الرئيسية » أخبار عالمية
فيروس كورونا المستجد

واشنطن - المغرب اليوم

تسعى مختبرات الأبحاث وصناعة الأدوية في أنحاء العالم للتوصل إلى لقاحات وعلاجات لفيروس كورونا المستجد باستخدام مجموعة متنوعة من التقنيات المختلفة، ويجمع علماء الفيروسات أن مكافحة الفيروس، لا يمكنه أن يكلل بنجاح إلا إذا تمّ تطوير لقاح ضد وباء صنّفته منظمة الصحة العالمية بأنه "جائحة عالمية".

وبعد أن أعلن مسؤولون أميركيون في القطاع الصحي أمس الإثنين بدء أول تجربة بشرية للقاح محتمل لفيروس كورونا في مدينة سياتل، أعلنت اليوم الثلاثاء (17 مارس/ آذار 2020)، كل من الصين وروسيا على خطوات مماثلة. فقد أورد تقرير في صحيفة الشعب اليومية التابعة للحزب الشيوعي أن بيكين أجازت إجراء التجارب السريرية على أول لقاح تطوره لمحاربة فيروس كورونا المستجد.

روسيا بدورها، تعلن الثلاثاء إطلاق أبحاث لقاح على الحيوانات ضد فيروس كورونا وتأمل بالتوصل إلى نماذج أولى واعدة في حزيران / يونيو.

دواء قريب؟

بموازاة مع ذلك، هناك خطوات فعلية حققت من أجل التوصل إلى علاج في وقت قريب. وهناك علاج مضاد للفيروسات في الولايات المتحدة أظهر نتائج مبكرة واعدة وهو حاليا قيد التجربة قبل حصوله على موافقة الهيئات الناظمة.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب العلماء قد حثّ شركات الأدوية على تسريع عملية تطوير الدواء، لكن الخبراء يقولون إن قيودا أساسية قد لا تترك هامشا كبيرا للتحرك.

عامل الوقت

وكتب إتش. هولدن ثورب رئيس تحرير مجلة "ساينس" ردًّا على دعوات الرئيس ترامب "يجب أن يكون للقاح أساس علمي أساسي. يجب أن يكون قابلا للتصنيع. يجب أن يكون آمنا. قد يستغرق هذا الأمر عاما ونصف العام أو أكثر من ذلك بكثير". وأضاف "المسؤولون في قطاع صناعة الأدوية يملكون كل المحفزات للتوصل إلى لقاح بسرعة، فهم سيبيعونه في النهاية، لكنهم يعرفون أيضا أنه لا يمكنهم خرق قوانين الطبيعة لإنتاجه".

وتموّل الولايات المتحدة العديد من شركات صناعة الأدوية حول العالم، وذلك من خلال وزارة الصحة والمعاهد الوطنية للصحة.

كذلك يساعد الائتلاف من أجل ابتكارات التأهب للأوبئة، وهي منظمة عالمية مقرها في أوسلو على تمويل عدد من الشركات ومعظمها من الشركاء الأصغر حجما الذين يفتقرون للقدرة على الإنتاج بكميات ضخمة. وقد وفّر حتى الآن حوالي 24 مليون دولار لهؤلاء الشركات من بينها

شركة ألمانية قطعت شوطا مهما في هذا الاتجاه، وكانت قد شدّت إليها الأنظار بقوة قبل يومين بعدما باتت موضوع نزاع بين الحكومتين الأمريكية والألمانية.

من وحي تجارب إيبولا

من بين كل الأدوية المرتبطة بالفيروس الذي يسبب وباء كوفيد 19، قد يكون لقاح ريمديزفير من صنع شركة جلعاد للعلوم هو الأقرب ليطرح في الأسواق. وهو ليس جديدا بل تمّ تطويره لمحاربة الفيروسات الأخرى بما في ذلك إيبولا (ثبت أنه غير فعال) ولم تتم الموافقة عليه بعد لأي وباء.

ومع ذلك، فقد ظهرت نتائج مبكرة واعدة في معالجة بعض مرضى فيروس كورونا المستجد في الصين، وفقا للأطباء، والشركة تمضي قدما في التجارب السريرية النهائية في آسيا (المعروفة بـ"المرحلة 3"). كذلك استخدم لمعالجة مريض أميركي واحد على الأقل حتى الآن.

