الرئيسية » تحقيقات
إطلاق سراح البحارة الأميركيين الذين احتجزتهم إيران بعد اقتراب زوارقم من المياه الإيرانية

طهران - مهدي موسوي

أطلق الحرس الثوري الإيراني سراح 10 بحارة أميركيين بعد يوم واحد من توقيفهم؛ لاتهامهم بالتجسُّس بعد أن جنحت قواربهم في المياه الإقليمية الإيرانية.

وبثّ الحرس الإيراني، في بيان عبر التلفزيون الرسمي، صورة للبحارة مرتدين زيهم العسكري من دون أحذية وهم يجلسون على سجاجيد على الأرض داخل غرفة عارية، وشوهدت بينهم مجندة ارتدت حجابًا مؤقتًا أعطاه لها الخاطفين لتغطية رأسها، ويعتقد أن عملاء المخابرات الإيرانية استجوبوا البحارة لعدة ساعات عقب المواجهة التي وقعت قبل أيام قليلة من دخول الاتفاق النووي المثير للجدل حيز التنفيذ.

وفقد البنتاغون الاتصال مع سفينتين صغيرتين في الخليج الفارسي، بعد ظهر الثلاثاء الماضي، حيث استولى عليهما خفر السواحل في الجمهورية الإيرانية، وذلك قبل ساعات من إلقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما خطابه الاتحادي الأخير.

وأوضح مسؤول في وزارة الدفاع أن وحدة البحارة أخذت إلى قطر لإجراء الفحوص الطبية، وسارع مرشحو الرئاسة الجمهوريين بالقفز على ما حدث، وذكر المرشح دونالد ترامب: هذا مؤشر على الجحيم الذي سيواجهنا.

وكان البحارة قيد الاحتجاز من قِبل إيران بعد أن نقلوا إلى قاعدة في جزيرة فارسية، وهي المنطقة التي أغلقت أمام الجمهور بسبب الأنشطة السرية للحكومة الإيرانية، وتم توقيفهم بعد عطل ميكانيكي أدى إلى انجراف القارب إلى المياه الإيرانية، وأطلق سراحهم بعد أن أفادت إيران بأن الولايات المتحدة اعتذرت عن الانحراف غير المقصود إلى المياه الإيرانية.

وذكر الحرس الثوري الإيراني، في البيان التلفزيوني الرسمي: أظهرت تحقيقاتنا التقنية أن اثنين من الزوارق البحرية الأميركية دخلت المياه الإقليمية الإيرانية عن غير قصد وتم إطلاق سراحهم بعد اعتذارهم.

وأوضحت البحرية الإيرانية أنه سيتم التحقيق فيما حدث في محاولة لتحديد سبب وجود البحارة في هذه المنطقة من الخليج الفارسي.

ورحَّب وزير الدفاع الأميركي، آش كارتر، بإطلاق سراح البحارة، كما شكر وزير الخارجية الأميركي جون كيري على مشاركته الدبلوماسية في هذه المسألة، وأضاف كارتر: تقدم البحرية الأميركية المساعدة للبحارة الأجانب في جميع أنحاء العالم بشكل روتيني وقت المحن، ونحن نقدر الوقت المناسب الذي تم حل هذه المسألة فيه.

وكان كيري دعا نظيره الإيراني لتسوية الأزمة، إذ أقام علاقة شخصية مع ظريف خلال 3 أعوام من المفاوضات النووية.

وبيّن كيري بقوله: وأنا مسرور بعودة البحارة بسلام إلى الولايات المتحدة، وبصفتي بحار سابق فأنا أعلم أهمية الوجود البحري في جميع أنحاء العالم، وأهمية العمل الحاسم الذي تقوم به القوات البحرية لدينا في منطقة الخليج، أنا فخور بأنه لدينا شباب وشابات يرتدون الزي العسكري ويعرفون واجباتهم ويشعرون بالمسؤولية تجاه بعضهم البعض وتجاه البحارة الآخرين، وأود أن أعرب عن امتناني للسلطات الإيرانية لتعاونها في حل هذه المسألة، وتم حل الأمر سلميًّا وهو ما يعد دليلاً على الدور الحاسم الذي تلعبه الدبلوماسية في الحفاظ على سلامة بلادنا وأمنها.

