كابول _ المغرب اليوم
في ظل التقدم المستمر الذي تحققه في ظل التقدم المستمر الذي تحققه حركة طالبان في أفغانستان بالتزامن مع انسحاب القوات الأمريكية والدولية، بات مستقبل البلاد غامضا وسط علامات استفهام حول الأوضاع الأمنية التي ستواجهها البلاد، بل ومحيطها الإقليمي أيضا. وقال الباحث البريطاني ميخائيل أوهانلون، في تقرير نشرته مجلة ناشيونال إنتريست الأمريكية، إن عشرات من مناطق أفغانستان، البالغ عددها نحو 400 منطقة، سقطت في أيدي طالبان منذ الربيع. كما سيطرت الحركة على تسع من عواصم الولايات الـ34 في البلاد. ورحل شركاء الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، الآن، تقريبا من البلاد،
حركة طالبان في أفغانستان بالتزامن مع انسحاب القوات الأمريكية والدولية، بات مستقبل البلاد غامضا وسط علامات استفهام حول الأوضاع الأمنية التي ستواجهها البلاد، بل ومحيطها الإقليمي أيضا. وقال الباحث البريطاني ميخائيل أوهانلون، في تقرير نشرته مجلة ناشيونال إنتريست الأمريكية، إن عشرات من مناطق أفغانستان، البالغ عددها نحو 400 منطقة، سقطت في أيدي طالبان منذ الربيع. كما سيطرت الحركة على تسع من عواصم الولايات الـ34 في البلاد. ورحل شركاء الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، الآن، تقريبا من البلاد،
باستثناء بضع مئات من القوات التركية والأمريكية التي تحرس المطار، فضلا عن السفارات الرئيسية في العاصمة كابول. وتساءل أوهانلون: هل ستسقط كابول قريبا؟ هل ستسيطر طالبان بشكل عام على البلاد كما فعلت تماما في أواخر التسعينيات، باستثناء جيوب في شمال البلاد؟ ويقول إن وكالة الاستخبارات المركزية تعتقد ذلك، ويبدو أن تقريرا مسربا مؤخرا من الوكالة يرى أن حكومة الرئيس أشرف غني قد تنهار خلال هذا العام. وأضاف الباحث البريطاني: “أنه، للأسف، أدى قرار الرئيس جو بايدن المؤسف بإخراج القوات المقاتلة الأمريكية البالغ قوامها نحو ثلاثة آلاف جندي من أفغانستان،
وسحبها بسرعة هذا العام، إلى أن يصبح مستقبل البلاد موضع شك. ومن المؤكد أن الأمور كانت سيئة من قبل؛ لكنها أسوأ بكثير الآن. وسواء أصبحت أفغانستان التي تديرها طالبان ملاذا آمنا مرة أخرى لتنظيم القاعدة أو الإرهابيين المرتبطين بها أم لا، سيتعين العمل بجد لضمان ألا يكون الأمر كذلك؛ مما يعني أن بايدن قد ينتهي به الأمر إلى إنفاق المزيد من الموارد والوقت على أفغانستان بعد الانسحاب أكثر مما كان عليه الحال من قبل”. ويواجه ملايين الأفغان، بمن فيهم النساء والأقليات والمثقفون والإصلاحيون وأصدقاء الولايات المتحدة، الآن، خطرا أكبر من أي وقت مضى.
ولكن لم يتم بعد فقدان كل شيء يتابع أوهانلون مضيفا بالقول: “على الأقل، قد لا يكون الأمر كذلك؛ فلا تعرف القيادة المركزية الأمريكية ولا خبراء وكالة الاستخبارات المركزية حقيقة الأمور. ففي نهاية كل شيء، اعتقدت وكالة الاستخبارات المركزية أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يستمر أكثر من بضعة أشهر بمجرد أن يبادر الربيع العربي إلى الظهور. وبعد عقد من الزمان، لا يزال الأسد رئيسا. وهذا لا يتعلق بانتقاد وكالة الاستخبارات المركزية بقدر ما يشير إلى الشكوك المتأصلة في تقييم المخاطر السياسية والعسكرية”، بتعبير الباحث البريطاني. وأضاف تقرير مجلة ناشيونال إنتريست
الأمريكية أن مستقبلا محتملا آخر لأفغانستان، وعلى الرغم من أنه ليس جيدا، فإنه أفضل بكثير من الناحية الإستراتيجية بالنسبة إلى الولايات المتحدة: يتمثل في وجود حالة جمود عسكري، تسيطر فيها طالبان على بعض المناطق في البلاد وكذلك الحكومة؛ في حين تسيطر الميليشيات الصديقة على جزء كبير آخر. وربما – مع قليل من الحظ- من الممكن أن يؤدي هذا النوع من جمود الوضع مع مرور الوقت إلى إمكانية إجراء مفاوضات بشأن تقاسم السلطة. وكحد أدنى، يمكن أن يساعد ذلك في إبقاء حلفاء الولايات المتحدة ضمن المعادلة وتوفير أجزاء آمنة نسبيا من البلاد يمكن أن يتم فيها
تموضع عناصر أجهزة استخبارات صديقة، مما يسهل منع ظهور ملاذات متطرفة عنيفة في أفغانستان في المستقبل. وقال الباحث البريطاني إنه لكي نرى كيف يمكن تحقيق هذا النوع من التقسيم الفعال للبلاد من المفيد رسم صورة تقريبية لأفغانستان، إذ يعيش معظم سكان البلاد البالغ عددهم أربعين مليون نسمة في المناطق الريفية؛ لكن المدن أساسية، حيث تقع كابول تقريبا في المركز الجغرافي، ثم أربع مدن إقليمية كبيرة على طول محيط البلاد، متصلة بـ”الطريق الدائري”، وهناك مدينة مزار الشريف في الشمال، وجلال أباد في الشرق، وقندهار في الجنوب، وهيرات في الغرب.
