الرئيسية » أخبار عالمية
الولايات المتحدة

واشطن _ المغرب اليوم

قدمت مجموعة نواب من الحزبين الديمقراطي والجمهوري إلى مجلس النواب الأمريكي مشروع قانون لإنشاء “مركز مفتوح للترجمة والتحليل يركز على الصين”. وإذا سُنّ هذا القانون فإنه سيتم إحياء أحد أفضل التقاليد الأمريكية خلال سنوات الحرب الباردة في النصف الثاني من القرن العشرين، حسب المحلل الأمريكي هال براندز. ويشير براندز، في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية اعتادت، خلال سنوات الحرب الباردة، على توحيد جهود المؤسسات الحكومية والمراكز البحثية الأكاديمية بتمويل من الحكومة الاتحادية لفهم النقاط الغامضة لدى الجهات

المعادية. للوهلة الأولى، تبدو هذه المبادرة بسيطة للغاية؛ فالمركز المفتوح للترجمة والتحليل سيحصل على تمويل حكومي قيمته 80 مليون دولار ويتولى ترجمة كل الوثائق الصينية بدءا من خطب الرئيس الصيني شي جين بينج وحتى التقارير الصادرة عن جيش التحرير الشعبي (الجيش الصيني)، ونشر تلك الترجمات مجانا على الأنترنيت. ويشبه هذا الجهد تجربة خدمة بث المعلومات الأجنبية التي أدت دورا مماثلا مع الاتحاد السوفيتي والدول الأخرى أثناء الحرب الباردة. وهذه المبادرات تتيح المواد المترجمة مجانا للمؤسسات البحثية لدراستها أكاديميا. ويقول هال براندز إن ندرة المواد الصينية

المترجمة إلى اللغة الإنجليزية، حاليا، يجعل أغلب المراقبين والباحثين الأمريكيين يعتمدون على ترجمات الحكومة الصينية لأغلب بياناتها السياسية. وهذه مشكلة، نظرا إلى ميل الحزب الشيوعي الحاكم في الصين إلى الاكتفاء بترجمة ونشر أجزاء أو مختارات محررة من الخطب الرسمية وغيرها من الوثائق التي يمكن أن تثير انتباه المراقبين في الخارج. كما أنها تشير إلى انهيار كبير في القدرات الفكرية الأمريكية على منافسة الصين. وخلال سنوات الحرب الباردة، بذلت أمريكا جهدا مستداما وشاملا لفهم خصمها. وظهر علم أكاديمي عرف باسم “علم السوفييت” أو “سوفييتولوجي”، متخصص في

دراسات “الخصائص العملياتية” للمجتمع السوفيتي و”الصفات النفسية للإنسان السوفيتي” و”دراسات نقاط القوة والضعف الاجتماعية” في الاتحاد السوفيتي. ودرس الأكاديميون والمفكرون الأمريكيون أطر اقتصاد الاتحاد السوفيتي، وهيكل وعقيدة الجيش السوفيتي، والنظرة العالمية لقادته، وجوانب أخرى لا حصر لها من سياسة البلد ومجتمعه. وكانت الأموال الاتحادية الأمريكية مصدرا أساسيا لتمويل هذه الجهود، بالإضافة إلى الدعم القادم من المؤسسات البارزة الأخرى كجزء من الزواج بين الحكومة والأوساط الأكاديمية بعد الحرب العالمية الثانية.

كما نظمت الحكومة الأمريكية عمليات التبادل الأكاديمي التي سمحت للباحثين الأمريكيين بالسفر إلى الاتحاد السوفيتي، كما استعانت بخبراء أكاديميين كمستشارين ومسؤولين رفيعي المستوى. وبحلول سبعينيات القرن العشرين، كانت لدى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي. آي. أيه) علاقات مع أكثر من 100 مؤسسة أكاديمية. وقدمت الحكومة الأمريكية مواد حيوية من المصدر، قليلة؛ لكنها معلومات قيمة عن سجلات الحكومة السوفيتية والمقابلات مع اللاجئين والمنشقين السوفييت وترجمات الصحف السوفيتية والبيانات الرسمية والتي شكلت أساسا لعلم السوفييتولوجي.

ولكن النتيجة كانت بالكاد مجرد معرفة كلية بما يدور في الاتحاد السوفيتي. فقبل شهور قليلة من انهيار الاتحاد السوفيتي، قال أحد الباحثين البارزين إن هذا الانهيار غير وارد. وقال ريكارد بايبس، أستاذ التاريخ السوفيتي بجامعة هارفارد: “لا أعتقد أنه في أي وقت مضى تم إنفاق كل هذا الكم من الأموال على دراسة دولة أجنبية للحصول على مثل هذه النتائج البائسة.” ولكن براندز يرى أن بايبس كان مخطئا، في القول بأن الإنفاق كان أكبر كثيرا من النتائج؛ فخبراء السوفييتولوجي، مثل ميرل فاينسود وناتان لايتس، قدموا دراسات مهمة حول كيفية عمل الحكومة السوفيتية والآليات التي تستخدمها