وذكر الجنرال الإيراني، علي فدوي، في وقت سابق: قامت الزوارق الأميركية بتصرفات غير مهنية لمدة 40 دقيقة قبل التقاطها من قِبل القوات في المياه الإقليمية للبلاد، حيث كانت لهم تحركات بحرية في المنطقة، وأن مرور القوات البحرية الأميركية في الخليج الفارسي لم يكن مرورًا بريئًا.

وأفاد فدوي بأن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف كان له موقف حازم خلال المحادثة الهاتفية مع جون كيري بشأن وجود القوات البحرية في المياه الإقليمية الإيرانية، موضحًا أنه كان يجب عليهم الاعتذار.

وكانت هناك مخاوف بشأن تصعيد القضية بعد أن اتهمت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية البحارة بالتجسُّس، وصادر الحرس الثوري الإيراني أجهزة "جي.بي.أس" والتي يمكنها إثبات ما إذا كانت البحرية الأميركية تقوم بالتجسس أم لا.
وأكد المتحدث باسم البنتاغون، بيتر كوك، أن الزوارق تحركت بالقرب من المياه الإيرانية عندما فقدت الولايات المتحدة الاتصال معها، مضيفًا: كنا على اتصال مع إيران وتلقينا تأكيدات بأنه سيتم إعادة الطاقم والزوارق على وجه السرعة.

وأفادت "أن.بي سي نيوز" بأن البحارة الأميركيين كانوا في مهمة تدريبية، وانجرفوا إلى المياه الإيرانية من دون قصد ثم تم توقيفهم، وأطلقت جماعة The Truman Carrier Strike Group جهود البحث والإنقاذ.

وأكد الجنرال المتقاعد والمحلل العسكري، باري ماكافري، أن الاستيلاء على الزوارق الأميركية أنباء سيئة للغاية، مسلطًا الضوء على كيفية فشل القوات البحرية في مراقبة زوارقها، مضيفًا: نحن لا نسمح باحتجاز وحدات برية أو بحرية أو جوية من قِبل قوة أجنبية معادية، وأتمنى أن تعود الوحدة سريعًا؛ لأن هذا يعد إهانة لوجودنا العسكري في الخليج.

هذا وتسارع المرشحون الجمهوريون للرئاسة للوم الرئيس باراك أوباما قبل خطابه الاتحادي الأخير، واتهم المرشح دونالد ترامب أوباما بالضعف فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، واصفًا الحادث بأنه مؤشر للجحيم الذي سيواجه البلاد.
بينما كان بن كارسون أول من أشار إلى الواقعة مغردًا عبر موقع "تويتر"، قائلًا: في الوقت الذي يستعد فيه بوتوس للحديث عن إنجازاته تم احتجاز 10 من البحارة الأميركيين بواسطة إيران.

وذكر جيب بوش: إذا لم يعد البحارة حتى الآن فلا مزيد من التفاوض، وتعرضنا سياسة أوباما الضعيفة مع إيران إلى المذلة مرة أخرى، وأضاف ماركو روبيو: يجب أن تفرج إيران عن البحارة والقوارب فورًا، إنها تختبر حدود عزيمتنا.
وأوضح قائد القوات المسلحة الإيرانية، الجنرال حسن فيروز أبادي، أن الحادث ينبغي أن يظهر قوة إيران لمثيري الشغب في الكونغرس الأميركي، والذي سعى إلى الضغط على إيران بعد الاتفاق النووي، وأرجع التوغل في المياه الإيرانية إلى خطأ في الملاحة ما أدى إلى وقف التصعيد بين البلدين، بينما طالب وزير الخارجية الإيراني باعتذار من قِبل واشنطن.

وتعد الأنشطة العسكرية للولايات المتحدة قرب الحدود الإيرانية موضع شك بالنسبة إلى الحرس الثوري الإيراني، حيث يشكّ الكثير من كبار الضباط أن أميركا تسعى إلى تغيير النظام في طهران.

ويختص الحرس الثوري بالأراضي التي تفصل القوات البحرية عن القوات المسلحة النظامية ومرحلة المناورات المتكررة في الخليج، والتي فصلت إيران عن المنافس الإقليمي ممثلاً في المملكة العربية السعودية والقاعدة البحرية الأميركية في البحرين.

