برلين ـ المغرب اليوم
اعاد حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي انتخاب المستشارة الالمانية انغيلا ميركل زعيمة له لتقوده في الانتخابات التي ستجري العام المقبل، الا ان فوزها جاء باقل نسبة من الاصوات في تاريخ مثل هذه الانتخابات.
فقد صوت اعضاء الحزب بنسبة 89,5% على بقائها على رأس الحزب في ثاني اسوأ نسبة من الاصوات تحصل عليها ميركل.
وهكذا تكون ميركل خسرت سبع نقاط مقارنة مع اعادة انتخابها قبل سنتين على رأس الحزب، على خلفية الانتقادات الموجهة اليها بسبب سياسة استقبال المهاجرين عام 2015.
ولم تعلق ميركل على نتيجة تصويت نحو الف من مندوبي الحزب الذين عقدوا مؤتمرهم في اسن (غرب) واكتفت بالقول "شكرا على الثقة".
واطلقت ميركل الثلاثاء معركة الانتخابات التشريعية معتمدة لهجة صارمة حيال الهجرة لقطع الطريق امام اليمين الشعبوي وطي صفحة سياسة انتهجتها ازاء اللاجئين مطالبة بحظر الحجاب.
وامام نحو الف مندوب من حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي الذي يعقد مؤتمره في ايسن (غرب) اكدت ميركل (62 عاما) ان "الوضع الذي كان سائدا اثناء صيف 2015 لا يمكن ولا يجب تكراره. كان هذا هدفنا وهدفي السياسي ولا يزال".
وياتي خطابها بعد اكثر من عام على قرارها استقبال اكثر من 900 الف طالب لجوء فروا من الحرب في سوريا وغيرها.
وكانت هذه الخطوة اثارت انقسامات في المجتمع الذي كان يرغب في استقبال اللاجئين لكنه قلق حيال تدفقهم باعداد كبيرة.
وشهدت ميركل تراجعا في شعبيتها وتضاعفت الانتقادات الشديدة لها حتى ضمن معسكرها. لكنها استعادت مذذاك قسما من تاييدها الشعبي.
- حظر الحجاب -
وفي خطابها الذي استمر 75 دقيقة كانت ميركل حازمة في دفاعها عن قيم المانيا واوروبا مؤكدة انها تريد حظر الحجاب.
وكان وزير الداخلية الالماني توماس دو ميزيير قدم مشروعا بهذا المعنى في اب/اغسطس لحظر الحجاب في الدوائر العامة والمدارس والجامعات وامام المحاكم.
وشددت على ان "القانون الالماني فوق الشريعة".
وبعد 11 عاما في الحكم، حطمت ميركل الرقم السياسي للبقاء في السلطة بين قادة الغرب، وباتت تستهدف تحطيم ارقام قياسية وطنية سجلها كونراد اديناور وهلموت كول اللذان توليا الحكم مدة 14 و16 عاما على التوالي.
- التصدي للشعبوية -
واكدت ميركل انها ستتصدى لتصاعد النزعة الشعبوية اثر فوز دونالد ترامب في الانتخابات الاميركية وبريكست وحذرت من "الحلول البسيطة" التي يقترحها اليمين الشعبوي والمتطرف.
وقالت المستشارة ان "الامور ليست سوداء او بيضاء" من دون ان تذكر مباشرة الصعود السريع لحزب اليمين الشعبوي "البديل لالمانيا" الذي حصل على 12 الى 13% من نوايا الاصوات. واضافت "علينا ان نشكك في الاجوبة السهلة لانها نادرا ما ساهمت في تقدم البلاد".
ولا يكف حزب "البديل لالمانيا" عن توجيه سهامه ضد المسلمين واللاجئين.
وفي هذه الاجواء، حذرت ميركل مرة اخرى من ان الحملة المقبلة ستكون الاصعب منذ اعادة توحيد المانيا في 1990. وقالت "لن تكون حملة سهلة".
وحددت ميركل هدفا لها "دمج" قسم من ناخبي اليمين الشعبوي وحذرت من مخاطر فوز تحالف يضم الاشتراكيين-الديموقراطيين والخضر واليسار الراديكالي.
وبعد تراجعه في استطلاعات الراي نهاية السنة الماضية وبداية 2016 اثر ازمة الهجرة، تمكن الاتحاد المسيحي الديموقراطي من تحسين شعبيته التي ارتفعت كذلك بعد اعلان ميركل ترشحها الى 37% مقابل 22% للحزب الديموقراطي الاجتماعي، وفق معهد "امنيد".
ولكن ميركل تواجه انتقادات حادة داخل حزبها برزت خلال اللقاءات التحضيرية قبل المؤتمر.
فقد انتقد البعض هيمنتها على الحزب، وقال احد المنتسبين الجمعة في لينا في شرق البلاد "ما تفعلينه هو عبادة الشخصية". وانتقد آخرون سياسة الباب المفتوح امام اللاجئين وقال لها احدهم الاسبوع الماضي خلال اجتماع عام في كارلسروهي "ايتها المستشارة استقيلي".