وقال أنطوني فاوسي من المعاهد الوطنية للصحة وأحد كبار الخبراء في الولايات المتحدة الأميركية، إنه قد يكون متاحا في "الأشهر القليلة المقبلة". فيما أوضح المسؤول في منظمة الصحة العالمية بروس أيلوارد خلال مؤتمر صحافي عقد أخيرا في الصين أن "ثمة عقارا واحدا فقط نعتقد أنه قد يكون له فعالية حقيقية وهو ريمديزفير".

ويطرأ تغيير على ريمديزفير داخل جسم الإنسان ليصبح مشابها لواحدة من أربع كتل للحمض النووي تسمى نوكليوتيدات. وقال نيومان لوكالة فرانس برس إنه عندما تنسخ الفيروسات نفسها، تقوم بذلك "بسرعة وبشكل عشوائي"، ما يعني أنها قد تدمج هذا اللقاح في بنيتها علما أن الخلايا البشرية التي تكون أكثر سرعة، لا ترتكب الخطأ نفسه.

وإذا اندمج الفيروس مع اللقاح، فإن الدواء يضيف تحولات يمكنها القضاء على الفيروس.

لقاحات قيض التجارب

خلال أسابيع من كشف باحثين صينيين عن التركيبة الجينية للفيروس أمام العامة، تمكن فريق من جامعة تكساس في أوستن من إنشاء نموذج طبق الأصل لبروتيناته الخبيثة، وهو الجزء الذي يتشبث بالخلايا البشرية ويلحق الضرر بها، وتصويرها باستخدام مجهرٍ إلكتروني مبرد.

ويشكل هذا النموذج الآن أساسا للقاح محتمل لأنه قد يثير استجابة مناعية في جسم الإنسان دون التسبب في ضرر. وتعمل المعاهد الأميركية للصحة مع "موديرنا"، وهي شركة جديدة نسبيا أطلقت في العام 2010، لصنع لقاح باستخدام المعلومات الوراثية للبروتين لزراعته داخل أنسجة العضلات البشرية بدلا من حقنه فيها. وتخزن هذه المعلومات في مادة عابرة وسيطة تسمى "آر ان إيه مسنجر" تنقل الشيفرة الوراثية من الحمض النووي إلى الخلايا. وقد بدأت تجربة اللقاح البشرية الأولى في 16 آذار/ مارس بعدما أثبت فعاليته لدى الفئران.

وإذا سارت الأمور على ما يرام، فقد يكون اللقاح متاحا في السوق في غضون عام ونصف تقريبا، وجاهزا في حال استمرار تفشي فيروس كورونا حتى موسم الإنفلونزا المقبل، وفقا للعالم الأمريكي أنطوني فاوسي.

تعاون فرنسي أميركي

وضمن هذا السباق المحموم، تتعاون حاليا شركة الأدوية الفرنسية سانوفي مع حكومة الولايات المتحدة لاستخدام ما يسمى بـ"منصة الحمض النووي المؤتلف" لإنتاج لقاح محتمل.

وتتيح هذه الطريقة أخذ الحمض النووي للفيروس ودمجه مع الحمض النووي لفيروس غير ضار، ما يحدث وهما قد يثير استجابة مناعية، ويمكن بعد ذلك زيادة المستضدات التي ينتجها.

وهذه التكنولوجيا هي أساس للقاح الأنفلونزا الذي طورته سانوفي ويعتقد أن موقعها جيد في هذا السباق بسبب لقاح سارس الذي ابتكرته ووفر حماية جزئية لدى الحيوانات.

وأفاد ديفيد لوي رئيس قسم تطوير اللقاحات في الشركة، بأن سانوفي تتوقع جهوزية هذا اللقاح المحتمل للاختبارات المخبرية في غضون ستة أشهر وللاختبارات السريرية في غضون عام ونصف العام.

"إينوفيو" شركة أدوية أميركية أخرى، تأمل في "بدء التجارب السريرية البشرية في الولايات المتحدة في نيسان/ أبريل وبعد ذلك بوقت قصير في الصين وكوريا الجنوبية حيث يؤثر تفشي الفيروس على نسبة كبيرة من الأشخاص"، وفق ما جاء في بيان مديرها جيه جوزيف كيم.

