القدس - ا.ف . ب
قبيل استئناف مفاوضات السلام الاربعاء في القدس مع الفلسطينيين، اطلقت اسرائيل مشاريع سكنية استيطانية جديدة في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين وافرجت عن 26 اسيرا فلسطينيا كبادرة حسن نية.واعلن وزير الاسكان اوري اريئيل الاربعاء قبل ساعات من بدء جولة المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية التي انطلقت رسميا اواخر الشهر الماضي في واشنطن، ان الدولة العبرية ستبني قريبا "الاف" الوحدات السكنية الاضافية في مستوطنات الضفة الغربية.وقال ارييل الذي نقلت تصريحاته الاذاعة العامة " لا احد يملي علينا اين يمكننا ان نبني".واوضح ارييل العضو في حزب "البيت اليهودي" القومي الديني المعارض لقيام دولة فلسطينية، ان بناء هذه المساكن سيتم في مستوطنات معزولة وليس في الكتل الاستيطانية حيث يقيم غالبية المستوطنين الموجودين في الضفة الغربية والبالغ عددهم 360 الفا.ويعتزم القادة الاسرائيليون ضم هذه الكتل الاستيطانية الكبرى في اطار اتفاق مع الفلسطينيين، لكن قد يتم تفكيك المستوطنات المعزولة في الضفة الغربية.واثارت اسرائيل الاحد والثلاثاء غضب الفلسطينيين بسماحها ببناء 2129 وحدة سكنية استيطانية في الاجمال في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين.وحذر امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه الثلاثاء من ان التوسع الاستيطاني الاسرائيلي يهدد "بانهيار المفاوضات".وقال عبد ربه لوكالة فرانس برس ان "هذا التوسع الاستيطاني غير مسبوق ويتناقض مع الالتزامات التي قطعتها الولايات المتحدة قبل بدء المفاوضات".لكن وزير الخارجية الاميركي جون كيري اكد ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس "ملتزم مواصلة المشاركة في المفاوضات لانه يؤمن بان المفاوضات هي التي ستحل هذه المسألة".وعقد آخر اجتماع بين طرفي النزاع في ايلول/سبتمبر 2010 وتوقفت المفاوضات خلاله بسرعة عند انتهاء تجميد للاستيطان في الضفة الغربية المحتلة لمدة عشرة اشهر.وافادت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان الاعلان عن بناء وحدات سكنية في المستوطنات تقرر لتهدئة الجناح المتشدد في ائتلاف نتانياهو الذي يضغط من اجل مواصلة الاستيطان بغية جعل اي انسحاب من الضفة الغربية او اي "تنازل" بشأن القدس الشرقية امرا مستحيلا.ونقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي عن مسؤولين في البيت اليهودي ايضا ان نتانياهو اعاد اطلاق الاستيطان لضمان بقاء هذا الحزب في الائتلاف الحكومي. وقد عارض البيت اليهودي الافراج ليل الثلاثاء الاربعاء عن دفعة اولى من 26 معتقلا فلسطينيا من السجون الاسرائيلية.واطلق سراح الدفعة الاولى من الاسرى الفلسطينيين ليل الثلاثاء الاربعاء.ووصل جزء من الاسرى الى رام الله حيث كان في استقبالهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والاف الفلسطينيين المتحمسين.واكد عباس في استقبال الاسرى "ابعث بالتحية والتهنئة لكل اهلنا ولاسرى الحرية في السجون ونقول لهم لن يهدا لنا بال حتى تكونوا بيننا جميعا".وسيطلق سراح 104 اسير فلسطيني على اربع دفعات بالتزامن مع التطورات في مفاوضات السلام.وبحسب اذاعة الجيش فان المحادثات التي ستجري في القدس بين وزيرة العدل الاسرائيلية تسيبي ليفني والمفاوض الفلسطيني صائب عريقات بحضور المبعوث الاميركي الخاص مارتين انديك، ستعقد "في سرية تامة".واضافت الاذاعة بانه لم يكشف عن اسم الفندق او الساعة التي ستجري فيها المحادثات من اجل "التكتم وتجنب الضغوط الخارجية".واعرب وزير الدفاع والرجل الثاني في الحكومة الاسرائيلية موشيه يعالون عن شكوكه "حددنا تسعة اشهر كمهلة للتوصل الى شيء مع الفلسطينيين (...) قد يكون هنالك نوع من التشكك في تصريحاتي لكننا قررنا اعطاء فرصة للمفاوضات".وستطرح على طاولة المفاوضات قضايا "الوضع النهائي" وهي حق العودة لنحو خمسة ملايين لاجىء فلسطيني وحدود الدولة الفلسطينية المقبلة ومصير القدس ووجود المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة التي يقيم فيها اكثر من 360 الف مستوطن.وتعارض حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة اي مفاوضات تجريها السلطة الفلسطينية بقيادة عباس مع الدولة العبرية. وشن الجيش الاسرائيلي غارة جوية الاربعاء على قطاع غزة ردا على اطلاق صواريخ دون التسبب بوقوع ضحايا.