جنوب السودان ـ أ.ف.ب
تعانى ولاية جونقلى بجنوب السودان وضعاً أمنياً مضطرباً، مع انتشار الهجمات الثأرية وأعمال القتل الانتقامية بها، فى المنطقة التى تعانى من تخلف كبير والغارقة بأسلحة من بقايا نحو عقدين من الحرب الأهلية. غير أن الاشتباكات الأخيرة التى بدأت قبل نحو أسبوع ذات حجم وطبيعة مختلفين، فمسئولو الحكومة المحلية تحدثوا عن مجموعات تضم المئات - إن لم يكن الآلاف - من مسلحى الميليشيات القبلية الذين خاضوا معارك ضارية. وشوهد مسلحون من قبيلة النوير من شمال جونقلى يتقدمون باتجاه منطقة بيبور التى يسكن فيها خصومهم من قبيلة مورلى. وقال المسئول عن منطقة بيبور جوشوا كونيى متحدثا من البلدة الفقيرة التى تحمل الاسم نفسه فى وقت سابق هذه الأسبوع، إن السكان المدنيين من "المورلى" يفرون أمام زحف المسلحين خشية تكرار مثل هذه الهجمات السابقة. فيما يقاتل جيش جنوب السودان الذى كان قوات تمرد قبل أن يصبح الجيش الحكومى، فى المنطقة لإخماد تمرد جديد يقوده ديفيد ياو ياو وهو من قبيلة مورلى، منذ 2010. وأعرب مسئولون فى وزارة الخارجية الأمريكية فى وقت سابق هذا الأسبوع عن قلقهم إزاء تقارير متزايدة عن التعرض لمدنيين بالقتل والاغتصاب والضرب، وحذر السفراء الأوروبيون فى جوبا السبت من مخاطر وقوع "مواجهات عرقية" . ومن الصعب مشاهدة أثار الاقتتال الفعلى من الطائرة أثناء تحليقها فوق غابات كثيفة تنتشر بينها مستنقعات فى أجواء من الحر الشديد وشمس حارقة، وبالإمكان مشاهدة بعض الأكواخ وهى تحترق فى حين تشاهد فى قرى أخرى أكواخ مخروطية الشكل مبنية من القش والطين مهجورة. أما قطعان الماشية التى يعتمد عليها الأهالى فى قوتهم فلا يمكن رؤيتها فى أى مكان، فهى إما مخبأة أو استولت عليها مجموعات أثناء هجماتها. وتعتبر ولاية جونقلى معزولة ومليئة بالمستنقعات وتبلغ مساحتها مساحة النمسا وسويسرا مجتمعتين، وفيها عدد محدود من الطرق الطينية غالبا ما يتعذر عبورها لأشهر خلال فترات المطر الغزير. وأعمال العنف الأخيرة تأتى عقب اشتباكات فى مايو الماضي، عندما قام جنود ومسلحون آخرون بسلب مخازن للأمم المتحدة ووكالة إغاثة فى بيبور، وبينها مستشفى رئيسى. وينفى المسئولون الحكوميون فى مناطق النوير بشمال جونقلى أن يكون شبان غادروا للقتال غير أن اشتباكات سابقة أعقبت نمطا مشابها من التحرك.