والإذاعي الأخرى في بريطانيا مجتمعة.
وتلقت الهيئة حوالي 14,959 شكوى حتى أكتوبر/تشرين الأول، أي ما يعادل 57 شكوى في كل يوم عمل، وقد تحدى زعماء هيئة الإذاعة البريطانية الأوامر بنشر تفاصيل منتظمة للشكاوى، وأغضب الرفض الهيئة المسؤولة عن تنظيم الاتصالات "اوفكوم" ومجموعة من الحملات التي تقول إن هيئة الإذاعة البريطانية يجب أن تكون اكثر شفافية، وأضاف، رئيس مجموعة اللوبي ، كولن براون قائلا "ليس من العادل عدم توفير المعلومات، إنها حالة من الشفافية.
وتعد الوثيقة المكونة من 46 صفحة دليلا فعالا لتقديم الشكاوى حول البرامج ، ويكشف هذا أن هيئة الإذاعة البريطانية تحصل على أكثر من مليون تعليق واستفسار في السنة ، وهذا يعني وجود988 شكوى في المتوسط يوميا، وقال الرئيس التنفيذي لشركة أوفكوم شارون وايت الأسبوع الماضي أن ثلاثة من بين عشرة من الشكاوى التي تتلقاها بي بي سي كانت متحيز وغير دقيقة.
وفي الشهر نفسه، أبلغ البرنامج الاستقصائي واتش دوجز المؤسسة بأن تكشف عن نفس مستوى تفاصيل الشكاوى التي تنشرها أوفكوم عن هيئات البث الأخرى، كما تصدر أوفكوم التفاصيل الكاملة عن أي تحقيقات. ولكن هيئة الإذاعة البريطانية الممولة من القطاع العام تصر على الحفاظ على سرية المعلومات اذ يتم نشر شكوى واحده فقط في الشهر على موقعها على شبكة الإنترنت. وقالت اوفكوم إن هيئة الإذاعة البريطانية عليها نشر أرقام دقيقة للبرامج مع 100 اعتراض أو أكثر ولكن المؤسسة رفضت الأمر، مدعية أنه سيكون مكلف للغاية يستغرق وقتا طويلا.
ومع ذلك، فعلى زعماء هيئة الإذاعة البريطانية طاعة أوامر أوفكوم، إذا كانوا يريدون تجنب الدخول في معركة قانونية كبيرة. وقد جعل هذا وتشدجوز على استعداد للذهاب إلى المحكمة بشأن هذه المسألة إذا تطلب الأمر ذلك.