طهران ـ مهدي موسوي
كشفت عائلة البروفيسور "هوما هودفار" الكندية الإيرانية المتقاعدة والتي درست قضايا المرأة في منطقة الشرق الأوسط عن اعتقالها الخميس في طهران دون تهمة موضحة أن السلطات تحتجزها هناك منذ الاتفاق النووي الإيراني مع القوى العالمية، ويأتي اعتقال هودفا تدرس حتى وقت قريب الأنثروبولوجيا في جامعة مونتريال كونكورديا وسط استهداف متزايد للإيرانيين ذوي العلاقات الغربية عقب الاتفاق النووي الذي تم بالفعل، واعتقل على الأقل اثنين أميركيين إيرانيين ومقيم دائم في أميركا من لبنان على الأرجح على يد المتشددين المعارضين للصفقة ، وأضافت ابنة أخيها أماندا غهريماني أن هودفار سافرت إلى إيران في أوائل فبراير/ شباط لرؤية عائلتها بعد وفاة زوجها والتقاعد من كونكورديا، وكانت تقوم ببحث في أرشيف مكتبة البرلمان الإيراني عن الانتخابات التي شهدت انتخاب 17 إمرأة كأعضاء في البرلمان.
وأفادت غهرماني أنه قبل يومين من سفرها من طهران في مارس/ اذار داهم الحرس الثوري الإيراني منزل هودفار واستولوا على ممتلكاتها وتم استجوابها، وبعد عدة أيام من الاستجواب تم القبض عليها رسميًا وافرج عنها بكفالة، ولا تزال هي ومحاميها لا تعرف التهمة الموجهة لها على الرغم من الاستجواب الدوري لها، وبينت غهرماني أن الحرس الثوري الإيراني استدعى هودفار الإثنين للاستجواب في سجن ايفين ومنذ ذلك الحين أصبحت بمعزل عن العالم الخارجي، وقررت عائلتها الاعلان عن اعتقالها الأربعاء والتحدث إلى وسائل الاعلام الكندية في مونتريال.
وذكرت غهرماني لأسوشيتدبرس" نحن في حيرة مما يحدث لأن من يعرفوا هوما علميا أو شخصيا يدركون أنها شخصية متزنة وهي ليست سياسية أو ناشطة، لكنها عملت على تحسين حياة النساء في سياقات مختلفة بما في ذلك إيران"، ولم يستجيب القضاء الإيراني لهذه النداءات حتى الخميس، ولم تنشر وسائل الاعلام المملوكة للدولة هناك أي أنباء عن اعتقال هودفار، ولم تستجب بعثة إيران إلى الأمم المتحدة بشكل فوري عند طلب التعليق، ولا تملك كندا سفارة في إيران منذ عام 2012 عندما خفضت الحكومة تمثيلها وقطعت العلاقات الدبلوماسية بسبب البرنامج النووي المتنازل عليه في الجمهورية الإسلامية وقضايا أخرى، وفي الوقت نفسه توصلت القوى العالمية إلى اتفاق مع إيران للحد من تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات الاقتصادية، واعترف وزير الخارجية الكندي ستيفان ديون الأربعاء بأن عدم وجود سفارة لدى إيران يجعل الأمر أكثر تعقيدا، حيث حمت إيطاليا مصالح كندا في إيران عام 2012، واضاف ديون " سيكون من الأسهل أن يكون لنا سفارة في إيران ولكن هذه ليست الحالة حاليا، وسوف نفعل كل ما في وسعنا للعمل مع الدول التي تشاطرنا الرأي ولها سفارات في إيران".
واستهدف الحرس الثوري الإيراني وهو القوة العسكرية المكلفة بحماية الحكومة الإسلامية في البلاد ذوي العلاقات الغربية منذ الاتفاق النووي، وتم تبادل للأسري في يناير/ كانون الثاني بين إيران والولايات المتحدة حيث أفرج عن مراسل واشنطن بوست غيسون رازيان وثلاثة آخرين إيرانيين أميركيين، ويبقى على الأقل اثنين أميركيين إيرانيين في السجن في الجمهورية الإسلامية وهما رجل الأعمال الإيراني الأميركي سياماك نامازي ووالده باقر نامازي (80 عاما)، وتم احتجاز نزار زكا اللبناني المؤيد لحرية الانترنت وهو مقيم دائم في الولايات المتحدة ويقوم بعمل لصالح الحكومة الأميركية، بينما يعد عميل مكتب التحقيقات الاتحادي الأسبق روبرت ليفنسون في عداد المفقودين حيث اختفى في إيران عام 2007 حيث كان في مهمة غير مصرح عنها لدى وكالة المخابرات المركزية.