للسيطرة على السكان وأنماط التعاون والصراع داخل الكتلة السوفيتية. كما رصد خبراء الاقتصاد نقاط الضعف في نموذج النمو الاقتصادي السوفيتي. وأدرك خبراء السكان، مثل موراي فيشباخ، ارتفاع معدل وفيات المواليد مع تراجع متوسط العمر في الاتحاد السوفيتي. وأشار الباحثون في الثقافة الروسية إلى تصاعد أهمية الدين مع تراجع الإيمان بالإيديولوجيا السوفيتية. ويقول براندز إن هذا النظام الفكري النابض بالحياة للباحثين والمؤسسات البحثية والمدعوم من الحكومة الاتحادية ساعد الولايات المتحدة في فهم أحد أصعب الأهداف المخابراتية في العالم.

واليوم، ستحتاج الولايات المتحدة إلى جهد مماثل للتعامل مع التحدي الصيني. وإذا لم تكن بكين، الآن، بنفس صعوبة موسكو في سنوات الحرب الباردة؛ لكنها تزداد صعوبة، حيث يطرد الحزب الشيوعي الحاكم المراسلين الأجانب ويصبح نظام الرئيس شي جين بينج أقل شفافية. وعلى الرغم من وجود مجتمع بحثي واسع متخصص في الشأن الصيني في الولايات المتحدة، فإنه لا توجد الأسس الفكرية نفسها التي توافرت في مواجهة الاتحاد السوفيتي. ويقول براندز إن هذه ليست مجرد قضية أكاديمية؛ فالأسئلة الحيوية بشأن الإستراتيجية الأمريكية، مثل مدى جدية التعامل مع

احتمال نشوب حرب في مضيق تايوان، تتوقف على تقييم ما يريده الرئيس الصيني والمدى الذي يمكنه الذهاب إليه لتحقيق ما يريد. واختتم براندز تقريره بالقول إنه لا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية خوض تنافس جيوسياسي بطريقة فعالة دون فهم أفضل لنقاط القوة والضعف في النظام الصيني. ويمكن القول إن ترجمة الخطب والوثائق الرسمية مجرد بداية؛ لكنها جزء صغير من استثمار فكري ضخم يجب على أمريكا القيام به للفوز في الصراع الجديد.

قد يهمك ايضا

الولايات المتحدة تسمح بإعطاء جرعة ثالثة ضد كورونا لمن يعاني من نقص المناعة

الولايات المتحدة تحث رعاياها على مغادرة أفغانستان فوراً

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

وزير الأمن الصومالى والمبعوث الأممى يبحثان تعزيز التعاون الأمني
إيطاليا تعيد 4752 مهاجرًا غير شرعي لبلدانهم منذ بداية…
رئيس مجلس النواب الأمريكى مايك جونسون يفوز بترشيح الجمهوريين…
محكمة إيطالية تعيد إطلاق اسم سلفيو بيرلسكوني على مطار…
قصف إسرائيلي يستهدف منطقة القصير بريف حمص

اخر الاخبار

الحكومة المغربية تُعزز قطاع الدفاع الوطني بإعفاءات ضريبية جديدة
بوريطة يُؤكد أن وزارة الخارجية ساهمت في تطور التجارة…
اتهام موظف أميركي بتسريب خطط إسرائيل لضرب إيران
مجلس النواب المغربي يكشف عن أسماء البرلمانيين المتغيبين بدون…

فن وموسيقى

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…
هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…
المغربية بسمة بوسيل تُشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة التي تستعد…
كاظم الساهر يتألق في مهرجان الغناء بالفصحى ويقدم ليلة…

أخبار النجوم

محمود حميدة يكشف تفاصيل شخصية "ياسين" في مسلسل موعد…
إسعاد يونس تُعرب عن سعادتها البالغة بعودتها للمسرح
هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجدداً بعد غياب 12…
محمد هنيدي يُعلن دخوله منافسات دراما رمضان 2025 بمسلسل…

رياضة

محمد صلاح على رأس قائمة جوائز جلوب سوكر 2024
الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم
إصابة في الرباط الصليبي تبعد إلياس أخوماش عن الملاعب…
المغربي ياسين بونو بين كبار اللعبة بمتحف أساطير كرة…

صحة وتغذية

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…
هل تختلف ساعات نوم الأطفال عند تغيير التوقيت بين…
أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات…

الأخبار الأكثر قراءة

‏ الرئيس التركي ينتقد إسرائيل لمنع أمين الأمم المتحدة…
ماكرون يدعّو واشنطن إلى الضغط على إسرائيل لقبول صفقة…
لافروف يؤكد أن الغرب لن يسمح لأوكرانيا بالدخول في…
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يزور مصنع ذخيرة في مسقط…
واشنطن تُؤكد دعمها لحق الفلبين في حرية الملاحة ببحر…