وبيّنت البحرية الأميركية الشهر الماضي أن سفينة الحرس الثوري الإيراني أطلقت صواريخ غير موجهة بالقرب من حاملة الطائرات USS Harry S. Truman"" في مضيق هرمز، وهو ممر ملاحي للنفط الخام ويربط الخليج بالمحيط الهندي فيما نفت إيران قيام السفينة بفعل ذلك.

واستولى الحرس الإيراني في أبريل/ نيسان 2015 على سفينة حاويات تابعة لشركة ميرسيك، أحد خطوط الشحن الرئيسية في العالم، بسبب نزاع قانوني بين الشركة وإيران، وتم إطلاق سراح السفينة وطاقمها المكون من 24 فردًا بعد 10 أياما، كما أوقف الحرس جنودًا بريطانيين في مناسبتين العامين 2004 و2007، وطاقم يخت بريطاني مدني العام 2009، وفي كل مرة أطلق سراح البحارة سالمين بعد عدة أيام.

وتجوب الدوريات البحرية الخامسة الخليج الفارسي ولديها أسطول يتضمن حاملة طائرات، وأمر الرئيس الإيراني حسن روحاني في 31 ديسمبر/ كانون الأول بسرعة إنتاج الصواريخ ردًا على عقوبات جديدة محتملة من الولايات المتحدة، وأكد في رسالة نشرت عبر موقعه الإلكتروني، أن إيران لن تقبل أيّة قيود على برنامجها الخاص بالصواريخ.

وتُصِر إيران والولايات المتحدة على أن برنامج الصواريخ ليس جزءًا من الاتفاقية التي توصلت إليها طهران مع القوى العالمية في يوليو/ تموز ومن ثم رفعت عقوبات دولية ضد إيران من إجل إيقاف برنامجها النووي.

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

اليونيسيف تُحذر من آثار خطيرة للحرب الإسرائيلية المستمرة في…
واشنطن تتجاهل مئات التقارير عن استعمال الأسلحة الأميركية في…
700 عائلة إسرائيلية تسجل للاستيطان في غزة وحماس تنتقد…
مقتل يحيى السنوار ضربة كبيرة لـ"حماس" لكن ليست قاضية
قيادات في حركة حماس وحزب الله إغتالتها إسرائيل منذ…

اخر الاخبار

«حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب
شروط المملكة المغربية لإعادة علاقاتها مع إيران
نزار بركة يُؤكد أن حزب الاستقلال يُواصل جهوده لتعزيز…
المغرب يُعزز دوره القيادي عالمياً في مكافحة الإرهاب بفضل…

فن وموسيقى

تتويج المغربي محمد خيي بجائزة أحسن ممثل في مهرجان…
رافائيل نادال يختتم مشواره ويلعب مباراته الأخيرة في كأس…
الذكرى التسعين لميلاد فيروز الصوت الذي تخطى حدود الزمان…
سلاف فواخرجي تؤكد أنها شاركت في إنتاج فيلم "سلمى"…

أخبار النجوم

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
سلاف فواخرجي تتألق في فيلم ”سلمى” وتسلط الضوء على…
أول تعليق من حسين فهمي بعد حصوله على جائزة…
مها أحمد تسخر من قلة العمل وكثرة النجوم على…

رياضة

بيب غوارديولا يكشف سبب تمديد تعاقده مع مانشستر سيتي
كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
أبرز المحطات في مسيرة لاعب التنس الاستثنائي نادال التي…
المغربي أشرف حكيمي ضمن المرشحين الخمسة للفوز بلقب أفضل…

صحة وتغذية

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على…
فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

الأخبار الأكثر قراءة

إيران تنفي طلب حماس 500 مليون دولار لتنفيذ هجمات…
إسرائيل تنتظر تنسيق الدفاع مع أميركا قبل ضرب إيران
أميركا تنشر نظام "ثاد" للدفاع الجوي في إسرائيل استعداداً…
وثائق تكشف أن نصرالله دعم 7 أكتوبر وطلب وقتاً…
تخوف أميركي من قائمة اغتيالات ستنفذها إيران على رأسها…