وتعتمد هذه الشركة ومنذ تأسيسها في الثمانينات على لقاحات الحمض النووي التي تعمل بطريقة مماثلة للقاحات الحمض النووي الريبي (آر ان إيه) لكنها تعمل في حلقة سابقة من السلسلة.

وعلى سبيل المقارنة، يمكن اعتبار الحمض النووي ككتاب مرجعي في مكتبة في حين أن الحمض النووي الريبي يشبه نسخة من صفحة من هذا الكتاب تحتوي على تعليمات للقيام بمهمة ما.

يتم إضافة علاج مساعد إلى بعض اللقاحات لتعزيز الاستجابة المناعية وبالتالي توفير مناعة أقوى ولمدة أطول ضد الالتهابات مما يقدمه اللقاح وحده.

 مثل موديرنا، تعمل "كيور فاك" مع جامعة كوينزلاند على لقاح للحمض النووي الريبي. وقد التقى الرئيس التنفيذي للشركة دانيال مينيتشيلا مع مسؤولين في البيت الأبيض في وقت سابق من هذا الشهر وأعلن أن الشركة تتوقع أن تنتج نموذج لقاح في غضون بضعة أشهر.

 كما تبحث شركة الأدوية الأميركية "جونسون أند جونسون" في استخدام بعض الأدوية الموجودة لديها لغير غرضها الأساسي لمعالجة أعراض المرضى المصابين بفيروس كورونا.

وعزلت شركة "فير" للتكنولوجيا الحيوية ومقرها في كاليفورنيا المضادات الحيوية من الناجين من فيروس سارس أملا في استخدامها لمعالجة فيروس كورونا المستجد.

قد يهمك ايضا

وزارة الصحة السعودية تعلن حالتين قادمتين من المغرب مصابتين بكورونا

وفاة مسنّ وإصابة جديدة بـ " كورونا " ترفع الحصيلة إلى 38

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

بوتين يوقع قانونا يسمح لمن يتطوعون للقتال فى أوكرانيا…
الجيش البريطانى يعلن اختتام تدريبات عسكرية لتعزيز الجناح الشرقى…
وزير الدفاع الإسرائيلى يُؤكد أنه يعمل على سن قانون…
ترامب يعلن اختياره بروك رولينز لتولى منصب وزيرة الزراعة
سفير أوكرانيا في لندن يعتقد أن بريطانيا والدول الأوروبية…

اخر الاخبار

رياض مزور يترأس المجلس الإقليمي لحزب الاستقلال في إقليم…
السفير محمد عروشي يُؤكد على الدور الحاسم الذي لعبته…
وزير العدل المغربي يُوجه كلمه بمناسبة عقد المكتب الدائم…
السلطات البلجيكية تُرحل عشرات المهاجرين إلى المغرب

فن وموسيقى

منة شلبي تتألق في موسم الرياض بمسرحية شمس وقمر…
تتويج المغربي محمد خيي بجائزة أحسن ممثل في مهرجان…
رافائيل نادال يختتم مشواره ويلعب مباراته الأخيرة في كأس…
الذكرى التسعين لميلاد فيروز الصوت الذي تخطى حدود الزمان…

أخبار النجوم

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
سلاف فواخرجي تتألق في فيلم ”سلمى” وتسلط الضوء على…
أول تعليق من حسين فهمي بعد حصوله على جائزة…
مها أحمد تسخر من قلة العمل وكثرة النجوم على…

رياضة

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة…
محمد صلاح في المركز الثاني كأفضل هدافي الدوري الإنكليزي…
بيب غوارديولا يكشف سبب تمديد تعاقده مع مانشستر سيتي
كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

صحة وتغذية

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على…
فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

الأخبار الأكثر قراءة

جو بايدن يؤكد بقاء القوات الأميركية المتمركزة في منطقة…
ترامب يقول إنه قد يؤيد استخدام الجيش الأميركي ضد…
بايدن يؤكد استعداده للحوار مع روسيا والصين وكوريا الشمالية…
مكتب التحقيقات الفيدرالي يرفض اعتبار الحادثة الأخيرة لترامب محاولة…
ماكرون يدعو نظيره الإيراني إلى دعم تهدئة عامة في…