ولم تسقط أي من هذه المدن الكبرى في يد طالبان، على الرغم من أن قندهار (المعقل الملهم لحركة طالبان والمعقل السابق لأسامة بن لادن) يجري التناحر عليها الآن. وتضم كابول وهذه المراكز الإقليمية الرئيسية معا نحو عشرة ملايين شخص، ويعيش عدة ملايين آخرين في مدن أصغر مثل قندوز التي سقطت في الواقع، وكذلك مساحات معينة من الأراضي التي يجتازها الطريق الدائري. ودعا الباحث البريطاني إلى إستراتيجية منطقية للحكومة الأفغانية، يدعمها الشركاء الدوليون، على هذه الأولويات، مضيفا بالقول إن “الرئيس أشرف غني قد لا يرغب في الإعلان عن المدن الأصغر
التي سيتم التنازل عنها لطالبان في المستقبل المنظور. ومع ذلك، تحتاج الحكومة إلى تشكيل خطة حول متى وأين تحارب. ومن المحتمل أن يتضمن جوهر الإستراتيجية هذه العناصر”. من بين تلك العناصر، حسب أوهانلون، حماية كابول والمراكز الإقليمية الأربعة الرئيسية، حتى لو سقطت قندهار. ولندرك أيضا ألا يمكن تماما منع الهجمات بالسيارات المفخخة، مثل تلك التي وقعت الأسبوع الماضي في كابول بالقرب من منزل وزير الدفاع، وغيرها من الهجمات “المذهلة”. وشدد الباحث البريطاني على ضرورة إعداد تفصيل واضح لقطاعات الجيش الأكثر فعالية، بدءا بالقوات الخاصة
وربما التشكيلات الرئيسية للجيش مثل الفيلقين 201 و203، اللذين يركزان على شرق البلاد. ويمكن الاستعانة بهذه القوات المهمة للدفاع عن المدن الرئيسية والقيام بهجمات مضادة انتقائية. ودعا أوهانلون إلى وضع خطة مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لتمويل الجيش وبعض الميليشيات المناهضة لطالبان التي يمكن أن تساعد في الاحتفاظ بالأراضي في أجزاء معينة من البلاد، حيث إن الميليشيات أقوى من الجيش شريطة أن تلتزم الميليشيات بمعايير أساسية معينة لحقوق الإنسان وضبط النفس. كما يمكن البحث عن أماكن في المنطقة يمكن للأطراف الغربية المتعاقدة
التعاون فيها مع الأفغان للحفاظ على السلاح الجوي الناشئ المطلوب لنقل القوات الخاصة بسرعة في ساحة المعركة ومهاجمة تجمعات طالبان، يؤكد الباحث البريطاني. وأفاد أوهانلون بأنه يمكن مطالبة الولايات المتحدة كذلك بإشراك قوات خاصة أمريكية ضمن وحدات معينة من الجيش الأفغاني، كما حدث في خريف عام 2001 عندما ساعدت في توجيه ضربات جوية ضد مواقع طالبان أثناء التعاون مع ما يسمى بالتحالف الشمالي. ويمكن كذلك، حسب الباحث البريطاني، مطالبة الولايات المتحدة بأن تكون مستعدة لاستخدام قوتها الجوية الهجومية المتمركزة في المنطقة الأوسع
للمساعدة في الدفاع ضد هجمات طالبان ضد المدن الرئيسية، فضلا عن وضع خطة ملاذ أخير لنقل إنساني وآمن للسكان البشتون في منطقة شمال وغرب البلاد، التي توفر غطاء ومجندين ودعما لطالبان، والتي لا يمكن بدون ذلك التحقق منها وضمانها. ويختم أوهانلون بالقول إنه “من الواضح أن الوضع في أفغانستان سيئ. والواقع أن البلد في حالة حرب لا أمل واقعيا فيها في نجاح عملية السلام في أي وقت قريب، وهي حرب ستستمر في التفاقم قبل أن تتحسن؛ ولكن هذا هي الأمور المطروحة، وهذه هي الخيارات الواقعية”.
قد يهمك ايضا
بعد قتل الناطق باسم الحكومة حركة طالبان تسيطر على عاصمة أول مقاطعة أفغانية منذ خمس سنوات