باريس - المغرب اليوم
قبل اشهر من مغادرته الاليزيه، استعرض الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الخميس حصيلة ادائه على الساحة الدولية، معبرا عن اسفه مجددا لعدم التدخل عسكريا في سوريا عام 2013 وكثف تحذيراته الموجهة الى دونالد ترامب وفلاديمير بوتين.
وفي كلمة استغرقت حوالى ساعة امام السلك الدبلوماسي، اكد رئيس الدولة الفرنسي متوجها الى الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب ان فرنسا ستكون "حليفا موثوقا" لكنها "مستقلة في خياراتها".
وكما فعل في 31 كانون الاول/ديسمبر، حذر هولاند مجددا من ان "لا شىء ولا احد" يمكنه "التشكيك" في اتفاق باريس حول المناخ الذي وقع في 15 كانون الاول/ديسمبر.
وتحدث هولاند عن علاقة "الصداقة" بين بلاده والرئيس الاميركي باراك اوباما، بدون ان يذكر ترامب اطلاقا في خطابه. الا انه عبر مجددا عن اسفه لعدم تدخل الاسرة الدولية عسكريا في سوريا في 2013 بعد رفض واشنطن والبرلمان البريطاني كذلك هذه الخطوة.
وقال "لم يجر تحرك دولي بينما كانت فرنسا مستعدة للتدخل، حدث الاسوأ. الاسوأ هو ظهور داعش وتدفق اللاجئين ومجازر المدنيين".
واكد هولاند انه يأمل في ان تشمل المفاوضات حول سوريا "كل الاطراف المعنية" بالملف السوري "برعاية الامم المتحدة" و"في الاطار الذي حدد منذ 2012 في جنيف"، وذلك قبل عشرة ايام من محادثات أستانا برعاية موسكو وانقرة.
اكد الرئيس الفرنسي ان الرئيس بشار الاسد "لا يمكن ان يكون حل المشكلة". وقال "لكنني اكدت دائما ان من الضروري ان تكون هناك مرحلة انتقالية سياسية في سوريا وتتطلب عدم استبعاد اي طرف فاعل في المنطقة والتحدث الى الجميع بما في ذلك النظام" السوري.
من جهة اخرى، بدا هولاند وكأنه يوجه تحذيرا الى المرشحين المحتملين لخلافته حيال موسكو. وقال "لا يكفي تكرار القول انه +يجب التحدث الى روسيا+، بما اننا لا نكف عن القيام بذلك"، بينما يدعو مرشح اليمين فرنسوا فيون وحزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف الى تصحيح مسار العلاقات مع موسكو.
وقال هولاند "لم اعتقد يوما انه من الممكن تجاوز روسيا لحل الازمات". واضاف انه في الملف الاوكراني "يتأخر تطبيق" اتفاقات مينسك بين روسيا واوكرانيا التي وقعت في 2014 برعاية فرنسية المانية و"العقوبات (على موسكو) لا يمكن ان ترفع طالما ان التعهدات لم تنفذ وان اتفاقات مينسك لم تطبق بشكل واضح من قبل كل الاطراف".
وحول النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين، قال هولاند ان "وحدها مفاوضات ثنائية" بين اسرائيل والفلسطينيين يمكن ان تؤدي الى السلام، وذلك قبل ايام من مؤتمر دولي للسلام حول الشرق الاوسط في باريس تنتقده الدولة العبرية بشدة.
وقال ان هدف المؤتمر المقرر الاحد هو "اعادة تأكيد دعم الاسرة الدولية لحل الدولتين (اسرائيلية وفلسطينية)، وابقاء هذا الحل المرجع" لتسوية نزاع مستمر منذ سبعين عاما.
واعترف رئيس الدولة بانه في الوقت نفسه "مدرك لما يمكن ان يحمله هذا المؤتمر. السلام سيصنعه الاسرائيليون والفلسطينيون ووحدها مفاوضات ثنائية يمكن ان تسفر" عن نتيجة.
وتحدث هولاند عن "المخاطر الكبرى" التي تهدد ليبيا الغارقة في الفوضى، مؤكدا من جديد دعم الاسرة الدولية لحكومة الوفاق الوطني التي يقودها فايز السراج. الا انه دعا في الوقت نفسه الى "الحوار" بين السراج والمشير خليفة حفتر الذي يقود جيشا تابعا للسلطة المنافسة في شرق ليبيا والتي تعترض على شرعية حكومة الوفاق.