دمشق ـ المغرب اليوم
دعا وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى انشاء حلف عالمي واسع لمحاربة الاسلاميين المتطرفين في تنظيم "الدولة الاسلامية" الذي ينشر الرعب عبر ممارساته الوحشية في المناطق التي يسيطر عليها في سوريا والعراق.
وتعقد دول مجلس التعاون الخليجي الست اجتماعا في جدة السبت لبحث سبل التصدي للتهديد الذي يمثله هذا التنظيم السني المتطرف، في حين رفعت بريطانيا مستوى التأهب الأمني الى "الخطر" خشية هجمات ارهابية ينفذها بريطانيون يقاتلون مع تنظيم "الدولة الاسلامية" لدى عودتهم.
وكثف التنظيم الذي اعلن ذبح الصحافي الاميركي جيمس فولي ممارساته الوحشية خلال الاسابيع الماضية، وهو ما دفع وزير الخارجية الاميركي الى الدعوة الى "رد موحد بقيادة الولايات المتحدة واوسع تحالف ممكن بين الامم".
© اف ب
وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي في لندن في 10 حزيران/يونيو 2014
© ا ف ب/ارشيف كارل كورت
واوضح انه سيعمل مع وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل على هامش قمة حلف الاطلسي في 4 و5 سبتمبر على تشكيل هذا الحلف مع شركاء بلاده الاوروبيين.
وتابع كيري انه سيتوجه مع هيغل الى الشرق الاوسط بعد قمة الحلف الاطلسي للحصول على مزيد من الدعم "من الدول الاكثر تعرضا للتهديد المباشر".
واكد وزير الخارجية الاميركي "لن نسمح لسرطان الدولة الاسلامية بالامتداد الى دول اخرى. العالم يستطيع مواجهة هذا الوباء ودحره في نهاية المطاف".
ورغم ان واشنطن اقرت بانها لا تزال تفتقد لخطة استراتيجية لمحاربة هذا التنظيم رغم انها بدأت بتوجيه ضربات جوية لمواقعه في شمال العراق منذ 8 اب/اغسطس، قال كيري ان الرئيس الاميركي باراك اوباما سيقترح استراتيجية لمواجهة "الدولة الاسلامية" خلال قمة لمجلس الامن الدولي الذي ستتولى الولايات المتحدة رئاسته في ايلول/سبتمبر.
وقال الوزير الاميركي "سننتهز هذه الفرصة لمواصلة تشكيل تحالف واسع والتأكيد على الخطر الذي يشكله هؤلاء المقاتلون الاجانب بما في ذلك الذين التحقوا ب(تنظيم) الدولة الاسلامية".
واكد ان "ما نحتاج اليه للتصدي للرؤية العدمية وبرنامج الابادة هذا هو تحالف واسع يستخدم الوسائل السياسية والانسانية والاقتصادية والقانونية والاستخباراتية لدعم التحرك العسكري".
والجمعة، دعا العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز المجتمع الدولي الى ضرب المتطرفين "بالقوة وبالعقل"، وبسرعة، لانهم سيتمددون قريبا الى اوروبا والولايات المتحدة على حد قوله.
وقال الملك عبد الله ان "هذا الارهاب لا يبيه (يحتاج) الا السرعة ... وانا متاكد انه بعد شهر (يصلون) الى اوروبا وبعد شهر ثاني الى اميركا".
وبعد رفع مستوى التأهب الأمني الى "الخطر" وهو الرابع قبل الاخير في بريطانيا، قال رئيس الوزراء ديفيد كاميرون "نحن امام اخطر تهديد عرفناه في تاريخنا".
ولكن الولايات المتحدة لم ترفع مستوى التأهب، وقال وزير الداخلية جيه جونسون انه لا تتوفر معلومات حول "تهديد محدد وثابت" على الاراضي الاميركية من عناصر تنظيم "الدولة الاسلامية".
نشأ تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" في العراق في 2006، ومن هنا تسميته المختصرة "داعش" التي لا تزال تستخدم حتى الآن. ولكنه عاد للظهور بقوة في سوريا في 2013. وشن التنظيم هجوما خاطفا في 9 حزيران/يونيو مكنه من اجتياح مساحات واسعة من العراق واعلان اقامة "الخلافة الاسلامية" على الاراضي التي يسيطر عليها في سوريا والعراق.
واكدت المنظمة العالمية للهجرة ان الحرب في العراق ادت الى تهجير اكثر من 1,6 مليون شخص هذه السنة، بينهم 850 الفا نزحوا في شهر اب/اغسطس وحده.
وتتجه الانظار الى بلدة امرلي الشيعية التركمانية التي يحاصرها تنظيم "الدولة الاسلامية" منذ اكثر من شهرين شمال بغداد وتستعد القوات العراقية لشن هجوم لفك الحصار عنها، كما اكد ضباط عراقيون.
وفي سوريا المجاورة، بات النزاع اكثر تعقيدا حيث يقاتل المعارضون ضد قوات النظام السوري وكذلك تنظيم "الدولة الاسلامية". وخلفت الحرب في سوريا اكثر من 191 الف قتيل وفق الامم المتحدة خلال ثلاث سنوات ونصف السنة.
كما تجاوز عدد اللاجئين خارج البلاد ثلاثة ملايين بينهم مليون غادروا منازلهم خلال 2013 وفق المفوضية العليا للاجئين. ونزح 6,5 ملايين داخل سوريا. وهذا يعني ان نصف سكان سوريا غادروا منازلهم بسبب الحرب.
ميدانيا، شنت القوات السورية الجمعة هجوما واسعا على حي جوبر في دمشق والذي تسيطر عليه المعارضة منذ سنة.
وفي الجنوب، تتفاوض الامم المتحدة للافراج عن اكثر من 40 جنديا فيجيا من قوة حفظ السلام تحتجزهم "جبهة النصرة" التي تحاصر 72 جنديا فيليبينيا من قوة حفظ السلام في موقعين في هضبة الجولان.
وقال وزير الدفاع الفيليبين فولتير غازمين السبت ان مجموعة من الجنود الفيليبينيين تمكنت من التسلل من موقعها لكن المجموعة الثانية تعرضت لهجوم وتبادلت اطلاق النار صباحا مع المقاتلين. ورفض الجنود الفيليبنيون تسليم اسلحتهم والاستسلام.