قندهار - المغرب اليوم
حافظت حركة طالبان التي اطلقت الاسبوع الماضي هجوما في محافظة هلمند (جنوب افغانستان) على عدة جيوب مقاومة في مواجهة الجيش الافغاني رغم الهجوم المضاد الكبير الذي يشنه كما قال مسؤولون محليون الاحد.
ولا تزال حركة طالبان تسيطر على بعض المناطق خصوصا في ضواحي بستانزاي في شمال اقليم سنجين حيث تحتل عدة مراكز مراقبة كما قالت السلطات المحلية. وكانوا ايضا متواجدين في قرية بركزاي الصغيرة.
وقال الناطق باسم حاكم ولاية هلمند عمر زواك لوكالة فرانس برس ان "المعارك تتواصل في بعض مناطق سنجين وتم ارسال المزيد من التعزيزات للقضاء على جيوب المقاومة في الاقليم".
وجيب المقاومة هذا في سنجين يقع وسط منطقة كبرى لانتاج الخشخاش، وهو مصدر التمويل الرئيسي لطالبان في سنوات الحرب ال13 التي خاضتها ضد قوات حلف شمال الاطلسي.
والسبت ارسلت حوالى 25 آلية مدرعة وجنود وذخائر الى اقليم سنجين.
وكانت المعارك بدأت في 19 حزيران/يونيو حين هاجم مئات المتمردين الاسلاميين اقليم سنجين. والسبت اعلنت وزارة الداخلية ان هجوم طالبان صدته القوات الافغانية.
وبحسب الناطق باسم وزارة الداخلية صديق صديقي فان المعارك اوقعت حوالى 260 قتيلا السبت في صفوف طالبان وثلاثين عنصرا من قوات الجيش والشرطة الافغانيين.
ولم يتسن التحقق من هذه الحصيلة بشكل مستقل الاحد او معرفة ما اذا كان الهجوم اوقع ضحايا مدنيين.
والسبت اشاد مجلس للامن القومي ترأسه الرئيس حميد كرزاي "بشجاعة القوات الافغانية" في مواجهة هجمات طالبان وخصوصا في هلمند حيث الوضع يشهد "تحسنا" بحسب بيان صادر عن القصر الرئاسي.
من جانب اخر، تسببت المعارك بنزوح حوالى 3200 عائلة (15 الفا الى 30 الف شخص) نحو لشكرقاه عاصمة اقليم هلمند بحسب ما اعلن عمر زواك.
وقال زواك ان مساعدة حكومية خصصت للاجئين "لكنها ليست كافية" ودعا "المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية الى مساعدة تلك العائلات في اسرع وقت ممكن".
وقال هاشم الكزاي وهو احد الوجهاء الذين نزحوا من سنجين الى لشكرقاه ان السكان "بحاجة لمأوى ومواد غذائية، نحن بحاجة ماسة للغذاء".
وقال تور جان الذي سار مدة يومين مع عائلته المؤلفة من عشرة اشخاص للوصول الى لشكرقاه انه لم يتم توزيع اية مساعدات منذ وصوله.
من جانب اخر قال ان حركة طالبان "زرعت الغاما في كل مكان تقريبا في اقليم سنجين، وبالتالي لا تجازف اية الية بالتوجه الى هناك".
ويثير احتمال تصعيد حركة طالبان هجماتها العسكرية قلقا لدى الافغان والمجموعة الدولية فيما تبقى العملية الانتخابية لتعيين رئيس جديد يخلف حميد كرزاي، غامضة وهشة بسبب اتهامات بالتزوير.
وبعد الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي جرت في 14 حزيران/يونيو، ستعلن السلطات الانتخابية نتائج اولية في الثاني من تموز/يوليو والنتائج النهائية في 22 منه. وكان على الافغان الاختيار بين مرشحين هما وزير الخارجية الاسبق عبد الله عبد الله وخصمه اشرف غني وزير المالية الاسبق.
وفي هذا الهجوم الاختباري الذي شنته طالبان ضد الجيش الافغاني، اكد الجيش الذي سيكون عليه الدفاع عن نفسه وحيدا بعد انسحاب قوة حلف شمال الاطلسي في نهاية 2014، انه ليس بحاجة لمساعدة جوية من ايساف (القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن في افغانستان).
لكن من جانبها اكدت القوة الدولية انها قدمت دعما جويا للجيش.